خضع الحبيب محمد المرزوقي المكنى "أبو يعرب" وهو فيلسوف تكفيري تونسي، ينتمي لجماعة الإخوان الإرهابية للاستجواب أمام القضاء التونسي في عدة تهم موجهة له تتمثل في المساس بهيبة الدولة والتطاول على المسئولين والتهجم على رئيس الجمهورية، في عدة مقالات نشرها دعما لجماعته الإرهابية.
أكدت الإعلامية التونسية ليلى الجلاصي، أنه من التناقض أن تجد مثقفا يعمل في خدمة تنظيم دولي مثل جماعة الإخوان، كوادره وقياداته العليا تمثل أمام المحاكم بتهم إرهابية خطرة على سبيل تبييض الأموال، وتسفير الشباب إلى بؤر الحروب ليكونوا وقودا في النار التي تلتهم البعض من الدول العربية على غرار سوريا بالأساس.
وقالت "الجلاصي" في تصريحات خاصة لـ"البوابة نيوز"، أن الحبيب المرزوقي المكنى "أبو يعرب"، هو أكاديمي متخصص في الفلسفة العربية واليونانية والألمانية، وانتُخب عضوًا بالمجلس الوطني التأسيسي (برلمان مؤقت في أكتوبر 2011)، وشغل منصب مستشار بحكومة حمادي الجبالي (2011-2013)، وكان قد كشف في وقت سابق أنه كان ولا يزال من أشد المعارضين للرئيس قيس سعيّد لأنه "لا يتوفر على تاريخ سياسي أو علمي يمكن أن يقدمه للمواطن التونسي".
وأضافت "الجلاصي" أنه بحسب سمير ديلو، عضو هيئة الدفاع عن المرزوقي، فإن مثوله أمام القضاء في قضية بتهمة "ارتكاب أمر موحش ضد رئيس الجمهورية"، بسبب "5 شكايات مقدمة من محاميتين على خلفية 5 تدوينات مؤرخة في "9 فبراير، و23 يونيو، و31 يوليو، و26 أكتوبر 2020"
وأوضحت الجلاصي أن تدوينات المرزوقي احتوت على "عبارات وألفاظ تمس من هيبة الدولة التونسية، وفيها إساءة كبيرة وتهجم واضح على القائد الأعلى للقوات المسلحة في شخص رئيس الجمهورية قيس سعيّد"، و أيضا شملت التطاول على الغير، سواء كان مسؤولا في الدولة أو غيره، وهو ما لا يليق بالإنسان، خاصة إذا كان صاحب فكر ومرتبطا بمادة الفلسفة بما هي وعي بكنه الإنسان، وبحث في أغوار الطبيعة ودراية دقيقة بالأخلاق وطبيعة العلاقات الاجتماعية.
ولفتت "الجلاصي" إلى أنها لا تستغرب انتماء المرزوقي إلى الإخوان، ولو فكريا، لأن التنظيم اعتاد ضم وتجنيد المثقفين، ومن يحملون الشهادات العليا، كالمحامين والأطباء والأساتذة الجامعيين والمهندسين، وهنا يتبادر للذهن سؤال بديهي: هل نحن في مرحلة تسخير جهود العلم في خدمة التنظيم الإخواني؟ والإجابة نعم.
واستكملت: يتلخص تسخير العلم في خدمة التنظيم الإخواني في عنصرين : العنصر الأول يكمن في تغيير البرامج التعليمية، وقد انطلق ذلك منذ فترة الوزير الأول الأسبق محمد مزالي في عهد بورقيبة حيث انطلق في تعريب مادة الفلسفة، وتغيير المنهاج التعليمي بشكل يخدم مصالح الفكر الإخواني، ولم يكن التعريب في كامل مراحل التعليم، بل توقف في منتصف الطريق، فأصبح الطالب غير قادر على مجاراة نسق التطور العلمي، وافتقد البعد النقدي، واستعاض على ذلك بتصديق ما يقدم له من خرافات ومن شعوذات.
وتابعت: أما العنصر الثاني فيتمثل في تسلل المدرسين الحاملين للفكر الإخواني، أو على الأقل حاملي الفكر المحافظ والرجعي، ويكفي ملاحظة المدرسات المحجبات لنفهم هول سيطرة هذا الفكر على الناشئة، بداية من الروضة إلى المؤسسات التعليمية الجامعية، وهو ما يتنافى مع الأمانة العلمية، إذ ليس للعِلم لون إيديولوجي.
واختتمت: لقد نجحت حركة النهضة في اختراق المؤسسة التربوية بزرع وكلائها في وزارة التربية على مستوى الموظفين والمدرسين وذلك منذ 2011، وخاصة بعد العفو التشريعي العام، وعلى الدولة في أقرب وقت أن تبادر بالإصلاح التربوي وتغيير من برامج التدريس بشكل يخدم الفكر النقدي، ويرفع من مكانة المنهجية العلمية، كما عليها تخليص القطاع من كل مظاهر الأخونة وخاصة لدى المدرسين.