«مارتن عيد» الشاب صاحب الـ ١٨ ربيعا، عينيه على الدنيا ليجد نفسه في أسرة بسيطة الحال، الأمر الذي دفعه لارتداء ثوب الرجال منذ نعومة أظافره، لمساعدة أسرته محدودة الدخل على ظروف الحياة القاسية، بعدما حصل على فرصة عمل كسائق على مركبة «توكتوك»، فكان يجوب الشوارع والميادين بحثا عن لقمة العيش الحلال، أملًا في توفير بضعة جنيهات يعود بها لعائلته في المساء محملا بـ«بشاير الخير»، إلا أن أحلام الشاب تبخرت واصطدمت بطمع وجشع « شيطان في صورة بشر» يعمل سائق علي توك توك آخر في ذات المنطقة الكائنة بروض الفرج بالقاهرة، والذي قام بذبح المجني عليه قبل ساعات من حفل خطوبته عقب قيام المتهم بسرقة لعبة من داخل توك توك الضحية.
كواليس الجريمة المأساوية كما سردها «عيد» والد الضحية لـ « البوابة نيوز» راح ضحيتها شاب كتب عليه القدر أن يتحمل ما لا يستطيع تحمله رجل في الأربعين من عمره، قبل أن يتخطى عمره الخمسة عشر عامًا، حيث قرر في ذلك الوقت دخول معترك الحياة مبكرًا لمساعدتنا في تربية إخوته الصغار من أجل تدبير متطلباتهم، وظل بعدها يبحث عن فرصة مناسبة له كطفل «حديث سن»، فلم يجد، حتى اقترح عليه أحد زملائه أن يعمل معه سائقًا على مركبة «توكتوك»، فوافق نظرًا لظروفه الصعبة، فكان يخرج صباح كل يوم ثم يعود في تمام الساعة العاشرة مساء، محملا ببعض الجنيهات والطعام والحلويات لأشقائه الصغار، وكانت الأمور تجري طبيعة ولم يخطر ببال أحد أن يتعرض « مارتن» لمثل هذا الحادث، فالجميع هنا أقباط ومسلمين يحبون «مارتن» نظرا لمواقفه الرجولية التي شهد له بها جميع قاطني المنطقة».
وأضاف والد الضحية:« يوم الواقعة أخبرني أحد أصدقاء نجلي عبر الهاتف أن مارتن تعرض للذبح والطعن وتم نقله لأحد المستشفيات، وعلى الفور انتقلنا إلى المستشفى، وهناك تلقيت خبر وفاة «مارتن»، ولما سألت عن سبب الحادث أخبرني أحد الشباب أن هناك شابا شهرته « عقباوي» سرق لعبة إلكترونية كان يضعها الضحية في التوك توك الذي يعمل عليه « لعبة الطاقة» ثمنها ١٥٠ جنيها ثم لاذ بالفرار ، فهرع نجلي سريعًا حتي يعيدها له ولكنه رفض أن يعطيها له، مستطردا:« المتهم وابني مش صحاب ولا بينهم كلام هم فقط يعرفون بعضهم البعض لكونهم سائقي تكاتك».
وأوضح والد « مارتن» : « المتهم مشهور عنه البلطجة، بينما نجلي نحيف الجسد، توجه إليه محدثاً إياه «رجع لي لعبتي»، لكنه أخرج سلاح أبيض من طيات ملابسه وسدد لابني طعنات متفرقة في الجسد، وقام بذبحه من الرقبة، ثم فر هاربًا في توك توك».
وناشد والد الضحية المستشار حمادة الصاوي، النائب العام، بالوقوف إلى جواره، حتى يسترد حق نجله الذي قُتَل غدرًا، أمام أولاد، مختتما بقوله: «مارتن اتقتل يوم خطوبته.. كان رايح يخطب، عايزين حقه ولن يريح قلبي سوى إعدام المتهم».