زار الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، مساء أمس الثلاثاء، الولايات المتحدة الأمريكية في زيارة تستمر لثلاثة أيام يتم التباحث فيها حول عدد من الملفات السياسية والاقتصادية والاستراتيجية، وفي القلب منها الحرب الروسية الأوكرانية وسبل إنهائها بالطرق الدبلوماسية، علاوة على مناقشة أزمة الغاز الذي تستورده دول الاتحاد الأوروبي وعلى رأسها فرنسا.
ويحاول الطرفان الفرنسي والأمريكي مناقشة الأثار السلبية للحرب الروسية الأوكرانية على الأوضاع العالمية وبالتحديد الأوروبية، باعتبار أن دول أوروبا من أكثر دول العالم استيرادًا للغاز، وهو ما دعا الرئيس الفرنسي إلى وضع ملف الغاز على قائمة أولوياته خلال زيارته إلى الولايات المتحدة الأمريكية ولقاءه نظيره الأمريكي جو بايدن.
ومن المقرر أن تعقد قمة بين الرئيسين الفرنسي والأمريكي في البيت الأبيض وبالتحديد في المكتب البيضاوي، مقر لقاءات الرئيس الأمريكي، يعقبها زيارة ينظمها الرئيس الأمريكي لنظيره الفرنسي إلى مدينة نيو أورلينز.
ويسعى ماكرون من خلال تلك القمة الفرنسية الأمريكية إلى رأب الصدع بين الجانب الأمريكي والروسي، كبادرة لإنهاء الصراع بين روسيا والاتحاد الأوروبي من جانب أخر ولوقف الصراع الروسي الأوكراني، والذي تسبب في تدهور للأوضاع الاقتصادية على مستوى العالم ورفع نسبة التضخم، وكذلك معاناة الدول الأوروبية مع نقص إمدادت الغاز.
جدير بالذكر أن الحرب الروسية الأوكرانية كانت قد بدأت في الرابع والعشرين من شهر فبراير الماضي، في أعقاب إعلان أوكرانيا رغبتها في الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي ومنه إلى حلف شمال الأطلسي "الناتو"، وهو الإجراء الذي رأت فيه روسيا تهديدًا لأمنها القومي، واستدعى الإعلان عن عملية عسكرية شاملة اجتاحت على أساسها روسيا جارتها أوكرانيا.
وكانت دول أوروبا مع الولايات المتحدة الأمريكية قد اتفقوا على وضع سقف لسعر الغاز الروسي في الأسواق العالمية، وهو ما حدا بروسيا لأن تعلن عن تصعيد عسكري في الأراضي الأوكرانية ردًا على ذلك القرار، فضلًا عن إعلان الكرملين "مؤسسة الرئاسة الروسية" أنه لن يتعاون مع أي دولة تتعاطى بشكل إيجابي مع قرار أوروبا وأمريكا بوضع سقف لسعر الغاز والنفط الروسيين في الأسواق العالمية.