لا تزال التظاهرات الرافضة للتعامل الأمني الصارم من قبل الشرطة الإيرانية جارية في العديد من المدن، في ظل ارتفاع أعداد القتلى جراء المصادمات بين الأمن والمتظاهرين إلى 300 شخص، فيما أكدت منظمات حقوقية إيرانية معارضة أن العدد أكبر من تلك الإحصاءات الرسمية المعلنة.
وكانت أكثر الأحداث مأساوية ما نشر على وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي الإيرانية لمعارضين حول قصة الشاب الإيراني عرشيا إمامقلي زاده، والذي يبلغ من العمر 16 عامًا، والذي انتحر بعد أن خرج من السجن بيومين فقط، من فرط ما لاقاه من تعذيب نفسي وبدني أجبره على الانتحار.
وقال معارضون إيرانيون، إن الشاب الإيراني احتجزته السلطات الإيرانية في أحد السجون بعد القبض عليه في جلفا بأذربيجان الشرقية، بعد أن أسقط عمامة أحد رجال الدين في الشارع، فيما ألقت السلطات الأمنية القبض عليه لاحقًا ومارست قوات الأمن ضده أشد صنوف التعذيب وبعد أن أطلقت سراحه لجأ الشاب إلى الانتحار.
وكشف المجلس التنسيقي للمعلمين الإيرانيين، إن قوات الأمن قد سبق أن اقتحمت منزل أسرة الشاب عرشيا إمامقلي زاده، وألقت القبض عليه من وسط أسرته، الذين ناشدوا السلطات بالإفراج عنه.
واعترف أمير علي زاده، القائد العسكري الإيراني بالحرس الثوري، إن عدد القتلى جراء الاحتجاجات في المدن الإيرانية وصل إلى 300 شخص، فيما رجحت روايات معارضة أن عدد القتلى أكبر من تلك الأعداد التي تعلن عنها السلطات الرسمية والمسئولين الرسميين.
جدير بالذكر أن التظاهرات الايرانية كانت قد انطلقت في أعقاب مقتل الفتاة الكردية مهسا أميني على يد شرطة الأخلاق الإيرانية، بحجة ارتدائها حجاب بشكل غير محتشم، فيما لفظت أنفاسها الأخيرة بعد ساعات من اعتقالها بأحد مراكز الشرطة.