شهدت الدكتورة نيفين القباج وزيرة التضامن الاجتماعي، والدكتور محمد عثمان الخشت رئيس جامعة القاهرة، صباح اليوم الأحد، احتفالية توزيع أجهزة اللاب توب الناطق على الطلاب المكفوفين، وتسليم منح التفوق للطلاب الفائقين، وذلك ضمن مبادرة تكافؤ الفرص التعليمية وحاضنات الفائقين، وبالتعاون مع جمعية الأورمان الخيرية والجمعية الشرعية، وبحضور نواب رئيس الجامعة وعمداء الكليات والأساتذة والعاملين والطلاب من ذوي الهمم وذويهم.
وفي مستهل كلمته، أعرب الدكتور محمد عثمان الخشت، عن سعادته بالتعاون الكبير والمستمر مع وزارة التضامن الاجتماعي، من خلال التوسع عبر محاور متعددة لدعم الطلاب غير القادرين وذوي الهمم، ودعم الطلاب الفائقين بأجهزة حديثة ومتقدمة.
وقال الدكتور الخشت، إن هذا الحفل له دلالات كثيرة من أهمها اهتمام القيادة السياسية بدعم كل الفئات بأساليب مختلفة، وهذه الأساليب ليست فقط في مجال القدرة على الحياة ومواجهتها بل الارتقاء بالمهارات والقدرات المختلفة، وأن ما تقوم به وزارة التضامن مع الجمعية الشرعية وجمعية الأورمان لتكريم الطلاب المتفوقين وإهدائهم أجهزة متقدمة للطلاب تساعدهم على التعامل مع العالم الخارجي فهذا يدل على اهتمام الدولة بالتعليم لكافة الفئات.
وقال الدكتور الخشت، إنه يؤمن بالمجتمع المدني ودوره الفعال بمشاركة الدولة للارتقاء بالحياة الاجتماعية، وأن المقصود بالمجتمع المدني هو المنطقة الوسطي بين الأسرة والحكومة أو الدولة ويقوم بدور كبير في مصر عبر تاريخها، وتتمثل في كافة الأعمال الخيرية المؤسسية، مؤكدًا أن المجتمع المدني يعمل في هارموني مع الدولة لخدمة المصريين بكل فئاتهم.
وأكد الدكتور محمد الخشت، دعم الجامعة للطلاب من ذوي الهمم والإعاقة التي تُعد بمثابة شرف لمن يمتلكها لكونه بدأ مشواره من تحت الصفر وتواجهه العديد من العقبات التي تجعل امتحانه أصعب له، مشيرًا إلى أن جامعة القاهرة افتتحت مؤخرًا مركزًا لدعم ذوي الاعاقة بالتعاون مع الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية ويضع المركز الطلاب من ذوي الهمم في نصب أعينهم، موضحًا أن الجامعة تكفلت بمصروفات الدراسة لنحو 12 ألف طالب خلال الفصل الدراسي الأول فقط وهو مايعني أن الجامعة لا تترك طلابها في مواجهة المجتمع بمفردهم بل تدعمهم لكي تقدم للمجتمع المصري نموذجا ناجحا وفعالا ومؤثرا.
وأضاف رئيس جامعة القاهرة، أن الجامعة لديها وحدة لمكافحة تعاطي المخدرات، ووحدة لوزارة التضامن تقوم بكافة أعمال الوزارة داخل الجامعة بالإضافة للعديد من أشكال التعاون مع وزارة التضامن التي ترعاها الجامعة مثل مؤسسة 500 500.
من جانبها، قالت الدكتورة نيفين القباج وزيرة التضامن الاجتماعي، إن الدكتور محمد الخشت لم يدخر جهدًا لخروج الجامعة لساحات التنمية والرعاية الصحية والعمل التنموي وندعو له من أجل استكمال مسيرته ليس داخل الجامعة فقط بل على مستوى المجتمع، مضيفةً أن الوزارة تمتلك 30 وحدة للتضامن الاجتماعي داخل جامعات مصر تقدم كافة خدمات الوزارة.
وأشارت القباج إلى أن الطلاب من ذوي القدرات الخاصة خلقهم الله مختلفين وليسوا متخلفين وبالتالي يصبح لديهم الشغف والقوة من أجل تخطي كافة الحواجز التي تواجههم، مؤكدة أن تواجدها اليوم لدعم حاضنات المتفوقين من كافة الجامعات المصرية ولدعم أصحاب الهمم الذين يتحدون الإرادة للمحافظة علي مقدرات الوطن العريق ومكانة مصر الكبري التي تتبوأها وسط الأمم.
وأعرب اللواء ممدوح شعبان مدير عام جمعية الأورمان، عن سعادته بالحضور إلى جامعة القاهرة في ضيافة المفكر الدكتور الخشت والذي يعتبره مفكر التجديد، مؤكدا أن الجمعية تدعم الطلاب وتضع يديها في أيديهم للتكافؤ في كل المجالات.
وقال الدكتورمصطفى إسماعيل الأمين العام للجمعية الشرعية، إن جامعة القاهرة جامعة عريقة في تاريخها من قرن من الزمان ويزيد وقامت بالجهود الأهلية، مشيرًا إلى أن مصر شهدت في السنوات الأخيرة عدة مبادرات صحية وتوعوية من أجل حياة كريمة للمواطن المصري، وتكافل وكرامة، و 100 مليون صحة، ومبادرات لزراعة مليون ونص نخله بالوادي الجديد، وأن المبادرات تهدف إلى توفير تكافؤ الفرص التعليمية وتتكافل فيه الدولة وتمثلها وزارة التضامن الاجتماعي والجامعات المصرية وعلى رأسها جامعة القاهرة، ثم المجتمع المدني للمساهمة في بناء مصر الحديثة على أساس علمي للارتقاء ببلدنا إلى أعلى الدرجات.
جدير بالذكر أن جامعة القاهرة لديها استراتيجية لرعاية الطلاب من ذوي الهمم لتحقيق مبدأ تكافؤ الفرص والمساواة، والتي توجت بافتتاح مركز خدمات ودعم ذوي الإعاقة في يناير الماضي لكي يتماشى مع سياسة الدولة المصرية في الاهتمام بهذا الملف، وفي إطار رؤية الجامعة لتحقيق مبدأ دمج الطلاب ذوي القدرات الخاصة في المجتمع الجامعي، ونشر ثقافة الدمج بين أعضاء هيئة التدريس ومعاونيهم والجهاز الإداري والطلاب، وإتاحة عدد من مباني الجامعة لتناسب متحدي الإعاقة. وبذلت جامعة القاهرة جهودا حثيثة في تعريف ذوي الهمم بحقوقهم وتقديم خدمات ملموسة لهم، ومد يد العون لتعينهم على الاستفادة من العلوم والمعارف وتساهم في تنمية قدراتهم إيمانًا منها بضرورة استثمار هذه القدرات لخدمة المجتمع من خلال تضافر جهود مختلف جهات الدولة.
ومن جانبها، أنشأت وزارة التضامن الاجتماعي وحدات للتضامن الاجتماعي داخل الجامعات المصرية وهي تُعد بمثابة أصغر خلية للوزارة داخل الجامعات وتقدم الخدمات المختلفة للطلاب، وتتمثل مهام هذه الوحدات في دفع المصروفات الدراسية لغير القادرين وعلى رأسهم الطلاب من ذوي الهمم، وتوفير الأجهزة التعويضية لكافة أنواع الإعاقات من أجهزة "لاب توب"، و"عصا بيضاء"، و"سماعات"، و"كراسي متحركة"، وتنظم المعارض المختلفة للطلاب.