انطلقت النسخة الأولى من منتدى مصر للإعلام تحت شعار "الجمهور الجديد.. جائحة التغيير"، خلال يومي 27 و28 من نوفمبر من العام الجاري بالقاهرة.
وكان يوما المؤتمر بمثابة لقاء تفاعلي بين أكثر من 1200 من الصحفيين والإعلاميين المصريين والعرب والدوليين، للحديث عن مستجدات صناعة الإعلام والصحافة في مصر والوطن العربي واستلهام عدد من التجارب الأجنبية بحضور ممثلين عنها.
جدول أعمال المنتدى لليوم الثاني
واحتوى اليوم الثاني على عدد من الجلسات منها:
"كيف تخلق جمهورا رياضيا متعصبا" في قاعة هيكل، وشمل ضيوف الجلسة كلا من بول مكارثي رابطة نقاد كرة القدم في إنجلترا، ووليد فراج مقدم برامج "ام بي سي " أكشن، وجايين انطوني مقدمة برامج رياضية في نيجيريا، وأدار والجلسة هاني حتحوت مقدم برامج على قناة صدى البلد.
وأيضا جلسة عن "ترجمة الأرقام في الصحافة الاقتصادية: كيف نخلق محتوى اقتصاديا جذابا "، وجلسة ثالثة عن "تقنيات الذكاء الاصطناعيفي كشف الصور المزيفة"، والرابعة عن "الأبحاث العلمية كمصدر في زمن المعلومات المضللة: كيف تفهمها وتبسطها؟.
واحتوى اليوم الثاني أيضا للمنتدى على جلسة عن " تحدي وصول الأخبار إلى الجمهور الجديد: القاهرة الإخبارية نموذجا" يقدمها أحمد الطاهري رئيس قطاع الأخبار في شركة المتحدة للخدمات الإعلامية "مصر".
وجلسة " الصحافة المبنية على التسريبات: الضوابط الأخلاقية والمهنية" بحضور الكاتب الصحفي ياسر الزيات وديلفن رويترصحفية بيانات وباحثة الاتحاد الدولي للصحفيين الاستقصائيين (بلجيكا).
من هو الجمهور الجديد؟
الجمهور الجديد الذي قصده منتدى إعلام مصر هو الجيل القادم وهو العنصر المستهدف حاليا من المنصات الجديدة مثل "التيك توك" والتليجرام وغيرها من المنصات الجديدة، والتي يجب أن تضع وسائل الإعلام والصحافة قدمها هناك، لأنها تحدد أيضا سياساتها اليومية وليست التحريرية فقط.
كما ركزت ورش المنتدى على كيفية التعامل مع هذا الجمهور الجديد الذي تصل له الأخبار من منصات السوشيال ميديا، وما هي أبرز الأدوات المستخدمة معه سواء استخدمنا عنصر الصورة أو الكلمات المفتاحية، أو تثبيت جملة لحدث عالمي يحدث في العناوين، أو الرد على أسئلة الجمهور بشأن حدث معين.
كيف نتعامل مع التسريبات؟
وناقشت جلسة " الصحافة المبنية على التسريبات: الضوابط الأخلاقية والمهنية" كيف نتعامل مع التسريبات التي تأتي لنا والوثائق التي تحتويها.
وقالت وديلفن رويتر صحفية بيانات وباحثة الاتحاد الدولي للصحفيين الاستقصائيين (بلجيكا)، إن هناك أساسيات عندما يصل لصحفي اي سي دي "قرص مدمج" أو وثائق ويجب ان يتم التأكد من السياق ومن أين أتت ومن هذا المصدر الذي يريد إمدادي بكل تلك الوثائق والتسريبات.
وتابعت ديفلن أن نوع الوثائق قد تكون رسائل الكترونية أو مكالمات صوتية أو ورقا قانونيا ولا يهم حجم التسريب بقدر التأكد من مصداقيته.
وأشارت إلى من تحصلون منه على الوثائق يكون واثقا في شخصكم ويريد نشر تلك الوثائق، لذلك فهو لجأ لكم من أجل فضح سياسات أو انتهاكات أو فساد ما.
أما يولينا كوزيك، مديرة إدارة التدريب بالاتحاد الدولي للصحفيين الاستقصائيين بصربيا، فقد أوضحت أن التحقق من التسريبات يكون بوجود أختام ما عليها وبريد الكتروني فعال أو وسيلة اتصال نستطيع من خلالها التعامل مع المصدر.
ومن ناحيته أوضح الكاتب الصحفي ياسر الزيات، المتخصص في الصحافة الاستقصائية، أن الصحفي الاستقصائي مبدأه ديكارتي " أنا أشك إذن أنا أتقصى"، موضحا مهما كانت تلك التسريبات التي وصلتني كصحفي مهمة يجب أن أسأل ما هي مصلحة المصدر لتسريب تلك الوسائل لي تحديدا، هل له مصلحة أنه يجعل الشخص المقصود خاسرا، ماهي نواياه ويجب أن أحترم رغبة المصدر في الإصلاح.
وتابع الزيات هنا في مصر يسأل الصحفي نفسه دائما هل هناك ورقة غائبة أم لا حتى لو كان باقي الأوراق قانونية، أضع كل الوثائق بترتيب لقياسها زمنيا لبيان هل هناك فجوة زمنية بين وثيقة واحد وخمسة مثلا.
وتابع: " لا يجب ألا أتبنى وجهة نظر المصدر بل أفحص كل شىء، كل تفصيلة مهمة جدا في رحلة الصحفي الاستقصائية".
تجربة قناة القاهرة الإخبارية
كما انعقدت جلسة تحت عنوان "تحدي وصول الأخبار إلى الجمهور الجديد: القاهرة الإخبارية نموذجا"، لأحمد الطاهري رئيس قطاع المتحدة للخدمات الإعلامية.
وأوضح الطاهري، أن الرسالة الإخبارية لها أكثر من قالب الآن، وفكرة الانتشار وتحقيق الهدف من سياسة الإصدار التحريرية يحكم عليها الجمهور.
وتابع الطاهري: "قناة القاهرة الإخبارية استطاعت حجز مكان كبير لها وسط المجتمع العربي، باعتبار أن مصر تشكل الكتلة الأكبر من الجمهور العربي، القناة ولدت كبيرة على ساحة المنافسة، وكل ما ظهر عليها يمثل 40% فقط"، متوقعا أن تكون رقم واحد على المستوى الإقليمي خلال عام 2023.
أوضح الطاهري أن الحالة الإعلامية غير من منفصلة عن المشهد السياسي، والذي تتمثل رؤيته الأساسية في الوقت الراهن في أنه يتسع للجميع.
وقال إنه من موقعه بقناة القاهرة الإخبارية في كل مراحل الاختيار، يؤكد أن القاهرة الإخبارية تختار فريقها إعلاميا فقط ولا تلتفت للخلفية والانتماءات السياسة.
تكريم ولفتة إنسانية
وشملت آخر جلسة خبراء من جميع أنحاء العالم للحديث عن "خبرات الغد"، وشهد حفل الختام توزيع جوائز الإبداع الصحفي للشباب.
كما تم تكريم الصحفي الاستقصائي محمد أبو الغيط والذي يعاني حاليا من السرطان ويعالج بالخارج وحصل على جائزة هيكل للصحافة العربية العام الماضي، وتم إذاعة كلمه مسجلة له على فراش المرض، أثرت في الحضور، وأنهى كلمته بطلب الدعاء له بالشفاء.
كما تم تكريم الصحفي جعفر عبدالكريم مقدم البرامج الحوارية ومراسل قناة دويتشه فيله DW، والذي أعرب عن سعادته لتكريمه في القاهرة وسط هذا الحضور، وكمشارك أساسي في المنتدى.
