أكد الخبير الاستراتيجي فرانك ليدويدج أنه يجب على الدول الغربية تقديم المزيد من المساعدات العسكرية اللازمة لأوكرانيا لتمكينها من إحراز النصر في الحرب الحالية ضد روسيا.
وأضاف الخبير والكاتب فرانك ليدويدج ـ في مقال نشرته صحيفة "الجارديان" البريطانية ـ أن أوكرانيا في أشد الحاجة لمساعدات عسكرية متطورة مثل الدبابات والصواريخ والطائرات وأنه يجب على الغرب توفير تلك الأسلحة والعتاد لتعزيز قدرتها في مواجهة القوات الروسية.
ولفت إلى أنه على الرغم من تقديم الغرب لمساعدات عسكرية واقتصادية لأوكرانيا، إلا أن هناك حاجة ماسة لتقديم المزيد من الدعم العسكري لاستعادة المناطق التي استولت عليها القوات الروسية في بداية العملية العسكرية التي بدأت في أواخر فبراير الماضي.
وعبر الكاتب عن اعتقاده أنه إذا كانت الدول الغربية، وعلى رأسها الولايات المتحدة، جادة في تقديم مساعداتها لأوكرانيا، فيجب أن تقدمها الآن وليس لاحقا، موضحا أن واشنطن لم تحدد حتى الآن الهدف السياسي والعسكري الذى تسعى لتحقيقه على الرغم من التصريحات التي أصدرها وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن في أبريل الماضي حيث أوضح أن الولايات المتحدة تسعى لإنهاك القوة الروسية بحيث تصبح موسكو غير قادرة على الإقدام على أية عملية عسكرية شبيهة بتلك التي بدأتها في أوكرانيا.
ويطرح الكاتب سؤالًا في هذا الصدد مفاده: هل هذا بالفعل هو الهدف الحقيقي الذي تسعى واشنطن لتحقيقه وهو مساعدة كييف لاستعادة حدودها الدولية المعترف بها أم أنه من مصلحة الولايات المتحدة وحلفائها الغربيين استمرار حرب طويلة المدى في أوكرانيا بحيث تصبح حربا بالوكالة لاستنزاف القوة العسكرية الروسية؟
ويرى الكاتب أن القرارات التي سوف تتخذها الدول الغربية بشأن توفير المزيد من الدعم اللازم والعاجل لأوكرانيا سوف توضح حقيقة نوايا وأهداف الولايات المتحدة وحلفائها فيما يخص الأزمة الأوكرانية.
ويوضح المقال أنه بدون حدوث نقلة نوعية في المساعدات العسكرية التي تقدمها الدول الغربية لأوكرانيا، لن يتمكن الجانب الأوكراني من تحقيق أي انتصار عسكري على القوات الروسية، منوها بتصريحات الجنرال مارك ميلي رئيس هيئة الأركان المشتركة الأمريكية التي عبر فيها عن اعتقاده أنه لن تتمكن القوات الأوكرانية من تحقيق انتصار سريع على روسيا - على ضوء نوعية الأسلحة التي تستخدمها القوات الأوكرانية - معربا في نفس الوقت عن مخاوفه من وصول الموقف لحالة جمود على أرض المعركة شبيهة بتلك التي حدثت إبان الحرب العالمية الأولى.
ويلقي المقال الضوء على تصريحات فاليري زالوجني القائد العام للقوات المسلحة لأوكرانيا التي أكد فيها أن القوات الأوكرانية بإمكانها تحقيق النصر إذا ما توافر لها التدريب الجيد والسلاح المناسب، موضحا أن قواته تحتاج في الوقت الحالي لثلاثة أنواع حيوية من الأسلحة وهي المدفعية الثقيلة والصواريخ بعيدة المدى وأسلحة الدفاع الجوي.
ويقول الكاتب إنه ليس لدى الدول الغربية رفاهية إضاعة المزيد من الوقت والتباطؤ في تقديم الدعم اللازم لأوكرانيا حيث إن توفير الدعم والتدريب اللازمين يستلزم في حد ذاته شهورا طويلة إلا أن الإسراع في تقديم الدعم لن يؤكد فقط جدية الولايات المتحدة في مساعدة أوكرانيا لتحقيق النصر، بل سوف يسهم كذلك في تجنب حرب عنيفة طويلة المدى ويضمن الحيلولة دون إراقة المزيد من الدماء في أوكرانيا.
