استعرض الاتحادان الأوروبي والإفريقي التقدم المحرز في تنفيذ الالتزامات المشتركة التي تم التعهد بها في القمة السادسة لهما التي انعقدت في شهر فبراير الماضي من حيث تجديد وتعزيز التعاون من أجل التنمية والسلام والأمن والشراكة المعززة والمتبادلة في مجالات الهجرة والتنقل والتعددية، فضلًا عن حزمة الاستثمار لأفريقيا وأوروبا التي تعهدت بها استراتيجية البوابة العالمية التابعة للاتحاد الأوروبي لدعم الطموح المشترك لعام 2030 وأجندة 2063 للاتحاد الإفريقي.
وذكر بيان صحفي نشرته المفوضية الأوروبية عبر موقعها الرسمي أنه شارك في رئاسة الاجتماع الـ 11 بين الاتحادين الأوروبي والإفريقي، رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين ورئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي موسى فقي محمد، بجانب حضور 20 مفوضًا من الاتحاد الأوروبي ونائب رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي و5 مفوضين آخرين بما يعد دليلًا آخر على قوة الشراكة بين الاتحادين.
وأضاف البيان أن المُشاركين في الاجتماع أكدوا أن الأزمة الأوكرانية - الروسية هذا العام أثرت بشكل سلبي على اقتصادات أوروبا وإفريقيا، وأشاروا إلى المواقف الوطنية التي تم التعبير عنها في مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة، فيما جددت المفوضية الأوروبية بأشد العبارات الممكنة إدانتها للعمليات العسكرية الروسية على أوكرانيا باعتبارها "غير قانونية وغير مبررة وتتسبب في معاناة إنسانية هائلة وطالبت بانسحاب روسيا الكامل وغير المشروط من أراضي أوكرانيا".
وأعرب الاتحادان الأوروبي والإفريقي عن قلقهما العميق إزاء التحديات التي تواجه الأمن الغذائي وأمن الطاقة العالمي والتي تفاقمت بسبب الصراعات والتوترات الحالية، كذلك تطرق الاجتماع إلى القضايا الملحة التي تواجه القارتين وتم قييم التقدم المحرز في تنفيذ التزامات قمة فبراير في أربعة مجالات رئيسية.
وأكد الجانبان أن هذه المجالات تتمثل في تعزيز الاتصال من خلال التكامل الاقتصادي في مجالات الرقمية والطاقة والنقل وسلاسل القيمة وتنفيذ منطقة التجارة الحرة القارية الأفريقية، وتعزيز التنمية البشرية في مجالي الصحة والتعليم (بما في ذلك التعليم والتدريب التقني والمهني) والعلوم والتكنولوجيا والابتكار والهجرة والتنقل.
وشدد الجانبان على أهمية بناء قدرة الناس على الصمود من خلال النظم الغذائية المستدامة ومعالجة الأزمات المناخية والبيئية والعمل الإنساني، وأخيرًا إرساء السلام والأمن والحكم الرشيد //بحسب البيان//.
من جانبه، قال رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي موسى فقي محمد:" نحن نقدر شراكتنا الاستراتيجية مع الاتحاد الأوروبي ودعمه النشط لأجندة 2063، ونجتمع هنا في بروكسل اليوم في إطار متابعة تنفيذ التزامات قمة فبراير، إن أقدار قارتينا مترابطة ونريد مواصلة بناء شراكة لصالح التنمية المستدامة للجميع".
بدورها، قالت رئيسة المفوضية الأوروبية فون دير لاين:" إن إفريقيا وأوروبا مرتبطتان بالجغرافيا والمصير المشترك، مع أهمية التأكيد على الشراكة الدائمة والالتزام بقرارات قمة فبراير كونها ذات أهمية قصوى لتشكيل مستقبلنا المشترك وإشارة إلى ثقتنا في إمكانات علاقتنا، لا سيما في هذه الأوقات العصيبة، ومن خلال الاستثمارات المستدامة التي لا تقل قيمتها عن 150 مليار يورو، تعد حزمة الاستثمار العالمية لإفريقيا وأوروبا من قبل البوابة العالمية عرضًا إيجابيًا وعمليًا من جانب الاتحاد الأوروبي، مما سيساعد في تعزيز مرونة القارة ".
وللوفاء بالالتزامات التي تم التعهد بها في القمة، اتفق الجانبان على تعزيز الجهود لتحديد وتسهيل ودعم البرامج الاستراتيجية والمبتكرة على المستويات الوطنية والإقليمية والقارية.
وعلى وجه الخصوص، اتفق الجانبان على إطلاق برنامج بقيمة 750 مليون يورو لدعم استثمارات البنية التحتية في مجالات النقل (بما في ذلك الممرات الاستراتيجية) والرقمنة وتوصيل الطاقة في إفريقيا، وكجزء من الاستجابة للالتزام الذي تم التعهد به في القمة لزيادة الاستقلال الذاتي الإفريقي في إنتاج الأدوية واللقاحات، رحب الاتحاد الأوروبي بالتقدم المحرز في تفعيل عمل وكالة الأدوية الإفريقية، التي ستُدعم بشكل أكبر من قبل الاتحاد الأوروبي بتمويل أولي ومساهمة قدرها خمسة ملايين يورو تم التوقيع عليها على هامش اجتماع اليوم.
وأبرز البيان أيضًا أنه بالإضافة إلى ذلك، رحب الجانبان بالإعلان عن تدشين هيكل فريق أوروبا (TESS) بقيمة 15.5 مليون يورو من قبل المفوضية الأوروبية وبلجيكا وألمانيا وفرنسا، ليساعد في تعزيز الشراكة من أجل تصنيع اللقاحات الإفريقية داخل المراكز الإفريقية للوقاية من الأمراض ومكافحتها.
كما شدد الجانبان،في البيان، على أهمية عام التغذية للاتحاد الإفريقي 2022 ورحبتا بتعبئة الاتحاد الأوروبي لمبلغ إضافي قدره 570 مليون يورو لإفريقيا وبذلك يرتفع دعم الاتحاد الأوروبي لأولوية الأمن الغذائي في إفريقيا بحلول عام 2024 إلى ما يقرب من 4.5 مليار يورو في شكل منح.
أما في مجال مكافحة تغير المناخ، رحب الجانبان بإطلاق مبادرة الفريق الأوروبي بشأن التكيف مع المناخ والقدرة على الصمود في إفريقيا على هامش فعاليات مؤتمر المناخ التابع للأمم المتحدة "كوب-27" الذي استضافته مصر مطلع الشهر الجاري، والتي ستجمع أكثر من مليار يورو لتحسين قدرات إفريقيا على تحديد المخاطر وتعزيز السياسات والحوكمة والاستفادة من مواردها لتحقيق هذه الغاية.