عقدت إدارة مهرجان شرم الشيخ الدولي للمسرح الشبابي ندوة للاحتفاء بدولة العراق، كضيف شرف المهرجان فى دورته السابعة.
أدار الندوة الناقد باسم صادق، وتحدث فيها المخرج مازن الغرباوي رئيس ومؤسس المهرجان، د. جبار جودي نقيب الفنانين العراقيين، د. صميم حسب الله، د. حيدر منعثر.
واستهل الكلمة الافتتاحية للندوة الاحتفالية، الناقد باسم صادق موضحا أن مهرجان شرم الشيخ الدولي للمسرح الشبابي يحتفي في دورته السابعة بالعراق مشيرا إلى أهمية وتاريخ المسرح العراقي، وإلقاء الضوء عليه موضحا أن منصة الحديث تضم أسماء قوية ولامعة.
وأعرب المخرج مازن الغرباوي رئيس مهرجان شرم الشيخ الدولي للمسرح الشبابي عن سعادته باختيار دولة العراق كدولة ضيف شرف المهرجان فى دورته السابعة مؤكدا على علاقة البلدين الشقيقين ومد أواصر التعاون بينهما وكذلك لما للمسرح العراقي من أيادى بيضاء موضحا انه تم ابرام بروتوكول تعاون مع مهرجان شرم الشيخ ونقابة الفنانين العراقيين بقيادة د. جبار جودي منذ ثلاث سنوات وتكلل الأمر فى الدورة السابعة لتكون العراق دولة ضيف شرف المهرجان وذلك حتى يكون مهرجان شرم الشيخ منصه الأجيال الحالية لنتعرف علي تاريخ مسرح العراق ورموزه واختتم حديثه بتحية كل الفنانين من دولة العراق
فيما رحب د. جبار جودي نقيب الفنانين العراقيين بالحضور موضحا أن فكرة إقامة بروتكولات تعاون دولي بين نقابة الفنانين العراقيين واحد المهرجانات الدولية كان أحد الأشياء الهامة،التي تم الترسيخ لها منذ تأسيس نقابة الفنانين العراقيين فكان أول بروتوكول تعاون مع الهيئة العربية للمسرح، وكان البروتوكول الثاني مع مهرجان قرطاج، ثم البروتوكول الثالث مع مهرجان شرم الشيخ الدولي للمسرح الشبابي؛ وذلك ايمانا من نقابة الفنانين العراقيين بأهمية الانتشار الإقليمي والاطلاع على ما يقدم فى المسارح العربية الأخرى فحرصت النقابة أن يكون هناك عرضا من سوريا فتحاول نقابة الفنانين العراقيين التواصل مع مختلف البلدان، واختتم حديثه قائلا: دائما ابوابنا مفتوحه ؛ لتشجيع واستثمار كل المشاريع الفنية التي تصب في رفعت الفنون.
واستدعي المخرج مازن الغرباوي على المنصة كلا من الكاتب المسرحي على عبد النبي الزيدي والفنان جبار المشهدانى ليتحدثان عن المسرح العراقي.
وتحدث المخرج والممثل حيدر منعثر فى اطلاله سريعة على تاريخ المسرح العراقي وفي بداية حديثه قدم الشكر لإدارة مهرجان شرم الشيخ الدولي للمسرح الشبابي برئاسة المخرج مازن الغرباوي وتوفير هذا الفرصة للمشاركة فى مهرجان شرم الشيخ الدولي للمسرح الشبابي الذي له حضور فعال فى حركة المسرح العربي مشيرا إلى أن الاحتفاء بالمسرح العراقي فى هذا التوقيت خاص جدا ؛ وذلك لما تمر به دولة العراق والمجتمع العراقي من ظرف صعب ثم بدأ فى الحديث التاريخ المسرح العراقي الذي بدأ من الكنسية او بالتحديد من أحد الكنائس بمدينة الموصل التي كان بها قسا ترجم بعض النصوص وكان ذلك فى عام ١٨٨٠ م وبهذا تكون اول ظاهرة مسرحية بدأت فى العراق كانت من الموصل ولم تكن من بغداد العاصمة موضحا مرور المسرح العراقي بالعديد من الانتكاسات وصعوبات ونقطة التحول الخاصة بالمسرح العراقي بدأت بعد قدوم الفرق المسرحية المصرية فى بداية القرن العشرين وبالتحديد فرقة جورج ابيض وقد تأثر بها الكثير من محبي المسرح وعندما أسس كلية الفنون الجميلة والتي أسس بها الفنان حقي شلبي معهد التمثيل بكلية الفنون الجميلة. وكان اولي المراحل فى المسرح العراقي هي مرحلة التقليد والتأثر ثم اوفدت بعض الشخصيات لتلقي علوم المسرح ومنهم المخرج ابراهيم جلال والذي اتي بالمدرسة البرختية والفنان حقي شلبي والواقعية والفنان سامي عبد الحميد والذين حققوا تنوع داخل المسرح العراقي وذهبوا إلى معقل الأكاديمية ونقلوا ما تعلموه الي تلاميذهم واساتذتهم وعن نوعيات العروض ومراحلها بدأت بعروض تعبر عن المواطن العراقي والاحتلال واحلام الشعب العراقي وواقع المجتمع العراقي.
وأشار إلى المراحل الثلاث التي مر بها المسرح العراقي وتياراتها ومضامينها موضحا أن المسرحيين المبتعثين من الخارج جاءوا بأشكال تسند هذه المضامين فهناك مرحلة مسرح الصورة ومن أبرز تجارب المخرجين العراقيين بها تجارب المخرج صلاح القصب ثم جاءت مرحلة أخرى شائكة وهي مرحلة الحرب العراقية الإيرانية وهي ظروف صعبة وخلالها تم التوازن بين الشكل والمضمون
ثم تحدث عن جيل ما بعد الحرب والجيل المسرحي الجديد وضرب مثلا لعرض مخدة والذين يقدمونه مجموعة من الشباب فى الديوانية يذهبون لمنطقة جديدة ومختلفة والجيل الجديد من المسرحيين يقدمون أشكال مختلفة ويذهبون للحداثة فى عروضهم وهو يعد امتداد الأجيال السابقة فلكل جيل هويته موضحا أن الجيل الجديد متأثر بالحركة العالمية والسوشيال ميديا.
أوضح د. صميم حسب الله، خلال حديثه، أن المسرح العراقي مر بتحولات مختلفة وبه ثنائيات مشتركة على مر العقود ومنها ثنائية المسرح والهجرة .
وطرح د. صميم سؤالا هاما وهو إلي اى جيل ينتمي المسرح العراقي وموضحا مدى تأثر المسرح العراقي بالتغييرات السياسية والاجتماعية وتعاقب ذلك على الأجيال المختلفة للمسرح وانعكس ذلك على مضمون ما يقدمه المسرح العراقي ومرحلة الحروب الدولية والطائفية التي اثرت فى المسرح العراقي وهو ما أعطي انطباع عام بأن المسرح العراقي خشن وعنيف ومن هنا انتهت مرحلة التاثر وأصبح لدى المسرحيين العراقيين مسرحا يشبههم.
فيما تحدث الكاتب على عبد النبي الزيدي عن النص المسرحي العراقي موضحا مرور ١٥٠ عاما على المسرح العراقي مشيرا إلى بداية النص العراقي الذي بدأ بالترجمة ثم الاقتباس ثم الاعداد ثم النص المسرحي المحلي موضحا أن البدايات الحقيقة للنص المسرحي العراقي جاءت من الكاتب المسرحي يوسف العمد فقد نقل البطل العالمي من كونه بطل عالمي الي بطل شعبي وجاء بشخصيات موجوده فى الواقع والمجتمع العراقي وعدد بعض التجارب المسرحيين العراقيين فى هذا الصدد ومنهم الفنان والكاتب عادل كاظم وهو احد الدراميين المهمين فى التأليف المسرحي والدرامي ونور الدين فارس والفنان قاسم محمد والذي له تجربة مهمة فى فى مسرحة التراث والحكايات العراقية .
وانتقل للحديث عن جيل ما بعد الثمانينات والتسعينات والذي اتركز على كتابة نصوص محلية عراقية بامتياز ومنهم على سبيل المثال وليس الحصر فلاح شاكر، وعاطف نعيم ويوسف صقر وغيرهم وهو يعد جيل مختلف فى الكتابة من حيث الشكل والمضمون والذي تاثر وكما وصف الكاتب على عبد النبي الزيدي بزلازل مختلفة ومنها حرب ايران والعراق والتي كانت ماثلة فى نصوص المسرحية العراقية او نصوص مابعد ١٩٩٠ م او كما يطلق عليها " دستوبيا الحرب " ثم حرب الكويت والعراق والتي احدثت زلزلا كبيرا وتغير فى كتاب المسرح العراقي وانقلاب الكثير من الموازين والقيم وجميعها أسئلة تواجدت فى النص العراقي، والكارثة الكبرى وهو الحصار الاقتصادي الذي امتد ١٣ عاما وكثير من الكتاب كتبوا عن هذه التيمة وعكسوا أثرها.
تحدث الفنان والمخرج جبار المشهدانى عن العروض المسرحية والجمهور موضحا وجود حالة من حالات الشبابية فى كل اجيال المسرح العراقي بداية من جيل الرواد، وضرب مثالا بمهرجان شرم الشيخ الذي وصفه بأنه حالة من متواجدة فى كل مكان بالعراق.
وأوضح أن الجمهور العراقي هو جمهور مسرحي من الدرجة الأولى ومحب للمسرح ويواكب ويتابع المسرح ونادي بضرورة أن تلعب نقابة الفنانين العراقيين دورا فى إعادة الجمهور العراقي مرة أخرى إلى المسرح على أن يطبق ذلك فى جميع الدول العربية وضرورة إقامة محور يخصص للجمهور.