يضم 35 منظمة ويسلط الضوء على الأثر غير الإنسانى لخطاب معاداة الإسلام فى ألمانيا
تحالف «كليم» يضم أعضاء فى جمعية «إنسان» المرتبطة بالإخوان
تحاول جماعة الإخوان الإرهابية بين كل ضربة وأخرى تتلقاها هنا أو هناك بتغيير جلدها كالحرباء، فحينما يتم فضح مؤسسة ما وعلاقتها بالتنظيم الدولى للجماعة تسرع الجماعة بتكوين مؤسسة أخرى باسم مختلف، أو التخفى داخل تحالف ينادى بالديمقراطية أو حقوق الإنسان، تلك الألعاب التى تقوم بها الجماعة وتنظيمها الدولى باتت مكشوفة للحكومات العربية، وظنا من الجماعة أن هذه الممارسات ما زالت تصلح فى الغرب، عملت بعد الضربات المتلاحقة على مؤسساتها فى أكثر من بلد أوروبى مثل ألمانيا والنمسا وفرنسا على الدخول فى تحالف جديد فى ألمانيا تحت ستار مناهضة التمييز ضد المسلمين فى الحياة اليومية.
ويضم التحالف ٣٥ منظمة وأطلق على نفسه اسم "كليم Claim" فى مسعى لتسليط الضوء على الأثر غير الإنسانى لخطاب معاداة الإسلام فى ألمانيا، كما أعلنت منسقة المشروع "نينا مويه" الثلاثاء ٢٦ يونيو ٢٠١٨ فى برلين.
وأبرز أعضاء التحالف منظمة رفاه العمال، والشبكة الاتحادية التركية للتصدى للتمييز فى برلين – براندنبورغ، وأيضا منظمة إنسان، وهى منظمة ضغط إخوانية تنشط فى ألمانيا، وتحصل الشبكة على التمويل من البرنامج الاتحادى "لإنعاش الديمقراطية" الذى ترعاه وزارة شئون الأسرة الاتحادية.
ومؤخرا كشفت صحيفة بيلد الألمانية، عن أن وزيرة الدولة لشئون الاندماج ومفوضة مناهضة العنصرية ريم العابالى رادوفان وافقت على ما مجموعه ٢٨٧ ألف يورو من أموال الضرائب كتمويل لتحالف «كليم» الذى يفترض أن يكافح العنصرية، فى عامى ٢٠٢٢ و٢٠٢٣.
لكن "كليم" تملك روابط واضحة مع الإخوان الإرهابية فى ألمانيا، ووفق صحيفة بيلد الألمانية، يضم تحالف "كليم" أعضاء فى جمعية "إنسان" المرتبطة بالإخوان، بحسب هيئة حماية الدستور "الاستخبارات الداخلية".
من عام ٢٠١٥ إلى عام ٢٠٢٢، شغل محمد حجاج منصب العضو المنتدب لمنظمة "إنسان"، على الرغم من أنه يشغل أيضًا منصب نائب رئيس مجلس إدارة جمعية "طيبة"، التى صنفها فرع برلين لهيئة حماية الدستور فى عام ٢٠١٦ على أنها قريبة من جماعة الإخوان.
كما أن أعضاء "إنسان" لهم صلات شخصية بـ"مركز الثقافة والتعليم الإسلامي"، الذى يعتبر ملتقى لمؤيدى حركة حماس، كما أن المركز وثيق الصلة بمنظمة "الجماعة المسلمة فى ألمانيا"، المنظمة المظلية للإخوان فى الأراضى الألمانية.
كل هذه الروابط المتشعبة بين تحالف كليم والإخوان، وردت فى رد بلدية برلين على طلب إحاطة قدمه حزب البديل لأجل ألمانيا فى برلمان الولاية.
وتعليقا على ذلك، قال السياسى الألمانى المعارض، على أرتان توبراك إنه يشعر بالقلق من وجود تمويل حكومى لتحالف كليم.
وتابع فى تصريحات صحفية: "هنا يمكنك أن ترى العواقب الخطيرة لوضع مكافحة العنصرية ضد المسلمين، فى أيدى جماعات الضغط من الإسلام السياسي".
قدم حزب البديل فى أكتوبر الماضى طلب إحاطة للبرلمان حث فيه الحكومة على تقديم توضيح للفعاليات التى نظمها تحالف "كليم" وحصلت على تمويلات من الحكومة الاتحادية فى ألمانيا، منذ ١ يناير ٢٠١٧، وحجم الأموال الإجمالى الذى حصل عليه التحالف.
ولم يذكر طلب الإحاطة صراحة أى ارتباط بين تحالف "كليم"، والإخوان الإرهابية، لكنه سأل عن موقف هيئة حماية الدستور "الاستخبارات الداخلية" من المنظمات والجمعيات المشكلة لهذا التحالف، وهل تراقب الهيئة أيا منها؟
أما نقطة الضوء الثانية فكانت رد الحكومة الألمانية على طلب الإحاطة سالف الذكر، والمؤرخ بـ٧ نوفمبر الجاري، فالحكومة كشفت فى الرد الذى أرسلته للبرلمان، أن تحالف كليم حصل على تمويلات حكومية اتحادية بين ١ يناير ٢٠١٧، و٣٠ سبتمبر ٢٠٢٢، فى إطار عدد من المشاريع، مثل مشروع "مو تك" الهادف لتعزيز ثقافة تلاميذ المدارس فى ألمانيا، ومشروع "الديمقراطية الحية".
ووفق المذكرة الحكومية، فإن تحالف كليم حصل على تمويل من وزارة الداخلية الألمانية، فى إطار مشروع مكافحة "العداء للإسلام"، يقدر بنحو ٧٠ ألف يورو فى عام ٢٠٢١.
بالإضافة إلى ذلك، حصل تحالف كليم على ما مجموعه ٩٦٠ ألف يورو، فى عامى ٢٠٢٠ و ٢٠٢١ كجزء من شبكة مشروع مكافحة الإسلاموفوبيا والعداء للمسلمين التابع لوزارة شئون الأسرة.
وقد ظهر تحالف كليم للنور بعد أن لعبت منظمة تنشط أيضا فى المجتمع المدني، ومعروفة باسم "إنسان"، غير أنها مرتبطة بشكل قوى بالإخوان الإرهابية.
فمحمد حجاج العضو المنتدب لمنظمة إنسان، هو أيضا نائب رئيس "مركز طيبة الثقافي"، الذى تصنفه تقارير أصدرتها هيئة حماية الدستور، كجزء من شبكة الإخوان فى ألمانيا.
وبخلاف حجاج، هناك جسر آخر يربط "إنسان" بـ"كليم"، ويوطد الراوبط مع شبكة الإخوان، يتمثل فى شخصية مثيرة للجدل تعد وجها ناعما للجماعة الإرهابية فى ألمانيا، وهى نينا موهي.
موهى التى تتولى دورا قياديا فى مجلس إدارة جمعية إنسان، تشغل عضوية مجموعة الخبراء ضد العداء للمسلمين التى أسستها وزارة الداخلية الألمانية قبل عامين، وفق صحيفة "دى فيلت".
وتلعب موهى دوراً أخطر عبر تحالف "كليم"، إذ تشغل منصب منسقة منظمة "كليم" والمتحكمة فيها.
وتستخدم الإخوان تحالف "كليم" فى مهاجمة منتقديها وشيطنة مواقفهم، والضغط على الحكومة الألمانية لتحقيق أهدافها، عبر ادّعاء المظلومية والتعرّض لانتهاكات واعتداءات عنصرية.