في ورشة صغيرة يجلس مجدي محمد يوسف الرجل الخمسيني، ليواصل صناعة المصاحف منذ سنوات طويلة، حيث بدأ العمل في هذه المهنة التي ورثها عن والده.
ويمر المصحف بمراحل عديدة في تصنيعه حتى أن يصل إلى المواطنين، حيث يتم طباعته في المطابع عبارة عن ملازم كثيرة ملتصقة ببعضها، حيث يقوم مجدي بتقطيع هذه الملازم إلى مقاسات معينة، إذ يعتبر المصحف إلى ثلاث مقاسات أكثرهم انتشارا هو الصغير أو مصحف الجيب، وبعد ذلك مصحف الربع وهو الأكبر منه، وبعد ذلك الأحجام الكبيرة للغاية التي تستعمل في صلاة التهجد.
ويضيف الرجل الخمسيني أن الأوراق المستعملة في صناعة المصحف تختلف أيضا، منها الشعبي وهي الورق البيضاء الفاتحة، والورق الأصفر وهو غالبا يكون لضعاف النظر.
وأشار مجدي إلى أنه له من مهنته نصيب، حيث إن تمكن من حفظ القران الكريم كاملا، ويعمل إمام مسجد بجانب عمله في تصنيع المصاحف، وهي المهنة التي يصفها الرجل بالشريفة وذلك لما فيها من معاني كبيرة وعظمة وإجلال لكلام الله.
إلا أن هذه المهنة تمر بالعديد من المعاناة، مثلها كمثل العديد من المهنة اليدوية القديمة، وذلك بسبب ارتفاع الأسعار وغلو الخامات، الا أن الرجل الخمسيني لم يفكر يوما في الابتعاد عن هذه المهنة الشريفة، لما يربطه بها من ذكريات جميلة مع والده، وايضا من العظمة عالية القدر في المهنة.
ويستطرد مجدي أن هذه المهنة أيضا لها مواسم في كل عام، من بينها موسم شهر رمضان المبارك، حيث يقبل الكثير من المواطنين على شراء كتاب الله، وايضا العديد من الدولة الخليجية، ولعل أبرز هذه الدول هي جنوب إفريقيا.