يواصل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان استعداداته لشن تركيا عملية عسكرية في الأراضي السورية المتاخمة للحدود التركية، بعقد اجتماع لمجلس الأمن التركي لبحث ما زعمته أنقرة بأنشطة مكافحة الإرهاب.
ومن المقرر أن يناقش الرئيس التركي أثناء ترؤسه لمجلس الأمن القومي؛ استعدادات عملية عسكرية برية محتملة في شمال سوريا، وبحث قضايا الأمن الإقليمي والدولي، حسب ما أفاد التليفزيون التركي "تي آر تي".
وقبل أيام أكد أردوغان في خطاب له، أن تركيا تنوي تشكيل ممر أمني بطول 30 كيلومترا على طول الحدود مع سوريا، بينما قال مسؤولون أتراك بحسب وكالة أنباء "رويترز" البريطانية، أن الجيش يحتاج إلى أيام قليلة فقط ليكون جاهزا لتوغل بري في شمال سوريا.
استعدادات أنقرة المتواصلة لشن عملية عسكرية برية في سوريا؛ تأتي في ظل رفض روسي أمريكي للعملية التركية المعلن عنها من قبل الرئيس التركي.
من ناحيتها، أفادت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) بإن لويد أوستن وزير الدفاع الأمريكي، أجري مكالمة هاتفية مع نظيره التركي خلوصي أكار، معربا عن معارضة بلاده القوية لعملية أنقرة العسكرية الجديدة في سوريا، وشاركه قلقه من أن الضربات التركية تهدد القوات الأمريكية في المنطقة.
ولطالما عملت واشنطن على تلافي وقوع صدام بين قواتها المرافقة للدوريات الأمنية للقوات الكردية (قسد) في سوريا، والقوات التركية حال اندلاع العملية العسكرية من قبل تركيا، إذ أعلنت وزارة الدفاع ذاتها في بيان سابق لها؛ تقليص عدد الدوريات مع قوات سوريا الديمقراطية، ضد تنظيم داعش الإرهابي في الأراضي السورية، بعدما قالت قسد إن العملية العسكرية التركية باتت وشيكة.
وفي تحذير للولايات المتحدة بشأن إمكانية تسبب العملية العسكرية التركية في عودة قوة تنظيم داعش الإرهابي في الأراضي السورية مرة أخرى، أوضح بات رايدر المتحدث باسم البنتاجون، إن قوات بلاده المشاركة مع قوات التحالف لمواجهة داعش تواصل تركيزها الشديد على مواجهة داعش، وأن العملية العسكرية البرية ستُعرض المساعي الدولية، لمواجهة داعش للخطر، وتقضي على ما حققته قوات التحالف من مكاسب في مواجهة التنظيم الإرهابي.
وجاءت تحذيرات واشنطن بعدما أعلنت قوات سوريا الديمقراطية (قسد)؛ وقف التنسيق مع التحالف الدولي بقيادة أمريكا لمحاربة تنظيم داعش الإرهابي في الأراضي السورية، حيث قال قائد تلك القوات مظلوم عبدي: "عمل قوات قسد ضد داعش مع التحالف الدولي قد توقف،" معللا ذلك بانشغالهم بالهجمات التركية.
بينما أرسل الجانب الروسي تعزيزات إلى المناطق التي تسيطر عليها القوات الكردية والجيش السوري، شمالي البلاد، ترقبا لشن تركيا عملية عسكرية، إذ تستهدف أنقرة مدينة تل رفعت التي تبعد 15 كيلومترا عن حدودها، وتسيطر عليها قوات كردية، فيما تحيطها مناطق متنوعة السيطرة بين الجيش السوري مدعوما من روسيا من جهة وأنقرة والفصائل السورية الموالية لها من جهة أخري.
وناشدت وزارة الخارجية الروسية، الحليف الأكبر لسوريا، تركيا على عدم التصعيد في الأراضي السورية، وهذا عقب قيام تركيا بتكثيف قصفها لمواقع تابعة لحزب العمال الكردستاني شمالي سوريا، الذي تصنفه تنظيما إرهابيا، وتتهمه بشن هجمات دموية في البلاد.
وشهدت محافظتي حلب وإدلب تواجد لتعزيزات عسكرية روسية وسورية وتركية، ومليشيات موالية لطهران، بعدما رفضت أنقرة عرض من موسكو يقضي بنشر قوات النظام السوري بأماكن تواجد قوات قسد الكردية، معلنا النظام التركي تمسكه بأهمية انسحابها كليا لعمق يصل إلى 30 كيلو متر داخل الأراضي السورية.
ووسط هذه التحذيرات والمطالبات بالتوقف عن العملية العسكرية البرية المزمع إطلاقها من قبل تركيا؛ دفع الجيش التركي بتعزيزات ضخمة ضمت رتل عسكري مؤلف من 50 آلية من مدرعات وناقلات جند وشاحنات محملة بالمواد اللوجيستية والأسلحة إلى النقاط العسكرية التركية المنتشرة بالقرب من مناطق قوات قسد، وهو ما قد يؤدي إلي اندلاع أزمة كبيرة في البلد العربي الإفريقي.