قالت الدكتورة نوريا سانز، المدير بالإنابة بمكتب اليونسكو الإقليمي للعلوم في الدول العربية أن العلم -باعتباره صالحًا عامًا - لابد أن يكون منفتحًا وشاملًا ومتعاوناً ليكون فعالًا، وهو ما تنص عليه توصية اليونسكو الخاصة بالعلم المفتوح التي اعتمدتها الدول الأعضاء في نوفمبر 2021، بأهمية تعزيز الانفتاح والشفافية والشمول وتعزيز تأثير العلم في المجتمع واستخدام المعارف العلمية للتصدي للتحديات البيئية والاجتماعية والاقتصادية المعقدة والمترابطة."
وأضافت قائلة: "نشهد اليوم قيمة دعم العلم والتعاون بين القطاعات المختلفة لإحداث تغييرات إيجابية في المجتمعات بشكل أشمل وأقدر على إحداث التغيير وتسخير الإبداع العلمي لخدمة الجميع وهو ما نراه جليًا في المشروعات البحثية المقدمة من الباحثات الصاعدات دكتورة مي طه، ودكتورة آية عبد الله، ودكتورة مي جمال -طالبة الدكتوراه، واللاتي يتم تكرميهن اليوم لمشاريعهن البحثية، والتي تُبني على التقنيات الحديثة بهدف التوصل لعلاجات أحدث وأكثر أمانًا وفعالية للأمراض المزمنة والوراثية والاضطرابات العقلية."
أعلنت لجنة التحكيم عن ارتفاع عدد الباحثات المصريات الحاصلات على زمالة برنامج "لوريال-يونيسكو من أجل المرأة في العلم مصر لعام 2022، في فئتي الباحثات من طلاب الدكتوراه وما بعد الدكتوراه إلى 15 باحثة .
حيث تم إطلاق نسخة البرنامج بمصر عام 2018 بالتعاون مع أكاديمية البحث العلمي، ومؤسسة لوريال ومكتب اليونسكو الإقليمي بالقاهرة.
ويُهدف برنامج لوريال – يونسكو من اجل المرأة في العلم من البرامج العالمية الرائدة لدعم وتعزيز دور المرأة وإبراز مساهمتها في مجال البحث العلمي، وزيادة مشاركتها في مجال العلوم.
وشهد عدد من المسئولين والعلماء أعلان أسماء االباحثات على رأسهم دكتورة نادية زخاري وزير البحث العلمي الأسبق وممثل المجلس القومي للمرأة، ومقرر لجنة البحث العلمي بالمجلس، وبنوا جوليا، مدير عام لوريال مصر، والدكتورة نوريا سانز، المدير بالإنابة عن مكتب اليونسكو الإقليمي للعلوم في الدول العربية، والدكتور عمرو فاروق نائب رئيس أكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا للتنمية التكنولوجية ، والدكتورة نجوى عبد المجيد، رئيس لجنة التحكيم والحاصلة على زمالة البرنامج عن عام 2002 عن قارة أفريقيا والعالم العربي، بالإضافة إلى نخبة من مسئولي الهيئات العلمية والمؤسسات الأكاديمية، والجمعيات النسائية والأهلية، ولفيف من الإعلاميين.
وشدد الدكتور عمرو فاروق، مساعد رئيس الأكاديمية للتنمية التكنولوجية الذي حضر نيابة عن الدكتور محمود صقر، رئيس أكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا في كلمته على أهمية التعاون بين الجهات الحكومية والقطاع الخاص في مجال البحوث والتطوير، وضرورة إطلاق مبادرات مشتركة للمساعدة في حل مشاكل المجتمع وتطوير الصناعة وتمكين المرأة،
وقال ان مبادرة لوريال في هذا المجال رائدة ومقدرة وسعداء بالتعاون معهم. ونحرص على تطوير التعاون مع القطاع الخاص والمجتمع المدني وتسليط الضوء على المبادرات الناجحة مثل لوريال، وذلك بهدف تحفيز القطاع الخاص الدولي والوطني على تبنى نفس النهج وتخصيص جزء ولو يسير من أموال المسؤولية المجتمعية لدعم البحث العلمي.
وقالت الدكتورة نجوى عبد المجيد، رئيس لجنة التحكيم والحاصلة على زمالة البرنامج عام 2002 عن قارة أفريقيا والعالم العربي: "لقد أثبتت الباحثات المصريات أن النساء يستطعن أن يحققن العديد من النجاحات ولا سيما في قطاع البحث العلمي، فهن بالتأكيد مصدر إلهام للأجيال القادمة من الفتيات الشابات."
وعلقت على رحلة التحكيم هذا العام قائلة: "المنافسة هذا العام قوية مما يعد تأكيدً على وجود نماذج مشرفه نفخر بها من المصريات الباحثات الصاعدات للاتي يستحققن الدعم والتقدير، ونأمل في الاعوام القادمة أن نستمر في دعم المزيد"
وأوضح بنوا جوليا، مسئول عن لوريال مصر ،'أن برنامج لوريال يونسكو من أجل المرأة مستمر فى العلم واستمراريته مهم لدعم وتمكين المرأة، خاصة في مجال البحث العلمي، للوصول إلى الموارد اللازمة لاستكمال أبحاثهن التي تساهم في توفير حلول مجتمعية.
وقال: "العلم هو السر وراء جودة منتجاتنا وفعاليتها. فنحن نعمل على استثمار ما يقرب من مليار يورو سنويًا في البحث العلمي. وبرنامج لوريال يونسكو من اجل المرأة في العلم هو برنامج عالمي يعمل على اظهار وتعزيز دور الباحثات الموهوبات. وقد وصلن إلى أكثر من 4000 باحثة في 110 دولة. واليوم، نحتفل بالعام الخامس على التوالي على إطلاق برنامج لوريال يونسكو من اجل المرأة في العلم للباحثات الصاعدات لزمالة مصر. ونحن فخورون بتمكين ودعم 15 باحثة مصرية صاعدة متميزة؛ لان العالم بحاجه إلى العلوم والعلوم بحاجه إلى المرأة"
وأضاف: "يأتي البرنامج تأكيداً على التزامنا تجاه دعم وتمكين المرأة في مصر في مختلف المجالات، والذي يعد عنصراً رئيسياً في استراتيجية الشراكة، ومما يظهر جليا في العديد من المبادرات والبرامج التي نفذناها على مدار السنوات؛ وبالتعاون مع العديد من الهيئات، لان رحلة تمكين المرأة هي رحلة بدئنها ونقوم بالاحتفال بها في برامجنا المختلفة مثل برنامج ستاند اب لمكافحة التحرش، وبرنامج لوريال "الجمال من أجل حياة أفضل" لدعم السيدات المعرضات للعنف. وتأتي هذه البرامج إيمانا منا بقدراتها وأهمية دورها الايجابي في تحقيق تنمية مجتمعية مستدامة
الحاصلات على زمالة البرنامج لعام 2022: سيدات استثنائيات في العلم
حصلت ثلاث باحثات مصريات واعدات يشتركن جميعاً في حبهن وشغفهن بالعلم على زمالة برنامج من أجل المرأة في العلم لزمالة مصر لعام 2022. حيث تضمنت قائمة الفائزات: الدكتورة مي طه، جامعة القاهرة والدكتورة اية عبد الله، جامعة طنطا لمرحلة ما بعد الدكتوراه، والدكتورة مي جمال، في مرحلة الدكتوراه.
مرحلة ما بعد الدكتوراه:
فازت بزمالة مرحلة ما بعد الدكتوراه كل من الدكتورة مي طه-كلية الصيدلة جامعة القاهرة، عن بحثها حول تطوير أنظمة توصيل دوائي متقدمة وقابلة للترجمة صناعيًا لعلاج الحالات المرضية المزمنة أو التي تهدد الحياة، والدكتورة آية عبد الله -كلية الصيدلة جامعة طنطا، عن بحثها في مساعدة مرضي "الفينيل كيتون يوريا" في إيجاد حل بديل عن التقيد بنظام غذائي قائم على تجنب أو تقليل الأطعمة الغنية بالبروتين لتوفير لهم حياة طبيعية بدون اّلام.
مرحلة الدكتوراه:
كما فازت بزمالة مرحلة الدكتوراه، الدكتورة مي جمال -طالبة دكتوراه ومساعد باحث في برنامج علوم وهندسة الحاسب ، عن مشروعها البحثي الذي يهدف لفهم وتشخيص اضطراب الاكتئاب الشديد (MDD) بشكل أفضل للمساهمة في تخفيف العبء الناتج عن الاضطراب.
وأطلق برنامج لوريال-يونسكو من أجل المرأة في العلم لزمالة مصر في عام 1998 ويهدف إلى تعزيز ودعم دور المرأة وإبراز مساهمتها في مجال البحث العلمي. كما يعمل على زيادة مشاركة السيدات في مجال العلوم، وذلك من خلال دعم الباحثات الواعدات لاستكمال دراسات الدكتوراه وما بعد الدكتوراه. ونجح البرنامج عالميا في دعم وتشجيع 3900 باحثة على مستوى العالم من 110 دولة، كما حصلت 122 عالمة متميزه على درجة تكريم عليا لنجاحهنّ في مجال العلوم ومن بينهنّ خمس باحثات حائزات على جوائز نوبل.
-