قضايا الإرهاب وتمويله وأساليب مواجهته كانت من أهم الملفات التى تبنتها «البوابة»، خلال العام الماضي، وبمناسبة العيد الثامن لـ«البوابة» نستعرض معكم أهم الملفات والقضايا التى تناولتها على صفحات الجريدة الورقية، أو من خلال منصاتها المتخصصة، مثل بوابة الحركات الإسلامية التى تتابع وترصد وتحلل أكثر من 100 تنظيم إرهابى على مستوى العالم، منها الحركات والجماعات الإسلامية، سنية وشيعية، ومنها أقليات عرقية ودينية، ومنها السياسي.
جماعة الإخوان الإرهابية تعد الجماعة الأم لعدد كبير من الجماعات والحركات الإرهابية المنتشرة فى العالم، ولهذا كان لها نصيب كبير من متابعات فريق بوابة الحركات الإسلامية فى العام الماضى بداية من الأزمة الداخلية للجماعة وانقساماتها إلى ثلاث فرق مجموعة لندن، ومجموعة إسطنبول، وتيار التغيير أو الكماليين نسبة إلى محمد كمال المسئول عن المكاتب النوعية والذى قتل فى أكتوبر ٢٠١٦، على يد قوات الأمن المصرية فى تبادل لإطلاق النار خلال القبض عليه.
وصل الصراع الداخلى ذروته منتصف ديسمبر الماضى بإصدار جبهة إسطنبول بيانا رسميا نشر أجزاء منه فى العربية وبعض المواقع الإخبارية قالت فيه «إن مجلس الشورى اجتمع وقرر تشكيل لجنة مؤقتة باسم اللجنة القائمة بأعمال المرشد العام من بين أعضائه، وتقوم بمهام المرشد العام للجماعة لمدة ستة أشهر، على أن يتم الإعلان عن هذه اللجنة فى الوقت الذى يحدده المجلس.»
وأكد المجلس، فى البيان، أن اللجنة بدأت فى ممارسة عملها وأعلنت تسمية الدكتور مصطفى طلبة ممثلًا رسميًا لها، ومن المعروف للعاملين فى مجال الإسلام السياسى أن مصطفى طلبة، هو نائب رئيس مجلس شورى الإخوان بتركيا ويحظى بعلاقات وثيقة مع السلطات التركية ويدير مجموعة ضخمة من استثمارات وأموال الجماعة».
ورصد الكاتب الصحفى عبدالرحيم على، رئيس مركز دراسات الشرق الأوسط بباريس ولندن «سيمو» ورئيس مجلسى إدارة وتحرير «البوابة»، الكثير من الخلافات والانشقاقات داخل الجماعة وتنظيمها الدولى وقال: إن تنظيم الإخوان وبعد ٩ عقود من الإرهاب بدأ فى الانهيار والتلاشى والتصدع من الداخل بعد لفظ الشعوب له وكشف وجهه القبيح، والتضييق عليه من دول العالم المختلفة.
وظهر هذا الانهيار والتلاشى الذى توقعه عبد الرحيم على فى دعوات الجماعة للنزول للتظاهر فى ١١/١١، ورفض الشعب المصرى لهذه الدعوات وتصدر مواقع التواصل الاجتماعى هاشتاج "محدش نزل"، حيث تفاعل رواد موقع المدونات المصغرة «تويتر»، مع الهاشتاج بالسخرية من دعوات تنظيم الإخوان للتظاهر، وسط إفشال المصريين لدعوات الإخوان التخريبية بإثارة الفوضى فى شوارع مصر.
هذا على المستوى الداخلى للجماعة وقدراتها على العودة للشارع السياسى المصرى مرة أخرى.
ضربات أوروبية متلاحقة
أما على المستوى الدولى وخاصة فى أوروبا فقد تابعت «البوابة» ومنصاتها المتخصصة التواجد الإخوانى فى القارة العجوز وأصدرت عشرات التقارير وورقات تقدير الموقف بلغات مختلفة كشفت فيها آليات ووسائل واستراتيجيات الجماعة للتغلغل فى أوروبا ومدى خطورة التواجد الاخوانى فى الدول الأوروبية، وبمساهمات الكاتب والباحث عبد الرحيم على وصلت هذه التقارير وتقديرات الموقف للقارئ الأوروبى ولصانع القرار فى عدد من الدول الأوروبية ما أدى إلى اتخاذ إجراءات وتدابير أوروبية تجاه الجماعة ومخططاتها، وتوالت الضربات التى شنتها الدولة الألمانية على جماعة الإخوان الإرهابية، وأذرعها الاجتماعية والفكرية فى الداخل الألماني. ففى ١٨ سبتمبر، قام المجلس الأعلى لمسلمى ألمانيا، بطرد كل الواجهات الإخوانية من عضوية المجلس، وفى مقدمتهم المركز الإسلامى فى ميونخ، واتحاد الطلبة التابع للإخوان المسلمين، كما أعلن عن تجريد إبراهيم الزيات المعروف، بـ«وزير مالية الإخوان» من كل مناصبه داخل الاتحاد. ونشرت الحكومة الألمانية، يوم ١٩ سبتمبر، ٥ مقترحات لجلسة لجنة الشئون الداخلية والوطنية المتعلقة بقضية الإسلام السياسي، كان أبرزها اعتبار الإسلام السياسى والمتشدد ظاهرة واحدة، بالإضافة إلى الفصل فى محاربة الإسلاميين المتشددين بين السنة والشيعة.
وكان آخر التقارير التى نشرتها «البوابة» عن الإخوان فى أوروبا، يكشف عن تحالف «كليم» فى ألمانيا.. وأنه غطاء لنشاط جماعة الإخوان، حيث يضم ٣٥ منظمة معظمها تابع للجماعة، فجماعة الإخوان الإرهابية بين كل ضربة وأخرى تتلقاها هنا أو هناك تغير جلدها كالحرباء، فحينما يتم فضح مؤسسة ما وعلاقتها بالتنظيم الدولى للجماعة تسرع الجماعة بتكوين مؤسسة أخرى باسم مختلف، أو التخفى داخل تحالف ينادى بالديمقراطية أو حقوق الإنسان، تلك الألعاب التى تقوم بها الجماعة وتنظيمها الدولى باتت مكشوفة للحكومات العربية، وظنا من الجماعة أن هذه الممارسات ما زالت تصلح فى الغرب، عملت بعد الضربات المتلاحقة على مؤسساتها فى أكثر من بلد أوروبى مثل ألمانيا والنمسا وفرنسا على الدخول فى تحالف جديد فى ألمانيا تحت ستار مناهضة التمييز ضد المسلمين فى الحياة اليومية.
منها تحالف «كليم Claim» الذى يملك روابط واضحة مع الإخوان الإرهابية فى ألمانيا، فهو يضم تحالف "كليم" أعضاء فى جمعية «إنسان» المرتبطة بالإخوان، بحسب هيئة حماية الدستور «الاستخبارات الداخلية».
من عام ٢٠١٥ إلى عام ٢٠٢٢، شغل محمد حجاج منصب العضو المنتدب لمنظمة «إنسان»، على الرغم من أنه يشغل أيضًا منصب نائب رئيس مجلس إدارة جمعية «طيبة»، التى صنفها فرع برلين لهيئة حماية الدستور فى عام ٢٠١٦ على أنها قريبة من جماعة الإخوان.
كما أن أعضاء "إنسان" لهم صلات شخصية بـ«مركز الثقافة والتعليم الإسلامي»، الذى يعتبر ملتقى لمؤيدى حركة حماس، كما أن المركز وثيق الصلة بمنظمة «الجماعة المسلمة فى ألمانيا»، المنظمة المظلية للإخوان فى الأراضى الألمانية.
كل هذه الروابط المتشعبة بين تحالف كليم والإخوان، وردت فى رد بلدية برلين على طلب إحاطة قدمه حزب البديل لأجل ألمانيا فى برلمان الولاية.
وتعليقا على ذلك، قال السياسى الألمانى المعارض، على أرتان توبراك إنه يشعر بالقلق من وجود تمويل حكومى لتحالف كليم.
وتابع فى تصريحات صحفية: «هنا يمكنك أن ترى العواقب الخطيرة لوضع مكافحة العنصرية ضد المسلمين، فى أيدى جماعات الضغط من الإسلام السياسي».
وبخلاف حجاج، هناك جسر آخر يربط «إنسان» بـ«كليم»، ويوطد الراوبط مع شبكة الإخوان، يتمثل فى شخصية مثيرة للجدل تعد وجها ناعما للجماعة الإرهابية فى ألمانيا، وهى نينا موهي.
موهى التى تتولى دورا قياديا فى مجلس إدارة جمعية إنسان، تشغل عضوية مجموعة الخبراء ضد العداء للمسلمين التى أسستها وزارة الداخلية الألمانية قبل عامين، وفق صحيفة «دى فيلت».
وتلعب موهى دورًا أخطر عبر تحالف «كليم»، إذ تشغل منصب منسقة منظمة «كليم» والمتحكمة فيها.
وتستخدم الإخوان تحالف «كليم» فى مهاجمة منتقديها وشيطنة مواقفهم، والضغط على الحكومة الألمانية لتحقيق أهدافها، عبر ادّعاء المظلومية والتعرّض لانتهاكات واعتداءات عنصرية.