في الثامن من أكتوبر الماضي، تعطلت القطارات في الممكلة المتحدة جراء إضراب نقابات السكك الحديدية التي طالبت حينها بزيادة الأجور في ظلّ التضخم القياسي الذي تعانيه بريطانيا، بيد أن أن ما لبث أن أحدث فوضى في مواعيد الرحلات حتى بعد مرور أسبوعين على إلغاء الإضرابات في الثامن من نوفمبر الجاري.
وصارت أزمة الوقود والطاقة والتضخم، تهدد دول أوروبا والعالم أجمع خلال الفترة الأخيرة، وهو ما أدى إلى إقدام عمال السكك الحديدية على الإضراب في بريطانيا.
ودعا الاتحاد الوطني لعمال السكك الحديدية والبحرية والنقل، إلى إضراب تام بداية من 13 ديسمبر إلى 7 يناير، وهو ما أثار غضب المواطنين الذين يحتاجون إلى تيسير مروري كي يذهبوا لقضاء الأعطال مع أهاليهم الموجودين في مدن أخرى أو مناطق تحتاج لوسائل النقل والمواصلات.
وذكرت صحيفة ديلي ميل البريطانية، إن الفترة التي ستشهد إضرابا عاما أثناء الكريسماس ستتوازى مع مرحلة نهائي كأس العالم، وهو ما سيؤدي إلى عرقلة مشاهدة مثل هذا الحدث الدولي المهم، الذي قد يشهد وجود المنتخب الإنجليزي نفسه.
وشهدت بريطانيا مظاهرات واسعة؛ للمطالبة بالتوقف عن استخدام النفط وجميع المواد الملوثة للبيئة، والتي واجهت غضبا شعبيا، حيث إنه لأول مرة تشهد مظاهرة هجومًا وشدًا وجذبًا من قبل المواطنين الرافضين لتعطيل الحياة اليومية.
كاتبة بريطانية توجه انتقادات حادة لوزير النقل
ووسط انتقادات حادة من البريطانيون لخدمات السكك الحديدية، ألقت «هيلين بيد» الكاتبة البريطانية في صحيفة الجارديان باللوم على وزير الدولة الجديد للنقل، مارك هاربر، موجهة له عدة تساؤلات رأت أنها مشروعة في ظل الأزمة، على رأسها: هل دفع 369.40 يورو لحجز تذكرة بشركة أفانتي الساحل الغربي – وهي شركة تعمل في مجال خدمات النقل بالقطارات- يبدو سعرًا منطقيا لرحلة تستغرق بالكاد ساعتين؟ هل توافرت التذاكر قبل ميعاد الرحلة فقط بيوم أو يومين، مع بيع جميع شرائح التذاكر الأرخص بشكل غامض؟.
وتستمر الكاتبة البريطانية في عرض تساؤلاتها، قائلة: هل العثور على مقعد فقط يعد شيئا نفيسا بقطار مزدحم؟، وإلى الوزير هل كان عليك التبول في وعاء «برينجلز» لأنك لم تستطع الوصول إلى المرحاض بفعل الزحام؟ ماذا عن خدمات واي فاي؟ وماكينات التذاكر التي لا تقبل البطاقات؟ هل استلقيت مستيقظا قلقا بشأن كل ذلك؟، أم انتهى بك الأمر بأنك ستستيقظ في الساعة 5 صباحا وتقود سيارتك؟.
وانتقدت خطاب وزير النقل في بلادها والذي استمر خمس دقائق، وعد فيها «هاربر» بإحضار قطارات «إتش إس 2» إلى مانشستر وبناء سكك حديدية شمالية عبر بينينز، لا سيما بعد الوعود المتعلقة بـ (أنفاق جديدة، ومحطة في برادفورد)، لكنه لم يشر إلى الحالة الرهيبة لوسائل النقل العام خارج لندن على حد تعبيرها.
الكاتبة البريطانية أوضحت أيضا أن وزير النقل أغفل حالة البؤس الشديدة التي انتابت المواطنين جراء توقف أحوالهم وأشغالهم بعد فوضى القطارات.
وفي نهاية مقالها، قالت أن المواطنين يعانون تأخر يومي على أشغالهم لا سيما الطلاب في المراحل التعليمية معبرة عن ذلك بقولها «الوظائف المفقودة، والتعليم المفقود، والعطلات المدمرة، والصحة العقلية لللمواطنين محطمة بسبب عدم قدرتهم على معرفة ما إذا كانوا سيصلون إلى وجهتهم في الوقت المحدد أم لا».
وأخيرا ذيّلت مقالها برسالة إلى وزير النقل هاربر على لسان كريس أوغليسبي، رئيس مجلس إدارة مانشستر للأعمال، قال فيها: إن الموظفين في شركة محاسبة يقلصون جميع الرحلات إلى الشمال الغربي وألغوا مؤخرا مؤتمرا للعملاء لأكثر من 120 شركة في مانشستر بسبب شركة أفانتي لخدمات النقل".
