لا يعرف الكثير من الناس معلومات كافية عن دولة ليبيا المجاورة لمصر من ناحية الغرب، خاصة انها لا تمتلك اثار تاريخية قديمة كما تمتلك مصر، ولكنها تمتلك وادي عظيم يعتبر أحد أهم معالمها وطول هذا الوادي بالأمتار حوالي 12 كيلومتر أي 12.000 ألف متر، ويرجع تاريخه زمنياً كمستوطنة بشرية قديمة اكثر من 12.000 ألف سنة.
وهذا الوادي الواقع على أطراف أدهان مرزق ناحية الغرب يعد متحف طبيعي للفن الصخري لنقوش ما قبل التاريخ في فزان قبل التدوين بالكتابة، وعدد كبير من النقوش وجدت على ضفتي الوادي منحوته على صخوره تقول لمن يشاهدها ها نحن لقد كنا هنا يوماً، فهي تمثل معرض فني علي الهواء الطلق يجسد صوراً من الحياة القديمة لعصور ما قبل التاريخ، وجانباً من حياة السافانا الخصبة، حيث يعتبر من أقدم المتاحف على الهواء الطلق في العالم.
وتعتبر لوحة السنوريات المتصارعة من أروع وأجمل لوحات الوادي حيث أبدع فيها الرسام باستخدام تقنية جديدة في النحت والنقش، وهي تفريغ المحتوى بهذه الطريقة الجميلة، وكذلك استخدم طريقة الظلال بالنحت الغائر على أطراف النقش ما يوحي ويعطي بعد ثالث للصورة، عبقرية وإبداع وتقنية فنية لا مثيل لها.