عادت صناعة الفخار في السودان، للانتعاش مجددا إلى الزيادة الملحوظة في الطلب على المنتجات الفخارية بسبب الاعتقاد الواسع بأن الزير، وهو إناء فخاري يستخدم لحفظ مياه الشرب ويصنع من طين البحر المحروق يعتبر أكثر قدرة على تنقية مياه الشرب من أجهزة الحفظ الكهربائية إضافة إلى ارتفاع الوعي البيئي الذي أدى إلى زيادة استخدام الأواني الفخارية كقصايص لزراعة الزهور والأشجار الصغيرة في البيوت باعتبارها أكثر أـمانا من الناحية البيئية والصحية والجمالية من القصايص البلاستيكية والمعدنية.
وتقول خبيرة البيئة حنان مدثر، إن استخدام الأواني الفخارية أمر له مردود إيجابي من الناحية البيئية رغم الأضرار التي قد تنجم خلال عملية تصنيع تلك الأواني والقطع، مشيرة إلي أن استخدام القطع الفخارية يحافظ على درجة حرارة التربة والرطوبة ويتيح النفاذية للأكسجين وهي توفر أيضا وسط آمن لمنع تسرب المدخلات الضارة.
وفي ظل تزايد معدلات تلوث مياه الشرب في المدن السودانية خلال الفترة الأخيرة عاد الاهتمام بالزير مجددا وسط اعتقاد واسع بأن حفظ مياه الشرب فيه تكون أكثر أمانا من حفظها في المبردات والثلاجات الكهربائية، وتشير دراسات إلى أن الزير أكثر قدرة على تنقية الشوائب والبكتريا ومعالجة الأملاح والعناصر الغريبة الموجودة في المياه والتي تؤثر بشكل مباشر على صحة الإنسان.