الجمعة 22 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

ثقافة

"أمل دنقل".. كتاب جديد لأنس دنقل

غلاف الكتاب
غلاف الكتاب
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

صدر حديثا للكاتب أنس دنقل، كتاب جديد بعنوان "أمل دنقل"، والذي يقع في 130 صفحة من القطع المتوسط.

ويقول مؤلف الكتاب، إنه في قصيدة "المنبر" التي كتبها "أمل دنقل" في العام 1959، يُظهر الشاعر روحًا شديدة التمرد نحو دروس وخطب الوعاظ بالمساجد، رغم بدايته الدينية المتحفظة، حيث أنشد قائلاً:
ما الذي نهذي به في كلِّ مسجد؟!
فوقَ أخشابِ المنابرِ
في حديثٍ غجريِّ الزِّيف.. فاتر 
واعظٌ  يهرِفُ فينا باسمِ شرعِهِ
ولُعابُ الجهلِ في شَدقيه يزبد
ما الذي نفعله في كلِّ جُمعة؟!
ويتساءل في موضع ثانٍ من القصيدة ذاتها:
ما الذي يذكرُه الوعاظُ  للقومِ الجِياع
عن شرورِ الخمرِ والمَيسرِ والمالِ المُضاع؟!
وهُمو لن يبصروا الخَمرةَ يومًا ... للممات 
وهُمو إنْ ملكوا القِرشَ مضى في الحاجيات
خبزُهم دينٌ من التاجر، والثوبُ نسيئةٌ
ورجالُ الوعظِ يُلقونَ الأحاديثَ الجريئة
حتى يختتمها بقوله:
وتحينُ الجُمعة الأخرى، ويصعَدُ 
شيخُنا، يرغي، ويزبد!
ويُندِّد
بالذي يلبسُ أثوابَ الحَرير 
والذي يمتلكُ المالَ الكثيرَ! 
وعيونُ القومِ ترنو.. ثمَّ تهمِد
ويدورُ الوعظُ في أرجاء مسجد.

وفي موضع ثالث يقول في قصيدة "لِقـَـــاءٌ" التي كتبها في العام 1956:     كان بداية عمري 
وَلَما التَقَينا هُنَا في الطَّرِيقِ
وَلَم نَكُ قَبلُ على مَوعِدِ
وَعَرْبَدَ في نَاظِريْكِ كَلامٌ
وَرَفَّ على جَفْنِيَ المُســـهَدِ 
وأومَأتُ..في خَجَلٍ عَاصِفِ 
يُوَرِّدُ أمسي وَحُلمَ غدي 
وأحسستُ أنَّ شتاءَ الحياةِ
تقلًصَ عن عُمريَ الأسودِ

وتابع: أنه على هذا النحو تمضي بضع وعشرون قصيدة ما بين السياسي والتاريخي والديني والرومانسي، تكتنفها حالة من البكورة الشعرية التي كانت تنبئ في حينها عن مشروع شاعر كبير، وهو ما حدث بالفعل، ولو امتدَّ العُمر بـ"أمل دنقل" لبلغ مكانة لم يبلغها أحد من مُعاصريه ولا لاحقيه، ومن بين هذه القصائد: نهر الخطايا، أطفال الخطيئة، الروح المهجورة، الرقص في المعبد، عيناكِ، وقبل الرحيل.

يختتم المؤلف في كتابه بحزمة من المخطوطات التي كتبها شقيقه الأكبر أمل دنقل بخط جميل لا يقل جمالاً عن ألفاظه ومعانيه وأبياته وقصائده المجهولة التي نظمها في سنواته الأولى أو التي كتبها في أيامه الأخيرة، وجميعها تشكل تجربة شعرية ثرية لم تنل حقها الكافي من الدراسة والتحليل الموضوعي غير المُؤدلج ولا سابق التجهيز.