عندما تقع عينيك على العنوان ستراه “فوضى عارمة”، مشاعر صادمة لارتباط الانتحار وقتل النفس بأنه حل مشكلة، فمن ذلك الشخص الذي يبحث عن حل مشاكله بإنهاء روح الله فى جسده ودعونا نذهب بكم إلى العصر الجاهلي "الرومان والإغريق"، اتخذوا موقفًا متراخيًا تجاه مفهوم الانتحار هذا السلوك الذي تم تجريمه مع انتشار المسيحين وأدانوا هذا الفعل في مجلس آرل عام 452 باعتباره عملًا من فعل الشيطان.
وفيثاغورس مثلًا كان يعارض هذا الفعل، رغم أن معارضته تقوم على أسس حسابية وليس أخلاقية، حيث كان يرى أن هناك رقمًا نهائيًا واحدًا لعدد الأرواح يمكن استخدامه في العالم وأن هذا الرحيل المفاجئ وغير المتوقع لأحد تلك الأرواح يؤرق هذا التوازن الدقيق ماذا تكون انت لتقلب توازن البشرية رأسا على عقب.
أرسطو أدان أيضًا الانتحار رغم أن معارضته ترتكز إلى حد بعيد على أسباب عملية مختلفة قليلًا، حيث كان يرى أن الانتحار يسلب المجتمع الخدمات التي كان يقدمها أحد أفراده وهنا يتضح لنا قيمة الفرد فى المجتمع كلا منا لديه القدرة علي خدمة جموع مجتمعية ولديه هدف فى الحياة ولكنه يبتعد عنه وينسحب بطريقة مقيتة ومدوية.
عند قراءة محاورة فيدون نرى أن أفلاطون كان أيضًا معارضًا لهذا الفعل بنفس مقدار سماحه لسقراط بالدفاع عن تعاليم الأورفكية فقد كان يرى أن جسد الإنسان ملك لالهة، ومن ثم فإن إيذاء الذات يعد انتهاكًا مباشرًا للقانون الإلهي.
لم يكن الانتحار أبدًا فى الأديان السماوية جميعها فعلا محمودا وأرى هنا ونحن فى وقت أصبح الانتحار والقتل والخراب يتبعه المغرضون واليائسين من رحمة الله ولن أفرق بين الانتحارى الذى يفجر نفسه بقنابل وسيارات مفخخة ليرسل رسالة ترهيب لجموع الشعب ويوجه رسالة خاصة لابطالنا من رجال الجيش والشرطة.
وبين المنتحر بازهاق روحه وسط مشاعر صادمة لمن كانوا حوله وحتى بعد عرض فيديو أصاب كل من رأه بهلع وخوف وترسيبات نفسية معقدة والانتحاريين شخص واحد أولهما لعبوا برأسه واوهموه بالحور العين والاستشهاد فى سبيل الله وقتل نفسا أخرى والآخر اوهمته الدنيا بمشاكلها وتحدياتها بإنهاء حياته ليرتاح منها وكلاهما ادخلنى بفعله الشنيع فى حالات نفسية معقدة.
وهنا ينتظره من الله ما ينتظره فلا علاقة لنا بما يفعله الخالق سبحانه وتعالى مع عباده لاتبحثوا عن الكفر بالعقيدة او الإثم او الكبائر ولكن ابحثوا عن تقارير الاعلام الصادمة والتقليد الأعمى والتجرد من كل مشاعر الإنسانية التي تحوى مزيدا من تلاقى الفكر والسلوك المجتمعى الذى لابد أن يتغير.
واخيرا سأضع لكم روشته بسيطة لمن يعقلون اولا
فاكرين الكتاتيب زمان لما كنا نحفظ فيها كلمات الذكر الحكيم "القرأن الكريم" وأحاديث السنة النبوية استرجعوا الشعائر الدينية والصلوات فى كل الأديان السماوية جميعا
استرجعوا قيم الأخلاق والأفكار التنموية واقيموا اجتماعات وملتقيات ثقافية اجتماعية شبابية تتبنى الإصلاح والتغيير لتكون العادات والتقاليد مرة أخرى ملهمه وتخرج لنا شعراء وأدباء ومفكرين وعلماء
استرجعوا القدوة فى قيمة الأساتذة فى المدارس والجامعات
واختتم كلماتى بعنوان الحل هو الانتحار عن كل مغريات الحياة والتواصل مع رب العباد انتحروا عن العقول المؤذية واسترجعوا روح الله فى وجدانكم
اطبعوها فى اذهانكم ان الانتحار ليس ان تقتل نفسك ولكن الانتحار ان تعتزل أفكار متمردة ومسمومة بداخلك
تمتعوا بالحياة وانشغلوا بالمستقبل وكافحوا وجاهدوا مهما كانت الظروف والألم.
وجودك بين الأهل والأبناء والاصدقاء استحقاق لقيمة الحياة.