أكد رئيس سلطة المياه الفلسطينية المهندس مازن غنيم، أن الأطماع الإسرائيلية في مقدرات الشعوب والمياه العربية تعيق تحقيق الأمن المائي العربي والذي يعتبر الركيزة الأساسية للأمن القومي العربي.
وقال غنيم، في كلمته اليوم الأربعاء، أمام الجلسة الافتتاحية لأعمال المؤتمر العربي الرابع للمياه بمقر الجامعة العربية بحضور وزير الطاقة والمياه اللبناني وليد فياض رئيس الدورة الـ 13 للمجلس الوزاري العربي للمياه، إن الاحتلال الإسرائيلي يواصل نهب مصادر المياه الجوفية والسطحية في الجولان السوري المحتل وجنوب لبنان وتتزايد أطماعه في المياه العربية بشكل عام، وسيطرته على أكثر من 85% من مصادر المياه الفلسطينية، الأمر الذي جعلنا نواجه في فلسطين سياقًا مائيًا صعبًا كون ملف المياه أحد الملفات الخمسة في المفاوضات النهائية.
وأكد إصرار الاحتلال الإسرائيلي على استخدام المياه كأداة لتقويض فرص إقامة دولة فلسطينية مستقلة كاملة السيادة من خلال مخططاته التوسعية والاستيطانية غير الشرعية على حساب مصادرنا المائية وعرقلته لجميع الجهود الرامية إلى تطوير القطاع المائي بمكوناته كافة، الأمر الذي يفاقم من معاناة المواطن الفلسطيني ويقيد من قدرته على الحصول على خدمات المياه والصرف الصحي بالشكل المناسب وهو ما يعتبر خرقًا فاضحًا للقانون والمعاهدات والمواثيق الدولية ذات العلاقة.
وأوضح غنيم أن فلسطين تبقى الدولة الوحيدة التي ما زالت تقبع تحت الاحتلال، نتيجة ازدواجية المعايير التي يتعامل بها المجتمع الدولي تجاه القضية الفلسطينية، مشيرا إلى أن المؤتمر العربي الرابع للمياه يعقد تحت شعار "الأمن المائي العربي من أجل الحياة والتنمية والسلام" في ظروف استثنائية تواجه العالم وتحديات جوهرية كبيرة، منها ما فرضته الطبيعة كشُح الموارد ونقص الماء والغذاء والطاقة، ومنها ما هو بفعل وجبروت الإنسان المباشر كاستنزاف الموارد وتلوث الطبيعة، والحروب والصراعات ونزاعات فرض السيطرة.
وأضاف أن رؤيتنا في تنظيم هذا المؤتمر انبثقت من إيماننا بأهمية تحقيق الأمن المائي العربي للأجيال القادمة حتى تكون قادرة على العيش في حياة كريمة بأمان وسلام واستقرار، خاصةً مع تزايد الصراعات والنزاعات حول المياه، في ظل محدودية الموارد المائية والتضخم والنمو السكاني وازدياد متطلبات التنمية، لافتا إلى أن الوطن العربي هو من أكثر المناطق تأثرًا بكل هذه الظروف والتحديات.
وأعرب غنيم عن تطلعه لأن يكون المؤتمر، منصة دولية تجمع جميع الشركاء من أصحاب القرار والخبراء المؤثرين لوضع حلول استراتيجية لقضايا المياه العربية، خدمةً لشعوب المنطقة من خلال اتباع نهج شمولي باعتبار الأمن المائي يمُس القطاعات الحيوية والتنموية كافة، أخذا بعين الاعتبار رفع كفاءة إدارة الموارد المائية المتوفرة، والدفاع عن الحقوق المائية العربية، وتطوير مصادر مياه بديلة واعتبار ذلك فرضًا وليس خيارًا، مؤكدا أن العمل العربي المشترك لمواجهة هذه التحديات، أضحى جزءًا لا يتجزأ من المصير العربي المشترك، وخصوصًا مع تفاقم قضايا المياه العابرة للحدود والموارد المشتركة.
وقال غنيم "إنه إدراكًا لكل هذه التحديات جاء المؤتمر العربي الرابع للمياه حاملا شعار"الأمن المائي العربي من أجل الحياة والتنمية والسلام"، ليكون أداة فاعلة تصب في تحقيق هذه الأهداف، والخروج بتوصيات مناسبة قادرة على خدمة قضايا المياه العربية، وذات نتائج ملموسة تنعكس بشكل إيجابي على حياة المواطن العربي أخذا بعين الاعتبار الترابط بين قطاعات المياه والزراعة والطاقة لما لذلك من انعكاسات إيجابية على الأمن الغذائي والأمن الاقتصادي وبالتالي الأمن القومي العربي".
وأكد ضرورة تدعيم العمل العربي المشترك للحفاظ على ثرواتنا المائية والاستفادة من هذا المؤتمر وجلساته العلمية كمنصة فاعلة للشراكة العربية ووحدة العمل العربي المشترك، والتي سيتم من خلالها عرض ومناقشة التحديات والتجارب وقصص النجاح والدراسات على الصعيد العربي والدولي، وذلك لنقل المعرفة المعتمدة على الممارسات والتقنيات الحديثة والابتكار والتي تواكب التطورات المتسارعة المؤثرة على قضايا المياه.
وشدد على أهمية مواصلة العمل في هذه المرحلة الحسّاسة والهامّة في المسار العربي والإقليمي والدولي، لتحقيق العدالة المنشودة باستعادة الحقوق المائية المسلوبة، "ولنجعل من الماء رمزًا للمحبة والسلام لا مفجرًا للصراعات والحروب، وأن نلتقي مجددًا في مؤتمرنا القادم على أرض فلسطين وهي حرة مستقلة وقد زال الاحتلال وزينت الأعلام العربية أسوار القدس العاصمة الأبدية لفلسطين".