كثيرا ما نسمع عن التحنيط ولكننا لا نعرف معناه، ولماذا ظهر وما الغرض منه.. وهل لنا أن نستخدمه في الوقت الراهن بنفس الطريقة التي أبدع فيها الفراعنة.
فتعال عزيزي القارئ لنتعرف على ماهية التحنيط ولماذا اهتم به الفراعنة، وهل له وجود فى ذلك العصر وهل له من فائدة.. وعلى ذلك يتضح لنا لأن المصرى القديم حظى بحياة بهيجة تمتع فيها بجو معتدل ولطيف ومناظر طبيعية، ولأنه كان عاشق للحياة فقد أحب هذه الحياة وكره الموت، ولانه كره الموت وخشى أن يحرم بهجة الحياة فقد سعى الى التفكير فى كيفة التمتع بالحياة طوال الوقت، رافضا فكرة الموت، ولأنه رفض فكرة الموت فقد احل بدلا منها فكرة التحنيط.
إذ وجد أنه الحل الامثل للتمتع بالحياة والشعور دوما ببهجة الحياة وبكونها أبدية، ذلك الإحساس جعله ينظر إلى عملية التحنيط على أنها الحل الأمثل لضمان بقاءه فى الحياة على طول الزمن، إذ أنه اعتبره أنه حفظ له فى العالم الآخر، علاوة على أن عملية التحنيط اعتبرها بمثابة أساس للعقائد الجنائزية، كما أنه يكشف له عن أسرار وألغاز خاصة به تساعده على التأمل نحو مستقبل مشرق فى حياة أخرى.
وفيما يتعلق بالتحنيط، فانه يعنى طبقا للغة العربية "هو حفظ جسم الميت من التلف بوسائل مختلفة ومصطلح حنط الميت يقصد به "أى جعل عليه الحنوط"، والحنوط تعنى كل ما يخلط من الطيب باكفان الموتى واجسامهم خاصة من مسك وعنبر وكافور.
وعن الاساس الدينى فيما يخص عمليه التحنيط، فقد ارتبط بالاعتقاد بتشبيه الميت فى عمليه التحنيط بحاله انه ذاهب للصيد وقد وجد نفسه ببلد مجهول وفى اثناء طريقة يرى اشخاص ساكنين المكان المهجور ويتحدثوا اليه، وبذلك اعتقدوا بان تلك العمليه تؤهلهم للانتقال من خطوة الى اخرى نحو كل ما ماهو جديد ومجهول.
أما الأساس العلمى لعملية التحنيط اعتمدوا على استخلاص ماء الجسم وتجفيفه تمام حتى لاتتمكن بكتريا التعفن من أن تعيش عليه أو تتغذى وتتم عمليه التحنيط بعزل الجسد تمام عن أى مؤثرات خارجية من مؤثرات الجو.
وتتم عمليه العزل التى هى جوهر عملية التحنيط بأن يمتص الرطوبة من الجو ويتحلل وذلك ظهر فى مومياوات اليمن، إذ أن التحنيط أساسه العزل وبهذا العزل يحدث التحلل دون أن يتحلل الموممياء دون الهيكل العظمى؛ وذلك إن دل على شئ إنما يدل على روعة وذكاء المصرى القديم واعتقاده فى البعث والحياة الآخرة دون العلم بأى كتب سماوية.