سلط مقال نشرته صحيفة (الجارديان) البريطانية الضوء على هجوم جديد شنته القوات الأوكرانية ضد مواقع روسية مستهدفًا خزان نفط في أحد المطارات في منطقة كورسيك، بعد هجمات يوم الاثنين الماضي، مضيفًا أنه على الرغم من عدم وقوع ضحايا إلا أن الهجوم الأخير أدى إلى اشتعال النار في الخزان، وهو ما يمثل تطورًا كبيرًا في القدرات القتالية الأوكرانية.
وأوضح الصحفي بيتر بيمونت في مقاله أن هذا الهجوم يأتي بعد يوم واحد من هجوم شنته القوات الأوكرانية على قاعدتين جويتين في العمق الروسي أول أمس الاثنين، معربًا عن اعتقاده بأن تلك الهجمات تتسم بالجرأة وهو ما يعني نقلة نوعية في القدرات القتالية الأوكرانية خلال الصراع المسلح بين الطرفين والذي بدأ في أعقاب العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا أواخر فبراير الماضي.
وفي الوقت نفسه، لفت الكاتب إلى أن لقطات مصورة على مواقع التواصل الاجتماعي أظهرت اشتعال النيران جراء الهجوم ما أدى إلى حدوث انفجارات ضخمة في الموقع الذي يقع على مسافة 175 ميلًا من الحدود الأوكرانية.
ويقول الكاتب إنه لم يصدر أي تعليق من جانب موسكو أو كييف على الحادث إلا أن رومان ستاروفيات حاكم منطقة كروسيك اكتفي بتصريحات مختصرة على صفحته على تطبيق تيليجرام، موضحًا أن الهجوم لم يسفر عن وقوع ضحايا وأنه تمت السيطرة على النيران.
ويرى الكاتب أن الهجمات الأوكرانية في الأونة الأخيرة ضد الأهداف الروسية، والتي تتزايد جرأتها يومًا بعد يوم، تهدف إلى نقل ساحة القتال إلى داخل الأراضي الروسية، مشيرًا إلى بيان صادر عن وزارة الدفاع الروسية التي أكدت فيه أن هجوم يوم الإثنين الماضي من جانب أوكرانيا على قاعدتين جويتين أسفر عن مقتل ثلاثة جنود وإصابة أربعة أخرين بالإضافة إلى تدمير طائرتين.
ويضيف الكاتب أن أوكرانيا لم تعلن مسؤليتها صراحة عن أي من تلك الهجمات إلا أن أحد المسؤلين الأوكرانيين أدلى بتصريحات لصحيفة "نيويورك تايمز" أوضح فيها أن هجمات يوم الإثنين انطلقت من الأراضي الأوكرانية.
ويضيف الكاتب أن وزارة الدفاع الروسية وصفت الهجوم بأنه عمل إرهابي يستهدف الطائرات الروسية بعيدة المدى، مشيرًا إلى تصريحات بعض المعلقين الروس على صفحات التواصل الاجتماعي الذين أعربوا فيها عن اعتقادهم أنه إذا تمكنت أوكرانيا من ضرب أهداف بعيدة المدي كتلك التي استهدفتها أول أمس الإثنين فإنه من الوارد أن تتمكن من توجيه ضربات تستهدف العاصمة موسكو.
وينسب الكاتب إلى المحلل العسكري الأوكراني سيرهي زجورتس قوله أن قدرة القوات الأوكرانية على استهداف مواقع داخل العمق الروسي لها مدلول رمزي بالغ الأهمية.
ويضيف الكاتب أن تلك الهجمات الأخيرة تأتي في وقت يفند فيه أحد المسؤلين الروس تقارير حول قرب توصل موسكو إلى اتفاق مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية بشأن انسحاب القوات الروسية من محطة زابورجيا النووية في أوكرانيا، مستشهدًا بتصريحات المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا التي أكدت فيها أنه ليس مطروحًا الآن احتمال أن تقوم القوات الروسية بالانسحاب من محطة زابورجيا أو تسليم إدارتها إلى طرف ثالث.
ويختم الكاتب المقال بالإشارة إلى تصريحات مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل جروسي الأسبوع الماضي التي أعرب فيها عن أمله في التوصل إلى اتفاق مع روسيا وأوكرانيا لحماية المحطة النووية وضمان سلامتها.