استعاد رئيس أساقفة الفرزل وزحلة والبقاع للرّوم الملكيّين الكاثوليك المطران ابراهيم مخايل ابراهيم ذكريات أيّام خدمته في الصّليب الأحمر، وذلك في كلمة خلال زيارته إلى مركز الصّليب الأحمر في زحلة متجوّلاً في أقسامه ومستمعًا من المسؤولين إلى الصّعوبات الّتي تواجههم.
وقال في كلمته بحسب إعلام الأبرشيّة:
"أحييتم اليوم في قلبي الحماس الّذي عشته أيّام خدمتي في الصّليب الأحمر عندما كنت مسعفًا منذ عام 1978 ولغاية 1984 وعملت وقتها في عدّة مجالات وليس في مجال الإسعاف الأوّلّيّ فقط، ربّما بسبب انتمائي الرّهبانيّ كان لديّ مهمّات معيّنة.
هذه الذّكريات هي الّتي بنت شخصيّتي، وما زالت ختمًا لا يزال في ذاكرتي وقلبي.
الصّليب الأحمر هو قسم منّي، قسم من حياتي، قسم من شبابي منذ أيّام الصّبا من أيّام التّعب في لبنان الّذي مرّ في أصعب مراحل تاريخه في تلك الفترة، وأنا واكبت العمل الصّعب الّذي أدّاه الصّليب الأحمر، إذ كانت الطّرقات الرّئيسيّة مقطوعة. أذكر جيّدًا الكمّ الكبير للصّليب الأحمر الّذي دخل مخيّم تلّ الزّعتر، حرب الجبل، والاجتياح الإسرائيليّ، إلى جانب نقل الجرحى الّذين كنّا نسعفهم ونتنقل بين المناطق، وكان لدينا وقفات قرب المركز القديم للصّليب الأحمر في زحلة، ربّما لنقل الأدوية أو وحدات الدّم.
مركز الصّليب الأحمر في زحلة له اسم مميّز بين كلّ مراكز الصّليب الأحمر في لبنان، والصّليب الأحمر تابع رسالته كمؤسّسة من أفضل المؤسّسات الّتي ساعدت الوطن لكي يبقى صامدًا، كذلك فعل الجيش اللّبنانيّ والمؤسّسات العسكريّة والدّفاع المدنيّ. الصّليب الأحمر لم يتأخّر في يوم من الأيّام عن أداء رسالته المميّزة، وأنا أعتبر أنّه لولا وجود الصّليب الأحمر في لبنان لم يكن ليصمد هذا الوطن لوقت طويل .
رسالة الصّليب الأحمر مهمّة لأنّ شباب الصّليب الأحمر التزامهم إنسانيّ وغير مسيّس أو تابع لأيّ حزب أو طرف، وقوانين الصّليب الأحمر تنصّ على عدم التّحيّز.
أشكر استقبالكم اليوم، أشكر الشّباب والصّبايا المستعدّين لتلبية أيّ نداء إنسانيّ على مدار السّاعة، العمل الّذي تقومون به ليس هواية عابرة بل عمل مهمّ جدًّا خصوصًا في هذا الظّرف الصّعب الّذي يمرّ به لبنان، وأقول أكثر من ذلك لبنان من دونكم لا يستطيع الاستمرار، أنتم لبنان الحاضر ولبنان المستقبل، ولأنّكم صليب أحمر
أنتم لبنان الماضي أيضًا، لأنّ ماضي لبنان وحاضره ومستقبله مرتبط بشكل وثيق بمؤسّسة الصّليب الأحمر.
أنا دائمًا إلى جانبكم، أرافقكم بالصّلاة وأطلب بركة الرّبّ لحمايتكم وتشديد عزيمتكم لتكملوا مسيرتكم الإنسانيّة."
ورافق إبراهيم في الزّيارة الأب شربل راشد والمسؤول الإعلامي في الأبرشيّة خليل عاصي.