الأحد 22 ديسمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

البوابة القبطية

بيت لحم من ميلاد المسيح إلى قرار التقسيم حتى أوسلو.. شجرة الميلاد بدأت فرعونية وبعد المسيحية ظهرت في القرن الثامن عشر

شجرة الميلاد
شجرة الميلاد
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

بيت لحم مدينة رئيسة فى القطاع الاقتصادى الفلسطينى من خلال السياحة التى تزداد أثناء موسم عيد الميلاد عندما يحتشد حوالى نصف مليون من الحجاج المسيحيين إلى كنيسة المهد.. حيث يوجد فى بيت لحم أكثر من 30 فندقا و300 مطعم ومقهى ومحلات ..


كتب- سليمان شفيق 
زرت بيت لحم مرتين وعشت في استراحة خاصة بالكنيسة وعايشت مدينة المهد بكنائسها ومساجدها والرفاق من الثورة الفلسطينية والكهنة والمشايخ .
وشاهدت كيفية إضاءة شجرة الميلاد، وزرت سبعة كنائس أهمها كنيسة المهد، وعشرة مساجد أهمها مسجد عمر بن الخطاب، مسجد الرباط ، مسجد صلاح الدين ، ومسجد طارق بن زياد .

وكما يقول الأب المطران حنا عطا لله مطران الروم الأرثوزكس :

بدأت إضاءة شجرة الميلاد ببيت لحم  في القرن الـ18 وكانت تضاء من الشموع التي كانت نهاية المطاف حلت محلها أضواء عيد الميلاد بعد مجيء الكهرباء، في العصر الحالي يتم تزيين الشجرة بمجموعة واسعة من الحلي التقليدية مثل أكاليل والحلي وحلوى قصب، ويتم وضع نجمة أو تمثال ملاك في أعلى الشجرة لتمثيل جبريل أو نجمة بيت لحم (موطن ميلاد يسوع بحسب المعتقدات المسيحية) .
تاريخ نشوء شجرة الميلاد غير معروف تماماً. لكن في الكثير من الثقافات كان ثمة معنى خاص للأشجار الخضراء، مثل التنوب والهداب. فهذه الأشجار بحسب تلك الروايات، كانت تقي الناس من الأرواح الشريرة ومن قوى الطبيعة عند الانتقال من سنة إلى سنة جديدة.
وتعود بداية فكرة "شجرة عيد الميلاد" إلى القرون الوسطى بألمانيا الغنية بالغابات الصنوبرية الدائمة الخضرة حيث كانت العادة لدى بعض القبائل الوثنية التى تعبد الإله (ثور) إله الغابات والرعد أن تزين الأشجار، ثم تقوم إحدى القبائل المشاركة بالاحتفال بتقديم ضحية بشرية من أبنائها.

ويضيف الأب عطا لله :

يشار إلى أن الكتاب المقدس لا يذكر تاريخ أو موعد ميلاد يسوع فإن آباء الكنيسة قد حددوا ومنذ مجمع نيقية عام 325 الموعد بهذا التاريخ، كذلك فقد درج التقليد الكنسى على اعتباره فى منتصف الليل، على أن البابا بيوس الحادى عشر فى الكنيسة الكاثوليكية قد ثبّت عام 1921 الحدث على أنه فى منتصف الليل رسميًا.
ويذكر الباحث محمد جردات من سكان جيران الكنيسة: أيضًا، أنه قبل المسيحية كان يوم 25 ديسمبر عيدًا وثنيًا لتكريم الشمس، ومع عدم التمكن من تحديد موعد دقيق لمولد يسوع حدد آباء الكنيسة عيد الشمس كموعد الذكرى، رمزًا لكون المسيح "شمس العهد الجديد" و"نور العالم، ويضيف جردات أن إضاءة شجرة الميلاد تمثل لنا كفلسطينيين أننا مهد الرسالات .

قصة ميلاد المسيح في بيت لحم :

من يتأمل الحدث سيجد أن العذراء كانت حبلى فى الشهر الأخير، بما يترتب على ذلك من متاعب وآلام، ولكنها ذهبت مع خطيبها يوسف النجار إلى بيت لحم من أجل التسجيل فى محل الميلاد، استجابة لأوامر الإمبراطور الرومانى يوليوس قيصر، وتحققت النبوءات القديمة من تلك الزيارة الوطنية فى التسجيل المدنى، حينما ذكر فى الإنجيل: «يا بيت لحم، أرض يهوذا، ما أنت الصغرى فى مدن يهوذا، لأن يخرج منك رئيس يرعى شعبى»، «متى/ 2 - 6»، هكذا ارتبط الميلاد بحدث مدنى وطنى، ومن هذا المنطلق الروحى الكتابى تأسست وطنية كنائسنا القبطية، حتى أن تسميتها القبطية أولًا، ثم الأرثوذكسية أو الكاثوليكية أو الإنجيلية، حيث يسبق لاهوت الوطن لاهوت العقيدة، وعلى تلك المبادئ «الوطنية المسيحية».

بيت لحم مهد الميلاد و المسيحية:  

 بيت لحم مدينة فلسطينية، ومركز محافظة بيت لحم. تقع في الضفة الغربية التابعة للسلطة الفلسطينية على بعد 10 كم إلى الجنوب من القدس. يبلغ عدد سكانها 30,000 نسمة وتعتبر مركزاً للثقافة والسياحة في فلسطين، وكان من المفترض أن تُضمّن في المنطقة الدولية في إطار خطة الأمم المتحدة لتقسيم فلسطين عام 1947. وأُلحقت المدينة بالأردن بعد نكبة فلسطين عام 1948. وقد احتلتها إسرائيل في عام 1967 بحرب الأيام الستة. ومنذ عام 1995، ووفقاً لاتفاقية أوسلو، نُقلت السلطات المدنية والأمنية في المدينة إلى يد السلطة الوطنية الفلسطينية.
للمدينة أهمية عظيمة لدى المسيحيين لكونها مسقط رأس يسوع (عيسى). تضم بيت لحم العديد من الكنائس، ولعل أهمها كنيسة المهد، التي بنيت على يد قسطنطين الأكبر (330 م). وقد بنيت الكنيسة فوق كهف أو مغارة يعتقد أنها مذود البقر الذي ولد فيه يسوع. ويعتقد أن هذه الكنيسة هي أقدم الكنائس الموجودة في العالم. كما أن هناك سرداباً آخر قريبا يعتقد أن جيروم قضى فيه ثلاثين عاماً من حياته يترجم الكتاب المقدس.
بنيت المدينة وفقًا لعلماء الآثار على يد الكنعانيين في الألف الثاني قبل الميلاد، وعُرفت بعدد من الأسماء عبر الزمن، وقد ورد اسمها في مصادر قدماء السريان والآراميين. 
تعتبر المدينة تاريخياً منطقة مسيحية السكان، إلا أن معظم سكانها اليوم هم من المسلمين، ولكنها لا زالت موطناً لواحد من أكبر المجتمعات المسيحية الفلسطينية.
لبيت لحم دور رئيس في القطاع الاقتصادي الفلسطيني من خلال السياحة التي تزداد أثناء موسم عيد الميلاد عندما يحتشد الحجاج المسيحيون إلى كنيسة المهد، حيث يوجد في بيت لحم أكثر من 30 فندقاً و300 محلات وكافيهات، وورش للحرف اليدوية. ويسكن هذه المدينة أحد أقدم المجتمعات المسيحية في العالم على الرغم من تقلص حجمه بسبب الهجرة.واختيرت المدينة عاصمة الثقافة العربية للعام 2020. 
وكما أوضح لنا رئيس بلدية بيت لحم فيكتور بطارسة أن أعداد المسيحيين انخفضت في المدينة بشكل مُطرد، ويرجع ذلك في المقام الأول إلى الهجرة. انخفاض معدل مواليد المسيحيين يمثل أيضًا سببًا للانخفاض. في عام 1947، بلغت نسبة المسيحيين حوالي 85%، ولكن بحلول عام 1998 انخفضت النسبة إلى 40%. في عام 2005، أوضح ذلك "نتيجة للتوتر سواء الجسدي أو النفسي والحالة الاقتصادية السيئة، كثير من الناس يهاجرون، سواء مسيحيين أو مسلمين، لكن الهجرة أكثر انتشارًا بين المسيحيين.
 كما قام المركز الفلسطيني للبحوث السياسية والمسحية بإجراء استطلاع للرأي بين المسيحيين الفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة وذلك في الفترة ما بين 27 يناير -23 فبراير 2020. هدف الاستطلاع إلى استكشاف الأسباب التي تدفع بالمسيحيين إلى الهجرة من وطنهم فلسطين إلى دول أخرى والطرق المختلفة التي قد تساهم في الحد من تلك الهجرة.. لكن العلاقات الفلسطينية-الإسرائيلية شهدت ارتفاعاً ملحوظاً في درجة التوتر، وازدادت المواجهات العنيفة، وبدت هناك بوادر حرب تجارية من إسرائيل. 
لكن الاستطلاع وجد أسبابا أخرى يعود بعضها لظروف الاحتلال الإسرائيلي أو الأوضاع الفلسطينية الداخلية. فمثلاً، يشكو المسيحيون من تأثيرات الاحتلال مثل الحواجز واعتداءات المستوطنين ومصادرة الأراضي. كذلك ترى أغلبية كبيرة من المسيحيين في بيت لحم  أن الاحتلال الإسرائيلي يريد طردهم من وطنهم. أما بالنسبة للأوضاع الداخلية. كذلك هناك قلق واضح من وجود جماعات دينية سلفية في المجتمع الفلسطيني ومن وجود تنظيمات فلسطينية مسلحة مثل حماس ومن كل المجموعات التي تمثل الإسلام السياسي.

حصار كنيسة المهد:

حصار فرضته قوات الاحتلال الإسرائيلي على فلسطينيين مشتبه بهم داخل كنيسة المهد في مدينة بيت لحم جنوب الضفة الغربية واستمر من 2 أبريل لغاية 10 مايو 2002
كجزء من العملية الإسرائيلية «الدرع الواقية»، احتلت قوات الاحتلال الإسرائيلي مدينة بيت لحم وحاولت القبض على نشطاء فلسطينيين مشتبه بهم. فر العشرات منهم ولجأوا إلى كنيسة المهد. حاصر الجيش الإسرائيلي الموقع، وحاصر الفلسطينيين المشتبه بهم وغيرهم في الموقع، والذي ضم حوالي 200 من الرهبان المقيمين في الكنيسة وغيرهم من الفلسطينيين الذين وصلوا إلى الموقع لأسباب أخرى. ذكر الفرنسيسكان بأنه لم يتم احتجاز أي رهائن، بينما زعمت المصادر الإسرائيلية أن الرهبان وغيرهم كانوا محتجزين كرهائن على أيدي مسلحين
بعد 39 يومًا، تم التوصل إلى اتفاق، سلم بموجبه المسلحون أنفسهم إلى القوات الإسرائيلية، مع نفيهم إلى أوروبا وقطاع غزة.

من القاهرة إلى  بيت لحم : 

من المعروف أن العائلة المقدسة هربت من اضطهاد هيرودس ولجأ من بيت لحم إلى مصر .
ومن هروب العائلة المقدسة من بيت لحم للقاهرة توالت لجوء قادة الثورة الفلسطينية، ومن بيت لحم جاء عرفات ليدرس في مصر ويعود لتأسيس حركة فتح .

جورج حبش (ولد في ١ أغسطس ١٩٢٦ في اللد - توفي في ٢٦ يناير ٢٠٠٨ في عمان)

سياسي وطبيب فلسطيني، من مؤسسي حركة القوميين العرب ثم الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين. قيادي في منظمة التحرير الفلسطينية. شغل منصب الأمين العام في الجبهة الشعبية منذ تأسيسها عام ١٩٦٧ حتى عام ٢٠٠٠.
ولد في اللد عام ١٩٢٦ لعائلة مسيحية أرثوذكسية ثرية من ملاك الأراضي في مدينة اللد في فلسطين. والده التاجر نيقولا حبش، وله ستة إخوة. تلقى تعليمه الابتدائي في اللد والإعدادي في الكلية الأرثوذكسية في يافا، ونال شهادة الثانوية من كلية  في ببيت لحم .
نايف حواتمة (ولد في نوفمبر ١٩٣٥)
الأمين العام للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين التي أسسها سنة ١٩٦٩. وواحد من أبرز قادة الرعيل الأول في الثورة الفلسطينية المعاصرة، وفي منظمة التحرير الفلسطيني.
كان حواتمة يفخر دائما بعروبته ومسيحيته، ولد نايف حواتمه في ١٩٣٨، ويؤكد أن آل حواتمة منتشرون في فلسطين والأردن وسوريا ويعودون في الجذور إلى الغساسنة العرب، وتابع دراسته الثانوية في كلية الحسين (عمان، الأردن).
ويقول"أبوالنوف" بدأت دراستي الجامعية في كلية الطب جامعة القاهرة وتوقفت في منتصف الطريق لاعتبارات سياسية ووطنية.
وهكذا كان ميلاد المسيح في بيت لحم ولكن لجأ والعائلة المقدسة إلى مصر التي شهدت أولى خطواته على الأرض ، ويظل الطريق من القاهرة لبيت لحم من مهد المسيحية إلى مهد الثورة الفلسطينية.