قبل بضع سنوات، ظهرت صناعة جديدة تسمى صناعة "التعهيد". وهو ما يعني أن أحد الأطراف يعتمد على طرف آخر لتقديم الخدمات مقابل مبلغ متفق عليه. وتمكنت مصر من صنع اسم لنفسها بين أكبر الدول التي تقدم خدمات التعهيد. ويعتمد ذلك على عدة عوامل تنافسية تكمن في الكوادر البشرية المدربة، والموقع الجغرافي البارز، وانخفاض المقابل المالي مقارنة بغيرها من الدول الأخرى.
ونجحت هيئة تنمية صناعة تكنولوجيا المعلومات "إيتيدا" في الاتفاق مع عدد من الشركات العالمية التي تعمل في مجال تكنولوجيا المعلومات وتعهيد مراكز الاتصال على توسيع نطاق أعمالها من خلال ضخ استثمارات جديدة للسوق المصرية وخلق ما يزيد على 3700 فرصة عمل للشباب المصري المتخصص في مجال التعهيد.
وشهد الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، والدكتور عمرو طلعت وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات توقيع بروتوكولات شراكة بين شركات بيبسيكو مصر ومايكروسوفت و IBM وهيئة تنمية صناعة تكنولوجيا المعلومات "إيتيدا"، بهدف التوسع في عمليات تصدير خدمات التعهيد انطلاقا من مركز خدمات الشركة الإقليمي في مصر Business Services Center (CBS)، بما يساهم في تعزيز مكانة مصر الدولية في هذه الصناعة الاستراتيجية.
تمتد الاتفاقية لمدة خمس سنوات بداية من 2022 وصولاً إلي 2027، والتي تهدف لزيادة الصادرات المصرية من منتجات وخدمات تكنولوجيا المعلومات المختلفة ومنها خدمات التعهيد والخدمات المشتركة من خلال تحفيز وتشجيع الشركات العالمية على التوسع في خدماتها للأسواق المختلفة انطلاقًا من مركزها في مصر عبر توفير الكوادر الشابة والمدربة وخلق فرص عمل جديدة للشباب.
أكد الدكتور عمرو طلعت وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات أن إيتيدا، وقعت مجموعة من الاتفاقيات مع 29 شركة عالمية تستهدف توفير أكثر من 34 ألف فرصة عمل للشباب المصرى لخدمة مختلف الأسواق العالمية بقيمة تصديرية تصل إلى مليار دولار سنويا؛ وهو الأمر الذى يعكس جاذبية البيئة الاستثمارية فى مصر، وثقة الشركات العالمية في قدرات الشباب المصرى الواعد، كما أنها تأتى كنتاج للجهود المبذولة لتعزيز قدرات مصر التنافسية فى مجال صناعة التعهيد وتقديم الخدمات العابرة للحدود؛ مشيرا إلى أن مصر تتمتع بالعديد من المقومات التى تؤهلها لتحقيق ريادة عالمية فى هذه الصناعة العالية القيمة من أبرزها ما تحظى به من موقع جغرافي متميز يربط بين الشرق والغرب ويتوسط قارات أفريقيا وأوروبا وأسيا، وامتلاكها بنية تحتية رقمية قوية، بالإضافة إلى إطار تشريعي داعم ومواكب لنمو هذه الصناعة عالميا، وتوافر قاعدة عريضة من الكفاءات الشابة التى تتميز بإتقانها للعديد من اللغات حول العالم والمؤهلة باحترافية لخدمة عملاء الشركات العالمية في أكثر من 100 دولة وبنحو 20 لغة مختلفة، انطلاقا من مصر.
قال المهندس عمرو محفوظ، الرئيس التنفيذي السابق لهيئة تنمية صناعة تكنولوجيا المعلومات "إيتيدا إن الاتفاقيات تحقق مستهدفات استراتيجية مصر الرقمية لصناعة التعهيد 2022-2026 والتي تم إطلاقها فبراير الماضي بهدف مضاعفة الصادرات الرقمية وخلق فرص عمل كثيفة في مجال تصدير الخدمات بالتوازي مع بناء قدرات مصر في مجال الخدمات عالية القيمة، مشيرا إلى أن الهيئة تعمل على سد فجوة المهارات في ظل التحديات العالمية الراهنة بل الاستفادة منها، وذلك بعد دراسة وافية للسوق وقياس الطلب العالمي المتنامي على المهارات، وتقديم حزمة من الحوافز أكثر فاعلية وقدرة على جذب المستثمرين، لتصبح مصر منافسًا قويًا في مجالات خدمات مراكز الاتصال الدولية ومراكز خدمات تكنولوجيا المعلومات والخدمات المشتركة، ومراكز البحوث والتطوير، والبرامج المدمجة والتصميم الإلكتروني" ويشجع تنوع خدمات تكنولوجيا المعلومات وتعهيد الأعمال المقدمة من مصر، جنبًا إلى جنب مع المزايا التنافسية وعلى رأسها وفرة المهارات والدعم الحكومي وتكلفة ممارسة الأعمال ومرونتها، الشركات العالمية على إطلاق وتوسيع عملياتها في مراكز تصدير الخدمات، الأمر الذي يعزز من مكانة مصر العالمية كمقصد رائد وموثوق لخدمات تكنولوجيا المعلومات وتعهيد الأعمال التجارية.
أكد محمد شلباية رئيس مجلس إدارة شركة بيبسيكو شمال أفريقيا أن قطاع تكنولوجيا المعلومات يعتبر من أسرع القطاعات نمواً في مصر بنسبة تصل لـ16.3% وقد ساهم بشكل كبير في نمو الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 5.9% في عام 2022 بجانب توفير فرص عمل تصل لأكثر من 280.000.
أوضحت مروة عباس، مدير عام شركة IBM مصر أن IBM تؤكد من جديد التزامها بدعم صناعة تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في مصر من خلال توسيع نطاق خدماتنا لبقية أنحاء العالم، بالإضافة إلى حرصنا الدائم على خلق فرص عمل مستدامة للشباب المصري من خلال جذب الاستثمارات إلى هذا القطاع".
توفر مجموعة مراكز IBM الاستراتيجية لخدمة العملاء قيمة فريدة وميزة تنافسية من خلال تقديم الخدمات عن بعد، والتطوير المستمر للعمليات، والخبرة الواسعة في مختلف الصناعات، بالإضافة إلى تقديم الابتكار والأبحاث محلياً وعالمياً.