الجمعة 01 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّنًا وَهُوَ عِندَ اللَّهِ عَظِيمٌ

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

ظاهرة إلقاء الحيوانات الأليفة في الشارع، هل هو وباء ؟ أم انعدام الرحمة في قلوب الناس ؟
 

الراحمون يرحمهم الله. وهنا نتساءل..ما الذي يجعل الفرد يُلقي بحيوانه الأليف في الشارع بعد تربيته له لسنوات؟ 
انتشرت في الآونة الأخيرة ظاهرة تسريب الحيوانات الأليفة كالقطط والكلاب في الشوارع فيبدأ السيناريو عندما يقرر أحد الزوجين أو إحدى العائلات أن يشتروا قطة أو كلبا بمبلغ باهظ، ويبدأ الحديث والهتافات بينهم ( اشتريت قطة جميلة نوعها شيرازي بمبلغ 1000 ج وابني طاير بيها من الفرح كيوت جدا) ( اشتريت كلب جيرمان غالي اوي بمبلغ 4000 ج....الخ ) وكأنهم يتباهون بينهم بأنهم دفعوا مبلغ كذا وكذا ونسوا شيئا مهما ألا وهو... هل أنت قادر علي هذه المسئولية ؟ هل أنت قادر علي رعاية هذا الحيوان في منزلك وتقدم له سبل الراحة الرعاية الطبية والصحية من أدوية وتطعيمات وخلافه؟ هل أنت متشبع بقدر من الرحمة لكي تعطي جزءا من وقتك لهذه الروح لكي تلعب معها وتداعبها؟ لأنها تريد منك ذلك ولكنها لا تستطيع أن تٌعبر عن إرادتها.
سيدي الفاضل...سيدتي الفاضلة عندما تأخذون القرار بتربية قطة او كلبا في منزلكم فاعلموا جيدا انكم وضعتوا انفسكم علي عاتق المسئولية لانكم تعيشون مع كائن حي له متطلباته ومشاعره...يفرح لفرحكم...ويحزن لحزنكم. هل فكرتم اذا شعر هذا الكائن بالمرض ماذا ستفعلون؟ اذا كنتم علي قدر من المسئولية فسوف تقومون بعلاجه..اما اذا لم تكونو علي قدر من المسئولية والرحمة فسوف تلقونه في الشارع حتي تتخلصون من العبء. وهنا تبدأ المشكلة...هل فكرتم قبل ان تلقوه في الشارع ماذا سوف يكون مصيره؟ لك ان تتخيل نفسك ايها الانسان ان تكون عبئا ثقيلا علي أحد ويقوم بإلقائك في الشارع..ماذا سوف تشعر ؟  هذا الكائن سيكون مصيره الموت المحتوم اذا لم يقوم من لديه رحمة بإنقاذه وتبنيه. هكذا علمنا رسول الله صلي الله عليه وسلم في حديثه عن الهرة " عن أنس بن مالك بحديث ابن حجر العسقلاني في قوله " خرج رسول الله صلي الله عليه وسلم الي ارض يقال لها بطحان فقال "يا أنس: اسكب لي وضوءا. فسكبت له، فلما قضي حاجته اقبل الي الإناء فرأي هرًا قد ولغ في الإناء فوقف له وقفة حتي شرب، ثم سألته فقال: يا أنس الهر من متاع البيت لن يقذر شيئا ولن ينجسه". وفي رواية أخري " انها ليست بنجس، انها من الطوافون عليكم والطوافات"..هكذا علمنا رسول الله صلي الله عليه وسلم ان الرحمة بالحيوان من شيم الإنسان. 


فيمكن القول ان السبب الأساسي في تسريب الحيوانات في الطرقات هو انعدام المسئولية وإتخاذ قرارات متسرعة في تبني او شراء قطا او كلبا من باب التباهي او ارضاء الابناء دون ان يدري ايًا منهم ماذا سوف يكون مصير هذا الكائن عند اتخاذ القرار بالتخلي عنه.و كأن هذا الكائن الضعيف يقول في قرارة نفسه "لقد اخذتني من صدر امي صغيرا، ان لم يكٌن لديك الرحمة الكافية لتربيتي..اعدني الي صدر امي". اعلم يا إبن آدم أنك إذا انتُزعت الرحمة من قلبك، فأعلم انك قد كُتب عليك الشقاء في الدنيا والآخري لأن من لا يرحم لا يُرحم. وقد صدق من قال " الرحمة هي وقود الحب".