السبت 02 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

البوابة ستار

"أيام قرطاج المسرحية".. سوق جديد للترويج للأعمال التونسية

يكرم سهير المرشدي من مصر.. وأيمن زيدان من سوريا.. حبيب ديمبيلي من مالي

نصاف بن حفيصة
نصاف بن حفيصة
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

ضمن سعيها لتحقيق التنمية والترويج للأعمال المسرحية التونسية، تنطلق غدا السبت فعاليات الدورة الـ23 من مهرجان "أيام قرطاج المسرحية"، والتي تستمر حتي يوم 10 من الشهر الجاري، تحت شعار "برشا محبة"، بمشاركة 82 مسرحية من 23 دولة في 8 أقسام مختلفة، مقسمة ما بين 12 عرضا في المسايقة الرسمية، 31 خارج المسابقة، 7 مسرح طفل، 8 عروض شارع، إضافة إلى تسليط الضوء على تجارب التونسيين بالمهجر و"مسرح الحرية".

ويشهد افتتاح قرطاج هذا العام عرضين مسرحيين الأول للمخرج معز حمزة بعنوان "أنا الملك" بمسرح الجهات بمدينة الثقافة والثاني للمخرج حاتم دربال بعنوان "شوق" بفضاء الريو بالعاصمة.

 

دولة ضيف الشرف

وتكرم إدارة المهرجان هذا العام المسرح السنغالي، الذي شكل اللبنة الأولى في إرساء السياسة الثقافية في السنغال، وساهم في نحت مسار التقدم الفكري والسياسي فيها، كما تكرم أحد أهم المفكرين الأفارقة في القرن العشرين، وهو"ليوبولد سيدار سنغور"، وهو الأديب العالمي والشاعر المشهور الذي كان أول رئيس للسنغال، والذي ناضل كثيرا من أجل إرساء مسرح إفريقي مستقل، حيث أنشأ سنغور الفرقة المسرحية «سورانو  سنة 1965 إلى 1984، إلى جانب صفتة كأول مسرحي في أفريقيا، كما أشرف موريس سونار ستغور على إدارة مسرح دانيال سورانو الوطني لمدة عشرين عاما.

 

المكرمون

وفي لمسة وفاء لمن غادروا المشهد الثقافي في الفترة الأخيرة تكرم الدورة الحالية لأيام قرطاج المسرحية عددا من الفنانين الذين غادروا الحياة وفاء لحبهم وإخلاصهم لفنهم فسوف يتم تكريم اسم كل من: هشام رستم وتوفيق البحري وصادق الماجري ومنجي التونسي وإسماعيل بوسلامة وبشير خمومة وعادل حباسي وعادل مقديش.

بجانب مجموعة متنوعه من الفنانين الأحياء وهم: الفنانة سهير المرشدي من مصر، الفنانة سلوي محمد من تونس، الفنان محمد اليانقي من تونس، الفنان أيمن زيدان من سوريا، الفنان حبيب ديمبيلي من مالي، الكاتب والمخرج قاسم بياتلي من العراق، الفنان علاء الدين أيوب من تونس.

 

لجنة التحكيم

وتشهد الدورة الـ 23 من أيام قرطاج المسرحية مشاركة مجموعة من الأسماء اللامعة في لجنة تحكيم المسابقات، حيث يرأس لجنة تحكيم المسابقة الرسمية الفنانة ليلى طوبال من تونس، وبعضوية كل من د. لينا أبيض من لبنان، يوسف الحمدان من البحرين، خوسية مينا أبرانتيس من أنجولا، الكاتب المسرحي فلاح شاكر من العراق، الممثل والمخرج عبد الواحد مبروك.

 

المسابقة الرسمية

ويشارك في المسابقة الرسمية للمهرجان 12 عرضا مسرحيا، تتنافس علي جوائز الدورة الـ23 من دول مختلفة، وسوف يكون المسرح التونسي ممثلا بعملين في المسابقة الرسمية هما "ضوء" للمخرج الطاهر عيسى بن العربي، وهو نص مقتبس عن مسرحية "روبارتو زوكو" للكاتب الفرنسي بارنارد ماري كولتاس، وتدور احداثة حول "ضوء" القاتل المتسلسل الذي يفر من العدالة ثائرا عليى العائلة، ويتقاطع طريقة طفلة صغيرة تدعي "الفرخة" فتقع في حبه.

أما العرض الثاني فهو بعنوان "تائهون" للمخرج نزار السعيدي، ودراماتورج عبد الحليم المسعودي، وبطولة: تماضر الزرلي، انتصار عويساوي، جمال ساسي، رمزي عزيز، محمد شعبان، صادق الطرابلسي، علي بن سعيد، وتدور أحداث العمل حول، قصة فتاة مراهقة تقتل والدتها وتنكل بجثتها، ثم تهرب وتحول فعلتها إلى مادة على مواقع التواصل الاجتماعي، فيصبح حدثا عالميا.

 ويتنافس هذان العملان مع 10 أعمال مسرحية أخرى هي "النسر يسترد أجنحته" من دولة "السودان" تأليف وإخراج وليد الألفي، وتدور أحداث العرض حول قصة نحات فقد قدرته على الإبداع، وظل مدة ثلاثين سنة يكابد فشله في إنجاز تمثال يصور امرأة، في عتمة مرسمه/كهفه المزدحم بنماذج نحتية اتخذت هيئات بشرية، وقد علاها غبار الإهمال وجاورتها أكوام الفضلات والنفايات.

ومن سوريا الشقيقة يشارك العرض المسرحي "شمس ومجد"  بطولة: نانسي خوري "جوليا"، جنا العبود "مجد"، آية محمود "شمس"، وجان دحدوح "طارق"، وينال نصور "خليل" وفادي حواش "مارشميلو"، وعلاء زهر الدين "غيث"، والعمل مأخوذ عن نص "غرب حقيقي" للكاتب المسرحي والشاعر سام شيبارد، وتدور أحداثه حول حياة عدد من الممثلين، خريجي المعهد العالي للفنون المسرحية، وهم من بدايات حياتهم العملية، وما يعانيه هؤلاء الممثلون.

وينافس أيضا علي الجوائز العرض المسرحي"هاملت بالمقلوب" من مصر، بطولة: عمرو القاضي، خالد محمود، أيمن الشيوي، سمر جابر، نهاد سعيد ومجموعة من الوجوه الجديدة من شباب المعاهد الفنية والمسرح الجامعي، إهداء المشاركة الصوتية والسينمائية الفنان القدير خالد الصاوي، تأليف د. سامح مهران، ديكور وإضاءة صبحي السيد، تأليف موسيقي طارق مهران، أزياء مروة عودة، إخراج مازن الغرباوي.

 ومن الجزائر تشارك مسرحية "انتيجون" ومسرحية "المجوهرات" من الكونغو الديمقراطية ومسرحية "حدائق الأسرار" من المغرب ومسرحية "الديار" من السنغال و"ايزدان" من العراق و"لغم أرضي" فلسطين و"كوكتيل شقف بلا معنى" من لبنان.

 

مسابقة المدارس

ومن المسابقات المستحدثة هذا العام رغم توفير النفقات في الميزانية مسابقة المدارس، وهو قسم جديد يهتم بتجارب المدارس، وخصصت له إدارة المهرجان ستة عروض مسرحية، هم: "القضية 52"، "صفقة دم"، "حب"، "اللعبة"، "بث تجريبي"، "الداخلون إلي الخارج".

 

الندوات الفكرية

من أهم ما يميز مهرجان أيام قرطاج المسرحية دائما هو الندوات الفكرية، حيث تشهد تلك الدورة وجود ندوتين فكريتين تحمل الأولى عنوان "نحو آفاق للإنتاج والترويج العربي والإفريقي" بإشراف الدكتور محمد مسعود إدريس، والثانية تنظمها الأيام المسرحية بالشراكة مع الجمعية التونسية للنقاد المسرحيين تحت عنوان "موليار في مرآة المسرح العربي والإفريقي" بإشراف الدكتور حمدي الحمايدي، كما يقام ثلاثة لقاءات حول "المبدعون في المهجر" و"لقاء المبدعات: بالإبداع... من الضعف إلى القوة" و"المسرح السعودي آفاق وأمنيات".

 

الورش تكوينية

ويقام خلال فعاليات الدورة الـ 23، 5 ورش تكوينية في "النقد السينوغرافي" و"مسرح المنتدى" و"تحولات الممثل في الفضاء المسرحي" و"الإخراج المسرحي" و"كوميديا الجسد" وماستر كلاس حول "العلاج بالدراما".

 

مسرح الحرية

ومن منطلق قناعتها بدور المسرح في التأهيل وإعادة الإدماج النفسي والاجتماعي، تجدد أيام قرطاج المسرحية العهد مع قسم مسرح الحرية، باحتضانها لانتاجات مسرحية للمؤسسات السجنية، والإصلاحية بالشراكة مع الهيئة العامة للسجون والاصلاح، ويهدف هذا القسم إلي تمكين نزلاء السجون ومراكز الإصلاح والإدماج من عرض أعمالهم المسرحية أمام الجمهور، ينافس في تلك المسابقة 10 عروض.

 

المهرجانات قاطرة للتنمية

وتقول  مديرة المهرجان نصاف بن حفصية إن وزيرة الثقافة حياة قطاط وفرت لهذه الدورة كافة الاحتياجات الفنية واللوجستية من أجل تحقيق النجاح المنشود، باعتبار أن المهرجانات أصبحت قاطرة للتنمية، مضيفة أنه "في تونس، نراهن من خلال هذه المهرجانات للوصول إلى مرحلة الاقتصاد الثقافي، والتجديد على مستوى الرؤية للمجال الفني".

وتضيف نصاف بن حفصية أن تونس، ومن منطلق اهتمامها بالفنون المسرحية، أصدرت مطلع العام الحالي "دليل المسرح التونسي" كأولى الخطوات الاستراتيجية التي أطلقتها المؤسسة الوطنية لتنمية المهرجانات الثقافية والفنية وهيئة أيام قرطاج المسرحية، بهدف دعم الإنتاج المسرحي، مشيرة إلى أن الدليل يضم جميع الأعمال المسرحية التي تنتجها الدولة أو المسرح الخاص بهدف المساهمة في تسويقها داخل تونس وخارجها، مما يعد فرصة للمساهمة في الترويج لهذه الأعمال خلال فعاليات الدورة المقبلة التي تشهد زخما دوليا.

وأوضحت أن شروط المسابقة تنص على ضرورة أن يكون العمل قد تم إنتاجه بعد إغلاق باب الترشح للدورة الماضية عام 2021، وأن تلتزم الفرقة المشاركة بتقديم عرضين في نفس اليوم، لافتة إلى أنه سيتم افتتاح فعاليات الدورة بعرضين تونسيين وهما "شوق" للمخرج حاتم دربال و"أنا الملك" للمخرج معز حمزة.

وأشارت نصاف بن حفصية إلى أن الدورة المقبلة ستضم ثمانية أقسام، منها مسرح الطفل ومسرح المدارس وعروض الشارع ومسرح الحرية، إلى جانب تنظيم عدد من الندوات والورش التي تسلط الضوء على أبرز العروض المسرحية وقضايا المسرح بشكل عام، منوهة بأن الدورة المقبلة تتميز أيضًا بمشاركة ممثلين عن المهرجانات الدولية من كولومبيا والهند وأمريكا وغيرها من الدول، بهدف تأسيس سوق مسرحية عربية على المستوى العالمي.

وأكدت نصاف أنه سيفتح النقاش حول كيفية استعادة أيام قرطاج المسرحية كصانعة للإبداعات ولبريقها الذي يمتد تاريخه إلى تسعة وثلاثين عاما، وقالت:" سنفكر معا في تعديل بوصلة المهرجان ليكون كالعديد من التجارب منصة فنية ومهنية في آن، تكرس تقاليد الصناعة الإبداعية وتضمن حق الفنان في العيش من فنه..