تابع أحدث الأخبار
عبر تطبيق
“,”سأخون وطني“,” عنوان كتاب مبهر ضم عددًا من نصوص الشاعر السوري المبهر محمد الماغوط . في تقديمه للكتاب برّر “,”الماغوط“,” ما يدفعه أن يعلن عن خيانة وطنه:
“,”هذا وطن يخونه حكامه وسلاطينه ومسئولوه وموظفوه وطبَّالوه وزمّاروه كل يوم فيصعدون، ويحبه أهلوه وبسطاؤه وأنقياؤه فيطردون ويتَّهمون بالكفر والجنون. هذا وطن يمنح اللصوص والقتلة نياشين التقدير، ويقود العقلاء والشرفاء إلى زنازن القهر. وطن يطارد العصافير ويرفض الورود، يصفق للقبح ويمنع الموسيقى، يحتفي بالقرود والخنازير وقطعان الماشية ويخاصم الصقور والأسود“,”.
في ظن محمد الماغوط أن وطنًا كهذا يستحق الخيانة. يستحق أن نكرهه ونلعن أباه “,”بعشق زي الداء“,” كما قال يومًا عمنا صلاح جاهين.
هذه مصر الآن.. وطن بلا حدود، وحدود بلا معنى، ومعنى بلا وضوح. سقط الوطن عندما أسقط حاكمه عنه لباس الكرامة والعزة، وطلب التفاوض مع المجرمين. فقد الوطن حدوده عندما صار مستباحًا لكلاب الصيد المجرمة لقنص ضحاياها من المصريين في لامبالاة وصمت. غاب معنى الوطن عندما اعتبر الإخوان الناس في دولة ماليزيا أقرب إليهم من بعض مواطني مصر.
ما يحدث في سيناء اليوم جريمة اغتصاب علني، تشارك فيها مؤسسة الرئاسة، وقيادات الحزب الحاكم، وبعض المجرمين القتلة المفرج عنهم بقرار الرئيس. جريمة فض بكارة بالقوة لبراءة قلب نابض علموه حب الوطن في طوابير الصباح المدرسية. جريمة اغتيال لمحبي مصر، من مينا وعرابي إلى نجيب محفوظ وصلاح جاهين وسعد الشاذلي.
عندما يعلن رئيس جمهورية تمنيه السلامة للمخطوفين والخاطفين فنحن أمام خيانة واضحة المعالم، عندما يسلك النظام مسلك المغلوب على أمره، ويسأل الخاطفين عما يطلبوه، فنحن أمام تواطؤ مؤكد. عندما تسمح الدولة بأجهزتها الراصدة والمستترة لمجرم محترف -تعلم يقينًا أنه وراء قتل جنودها في رفح- بدخول مصر عدة مرات الأشهر الماضية للقاء خيرت الشاطر فنحن أمام حالة عهر فاضحة.
إن الصمت على الخيانة خيانة، والسكوت على العهر قوادة، وما يجري وما يحدث وما يدبر يضعنا في موقف لا بديل له، هو مواجهة هذا النظام الفاسد الكاذب، وإزاحته عن جثمان مصر.
إن التردد خطيئة، والتوازن جريمة، وإمساك العصا من المنتصف غير جائز مع نظام يخون مصر. اخلعوا الخونة وإلا فخونوا أوطانكم. والله أعلم.
[email protected]