الجمعة 22 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

البوابة القبطية

مجمع المنيا الإنجيلي : التشكيك في قُدسيَّةِ الزواجٍ مرفوض

القَسّ عصام عطيّة
القَسّ عصام عطيّة
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

أصدر مجمع مشيخة المنيا الإنجيلي، اليوم السبت ، رسالة إلي شعب الكنائس الإنجيلية بناءً على توصيته التي جاءت في انعقاده  الماضي بمقر المجمع ، لما اثار من تصريحات مصدر كنسي تسئ للزواج خارج اطار الكنيسة القبطية الأرثوذكسية .

جاء نص الرسالة كالآتي :  لمَّا كان هُناك كثيرٌ مِن اللَّغَطِ المُثَارِ، والتُّهمِ الَّتي كِيلَتْ لنا جميعًا مؤخرًا -خُدَّامًا ومخدومين- بما يشوِّه وينال مِن قُدسيَّة زواجنا، وزواج ابنائنا في كنيستناالإنجيليَّة، ولمَّا كانت هذه التُّهم والسَّخافات -وهي مُثبتة ومُوثقة على مَن قالها، ومَن ادَّعَاها- مِمَّا يُعطينا وغيرنا الحَقَّ في أن نسلك مسلكًا قانونيًا مشروعًا، إذ أنها قد وَصَلت حدَّ السَّب والقذف وخدش حياء الأُسْرة، إلّا أنَّنا قد آثرنا على أنفسنا للرَمَقِ الأخير، أن نسير وِفق مبادئ ربنا يسوع المسيح، الَّذي علَّمنا المحبَّة والغُفران والترفُّق؛ مُحتفظين بحقِّنا في اعتذارٍ رسميٍّ يليقُ وبشاعة ما نالنا من خطاب الكراهية سالف الذِكر.

شعب كنائسنا الغالي،

كانت الكنيسة وستظل إلى الأبد، ليست هي تلك المباني الشاهقة، أو العقائد الرصينة، أو المُمَارسات والطقوس فحسب، بل هي جسد المسيح نفسه على الأرض. المسيح الذي رَحَّبَ بالكُلِّ، ومَات لأجلِ الكُلِّ،وأرسَل كلَّ مَن يؤمن به ليَحمل رسالته للعَالمِ أجمَع،دون إقصاءٍ، أو تَحيُزٍ، أو ضيقِ أُفِقٍ. المسيحُ الَّذي يُقدِّسُ كُلَّ مُمَارسات الكنيسة، والَّذي على اسمهِ تُمَارَسُ كُلَّ شعائِرٍ وعهودٍ يُجريها القَسّ المُرتَسم -خادمًا- بكُلِّ خوفٍ ووقارٍ أمام اللهِ والكنيسةِ.

المسيحُ الَّذي يُقدِّسُ الزواجَ، ذاك الزواج الَّذي يتعهد العرُوسَان بالتزاماتهِ الروحيَّةِ والكتابيَّةِ بخوفِ الله وأمامه. فالزواج يكون في المسيحِ وفي اسمهِ القدُّوسِ،زواجًا مُقدَّسًا، لا يقبل الشَّك أو الرِيبة. وليس لآخر -كائنًا مَن كان- أن يضع ختم قداسةٍ آخر على ما قد قدَّسهُ الرَّبُّ يسوع المسيح، الَّذي له وحده فقط الحقَّ أن يُقدِّس؛ بل إنَّ التشكيك في قُدسيَّةِ زواجٍ أُسِّسَ على اسمِ المسيحِ، وبكلمتهِ، وفي حضورهِ، لهو تشكيك في مؤسِّس الزواج ومُقَدِّسه -حاشا-.

لِذا وبكُلِّ الحُبِّ والتقدير للجميع، حتَّى وإنْ كان منهم نَفرٌ قليلٌ لا يقبل الآخر، ويصل في رفضه هذا حد تكفيره أو التشكيك في قُدسيَّةِ حياته، بل وفي وجوده مِن الأساسِ؛ نُعلِنُ استياءنا، ورفضنا الشَّديد -شكلاً وموضوعًا- لِمَا أُثير من هذا القبيل، الَّذي -وبهذا التَّوجه- لن يُثمِر إلا عن شيءٍ واحدٍ، ألا وهو تمزيق جسد المسيحِ الغالي، الَّذي افتداه بدَمهِ، والَّذي لا يستطيع أحدٌ -كائنًا من كان- أن يقصر هذا الجسد (الكنيسة) حصريًا عليه وحده، فالمسيح أكبر من أن يكون فكرةً، وأكبر من أن يكون مذهبًا، أو طائفةً، أو طقوسًا رسمها البشر.

كان المسيحُ -وما زال- مفتوح القلبِ لِلكُلِّ، ومُرحِّبًا بالكُلِّ. ونحن مِن مُنطلق إيماننا بإلهنا الواحد، الآب الَّذي خلقنا بقصده الأزليّ لنكون أبناء الله، وإيماننا الثابت بإلوهيَّة سيدنا ومخلصنا يسوع المسيح، وإيماننا بسُلطان الروح القُدس في كنيسته، الَّذي يُهيئ الكنيسة ويُشكِّلها طيلة تاريخها لتكون عروسًا لا عيب فيها ولا غضن، وإيماننا بالكتابِ المُقدَّسِ (كلمة وأنفاس الله) الَّذي هو دستورنا الوحيد للإيمان والأعمال، والوحيد الذي يحكم ويضبط سلوكنا،وحياتنا، ومُمارساتنا، وطقوسنا، وإن كُنَّا نُعلن رفضنا لكُلِّ ما قيل -مِن قِلَّةٍ- لكننا في اللحظة ذاتها نُعلن حُبَّنا وتقديرنا لعملِ اللهِ في الجميع، مؤكدين محبَّة سيدنا، التي تأسر قلوبنا وتشجعنا على وحدة كنيسة المسيحِ، مُجتهدين أن نحفظ وحدانيَّة الرُّوح برباط السَّلام، جسدٌ واحدٌ، وروحٌ واحدٌ.. رَّبٌّ واحدٌ، إيمانٌواحدٌ، معموديَّةٌ واحدةٌ. (أف٤: ٣- ٥).

هذا وحِرصًا مِنَّا على الإيضاح والإفهام -لمَن أراد الفَهم- سنُعلِنُ تِباعًا عن لقاءات تعليميَّة، لتوضيح الفَهم الكِتابيّ المُصْلَح للزَواجِ، ونُرحب بالجميع حضورًا ومُشاركةً، في إطار شركة الجسد الواحد والمحبَّة الأخويَّة.

المنيا، في  26  نوفمبر 2022.

         القَسّ مينا مرقس                                                 القَسّ عصام عطيّة

 

سكرتير مجمع مشيخة المنيا الإنجيليّ                                       رئيس مجمع مشيخة المنيا الإنجيليّ