مع تزايد الأعداد المصابة بين الأطفال بـ«الفيروس المخلوى» الذى انتشر خلال الايام القليلة الماضية، وهو ما دعا وزارة الصحة لعقد مؤتمر صحفى لشرح أبعاد الفيروس وطرق علاجه، حيث يعد الفيروس المخلوى المتواجد منذ عشرات السنين، والذى تم اكتشافه منذ عام 1956، وهو أحد الفيروسات التي تصيب الجهاز التنفسي.
قال الدكتور خالد عبدالغفار، وزير الصحة والسكان إن الفيروس المخلوي، هو فيروس ذو أعراض تنفسية يزداد انتشاره مع بدء فصل الشتاء، مؤكدًا أن الأطفال الأقل من عمر ٦ أشهر وحتى عامين، هم الفئة الأكثر عرضة للإصابة بأعراض هذا الفيروس؛ مضيفا أن الفيروس المخلوي لم يكن بهذا الانتشار خلال العامين الماضيين، بسبب الإجراءات الاحترازية التي اتبعتها الأسر أثناء جائحة كورونا.
وأشار "عبدالغفار" إلى أن فترة حضانة المرض تتراوح من ٤ إلى ٦ أيام، وقد تصل إلى أسبوعين، ثم تظهر الأعراض على المريض، موضحا أن الفيروس يعيش على الأسطح لمدة ساعات، منوها إلى أن الأطفال حديثي الولادة، الأقل من ٦ أشهر والأطفال الذين يعانون من أمراض أو أمراض مناعية، هم الأكثر تعرضًا لشدة الأعراض، بينما تستمر الأعراض المرضية مع الأطفال بداية من عامين وحتى ٥ أعوام، من أسبوع إلى أسبوعين.
وأضاف الوزير، أن فترة التعافى من الفيروس من أسبوع إلى أسبوعين، مؤكدا أن الأطفال الأقل من عامين، هم الفئة الأكثر شيوعًا في معدلات الإصابة، حيث تم إجراء مسوحات بالأقسام الداخلية بـ ٢١ مستشفى للأطفال، كما أنه وفقا للتسلسل الجيني، واختبارات الـ"بي سي آر" وجد أن معظم حالات الأعراض التنفسية تنتمي لهذا الفيروس.
فترة حضانة المرض قد تصل إلى أسبوعين و١٦١١ طفلا مصابا
وأكد "عبدالغفار"، أن الوضع الوبائي لفيروس التنفسي المخلوي لا يدعو للقلق، مشيرا الي تشخيص ١٦١١ حالة حتى الآن ، مضيفا ان هناك فئات تتأثر بشكل كبير بالإصابة بالفيروس التنفسي المخلوي، مثل الأطفال الذين يعانون من الحساسية والربو، موضحا أعلى نسبة إصابات بين الأطفال المصابين بالفيروس التنفسي موجودة في مستشفى أبوالريش، وهو أمر معتاد في مثل هذا الوقت من العام.
وقال الوزير، إن أعراض الإصابة بالأمراض التنفسية عند الأطفال تشبه أعراض البرد وتتمثل في صعوبة في التنفس، حمى، رشح، قيء، احتقان بالحلق، وأعراضه، ارتفاع درجة الحرارة والعطس وضيق التنفس، مشددًا أنه يجب زيارة الطبيب المختص عند ظهور أي من تلك الأعراض على الطفل لتلقي الرعاية والعلاج المناسبين.
الوضع الوبائى فى مصر مستقر ولدينا منظوم ترصد وبائية بـ٢٧ منشأة
وأكد وزير الصحة، امتلاك الوزارة، منظومة ترصد وبائية قوية للأمراض المعدية، في ٢٧ منشأة، موضحًا أنه منذ عام ٢٠٢٠ تم رصد عدد من الحالات البسيطة التي تم تشخيصها ثم اختفى المرض، وفي أكتوبر ونوفمبر ٢٠٢٢ بدأ رصد الهجمة الموسمية لهذا الفيروس، مشيرًا إلى أن الأعراض المرضية للفيروس بسيطة إلى متوسطة لكن نسب انتشاره عالية.
وقال الوزير، إنه لا يوجد مضاد حيوي لعلاج هذا المرض لأنه «فيروسي» وليس «بكتيري»، ولا يوجد لقاح له حتى الآن، بسبب التغير الدوري في بروتينات الفيروس، لكن هناك علاج يتم إعطاؤه للأطفال في سن صغير، مؤكدًا أن أهم طرق علاج الأعراض البسيطة هي الراحة المنزلية، واستخدام مخفضات الحرارة بإرشادات الطبيب، محذرًا من الاستخدام الخاطىء للمضادات الحيوية في مثل هذه الحالات المرضية.
وشدد "عبدالغفار" على أنه في حال ملاحظة صعوبة في التنفس أو أي أعراض طفلك يجب التوجه به إلى المستشفى على الفور، وفي حالة تأكد إصابة طفلك بالفيروس يجب منع اختلاطه مع أطفال آخرين في المنزل أو الحضانة لحمايتهم من الإصابة بالعدوى.
ووجه الوزير عددًا من النصائح لأولياء الأمور لحماية أطفالهم من الإصابة بالفيروسات التنفسية خلال فصل الشتاء، أهمها غسيل اليدين باستمرار، والتنظيف المستمر للأسطح، وتهوية الغرف بشكل جيد، وعدم تقبيل الأطفال في مثل هذه الأوقات، هذا بالاضافة الى تعزيز مناعة الأطفال وذلك بكثرة شرب السوائل وتناول الأغذية التي ترفع المناعة، وتناول الفواكه التي تحتوي على فيتامين «سي».
“الطب الوقائى” : 73% من الأطفال مصابون بالفيروس التنفسى المخلوى والبقية ما بين الإنفلونزا والفيروس الغدى
بينما أكد الدكتور عمرو قنديل، رئيس قطاع الطب الوقائى بوزارة الصحة والسكان، أنه لا يوجد طفل أقل من سنتين في أمان تام من الإصابة، بهذا الفيروس، موضحا أنه في فترة كورونا انخفضت نسب الإصابة بالفيروس لـ ١٦٪ بسبب الإجراءات الاحترازية قائلا: «إننا لسنا بصدد وباء أو جائحة جديدة فلا داعي للقلق»، مؤكدا أن الفيروس المخلوي يشبه دور البرد العادي، فهو فيروس متواجد منذ ٦٠ عامًا ولم تسع أي مؤسسة عالمية لإنتاج لقاح له.
ووفق مسحة أجراها قطاع الطب الوقائي على عدد كبير من الأطفال المصابين بالأعراض التنفسية، تبين أن ٧٣٪ من الأطفال مصابون بالفيروس التنفسي المخلوي، والبقية ما بين الإنفلونزا والفيروس الغدي، وهو من أخف أنواع الفيروسات في أعراضه؛ لافتًا إلى أن الفيروس المخلوي التنفسي ينشط في فترات الخريف وهو فيروس قديم. وأضاف قنديل أن ٩٥٪ من الأطفال يصابون بالفيروس المخلوي التنفسي أقل من ٣ سنوات، خصوصًا من ذوي المناعة الضعيفة، والذين ولدوا قبل ٣٣ أسبوعا، مشيرًا إلى أن هذا الفيروس يظل في جسم المريض ٥ أيام.
“حسام حسنى”: لا توجد أبحاث علمية تربط بين كورونا والفيروس المخلوي
وكشف الدكتور حسام حسنى، أستاذ الأمراض الصدرية ورئيس اللجنة العلمية لمكافحة كورونا، أنه لا توجد أي أبحاث علمية تفيد بالربط بين لقاح كورونا وظهور الفيروس المخلوي التنفسي، مشددا على أهمية الوعي الأسري بالتعامل مع الأمراض الفيروسية، خاصة للفئات الأكثر عرضة للإصابة، والحفاظ على الإجراءات الاحترازية، محذرين من استخدام المضادات الحيوية و«حقنة البرد القاتلة» التي يلجأ إليها المواطنون داخل الصيدليات دون طبيب مختص.
وأكد "حسنى"، أن أعراضه نفس أعراض الإنفلونزا، وللتأكد من أنه ليس إصابة بكورونا يمكن للشخص إجراء مسحة لإثبات ما إذا كانت الإصابة بفيروس كورونا أو الفيروس المخلوي.
“جيهان العسال”: الإصابة بالفيروس المخلوى خلال فصل الشتاء أمر طبيعى
بينما كشفت الدكتورة جيهان العسال، أستاذ أمراض الصدر بجامعة عين شمس وعضو اللجنة العلمية لمكافحة كورونا، إن الأصابة بهذا الفيروس خلال فترة الشتاء هو أمر طبيعى؛ لأنها فترة انتشار الفيروسات، ولكن سرعة انتشاره بصورة كبيرة هو ما يستلزم معه توخى الحذر واتخاذ الاجراءات الاحترازية بشكل افضل، لافتة إلى أنه على أي طفل مُصاب بهذا الفيروس عدم الذهاب للمدرسة لأنه سيتسبب في عدوى زملائه.
وطالبت الأسرة بعزل أي شخص أو طفل تظهر لديه أعراض الإصابة؛ من أجل الحفاظ على صحة الآخرين، مشيرة إلى أن هذا الفيروس لا يوجد له تطعيم مثل الإنفلونزا؛ ويتم مواجهته بالإجراءات الاحترازية.
“حسام عبدالغفار”: الوضع الوبائى فى مصر مستقر
فيما أوضح الدكتور حسام عبدالغفار، المتحدث الرسمي باسم وزارة الصحة، أن الوضع الوبائي فى مصر مازال مستقرا، ولكن في بداية جائحة كورونا كان منهج العالم مبنيا على استراتيجية صفر إصابة، إلا أنه ومع مرور الوقت بات هناك استراتيجيتان مختلفتان لمواجهة الفيروس، إحداها تتبعها الصين وهي صفر إصابات، أما عن باقي دول العالم فلا تتعامل مع صفر إصابات، بينما نتعامل مع صفر وفيات وصفر احتياج لدخول المستشفيات.
وأضاف المتحدث الرسمي، أنه مازالت الصين تتعامل بنفس المنهجية، والوضع الوبائي المصري مستقر، ومعدلات دخول المستشفيات في أقل نسب لها، وهناك أقسام بمستشفيات كثيرة عدد المصابين فيها صفر، ومعدلات الوفيات حتى الآن في أقل معدلاتها منذ بدء الجائحة.
فيما أوضح الدكتور حسام عبدالغفار، المتحدث الرسمي باسم وزارة الصحة، أن الوضع الوبائي فى مصر مازال مستقرا، ولكن في بداية جائحة كورونا كان منهج العالم مبنيا على استراتيجية صفر إصابة، إلا أنه ومع مرور الوقت بات هناك استراتيجيتان مختلفتان لمواجهة الفيروس، إحداها تتبعها الصين وهي صفر إصابات، أما عن باقي دول العالم فلا تتعامل مع صفر إصابات، بينما نتعامل مع صفر وفيات وصفر احتياج لدخول المستشفيات.
وأضاف المتحدث الرسمي، أنه مازالت الصين تتعامل بنفس المنهجية، والوضع الوبائي المصري مستقر، ومعدلات دخول المستشفيات في أقل نسب لها، وهناك أقسام بمستشفيات كثيرة عدد المصابين فيها صفر، ومعدلات الوفيات حتى الآن في أقل معدلاتها منذ بدء الجائحة.
“أمجد الحداد”: ٩٠٪ من الإصابات بلا مضاعفات ونعانى من 4 فيروسات تنفسية
قال الدكتور أمجد الحداد استشاري الحساسية والمناعة، فى تصريحات لـ«البوابة»، إن الإجراءات الاحترازية خلال العامين الماضيين قللت الإصابة بالإنفلونزا والفيروسات التنفسية مثل الفيروس المخلوي، مشيرا إلى أن حدة انتشاره زادت هذا العام بسبب عدم تطبيق الإجراءات الاحترازية وإجراءات النظافة الشخصية.
وأضاف "الحداد"، أنه يوجد لدينا أكثر من فيروس تنفسي مثل البرد والإنفلونزا والفيروس المخلوي وكورونا، ونعاني من ٤ فيروسات تنفسية، أكثرهم انتشار الفيروس المخلوي، موضحًا أن الفيروس المخلوي تكون خطورته أكبر لدى الأطفال وبخاصة لمن تقل أعمارهم سنتين، لأن إفرازاته تصل إلى القصيبات الهوائية بسهولة، حيث إنه يسمى بفيروس الشعيبات أو القصيبات الهوائية، حيث يسبب التهاب شعبي في الشعيبات الهوائية.
وتابع استشاري الحساسية والمناعة، تفاجأ الأم بأن رضيعها لديه صعوبة في التنفس وتعتقد الأم أن رضيعها مصاب بالربو، ولكن في السن الكبير فإن أعراض الفيروس المخلوي تماثل أعراض الفيروسات التنفسية العادية الأخرى مثل الزكام والاحتقان.
وأشار "الحداد" إلى أن ٩٠٪ من إصابات الفيروس المخلوي لا مضاعفات لها، ولكن نسبة بسيطة قد يكون لها مضاعفات تصل إلى الالتهاب الرئوي، موضحًا ان الفيروس المخلوي عدوى وليس وباء، موضحًا أنه لا بد ألا نُقبل الرضع وأن نحفظه بعيدا عن الضيوف في أول سنتين.
وشدد على أنه لا يوجد أي دور تلعبه المضادات الحيوية في علاج البرد أو الفيروسات التنفسية الأخرى، لأن الفيروسات التنفسية لا تعالج بالمضادات الحيوية، ولكن يتم الحصول على المضادات الحيوية فقط، إذا كان هناك شك بأن الشخص مصاب بعدوى مشتركة بكتيرية.
وأكد أن مصر كلها حصلت على مضادات حيوية كثيرة في فترة كورونا دون داع، ومعظم العدوى الفيروسية لا تحتاج إلى مضادات حيوية، إلا تحت إشراف طبي إذا شكّ الطبيب أن هناك عدوى مشتركة فيروسية بكتيرية.
طفل واحد يعدي الفصل كله
وحذرت منظمة الصحة العالمية من انتشار هائل للفيروس التنفسي المخلوي، حيث تكمن خطورته في قدرته على التسبب في إصابات كثيرة في فصل الشتاء.
وأضاف تقرير لـ«الصحة العالمية» أن الفيروس المخلوي التنفسي يعتبر فيروسا شديد العدوى وغالبا ما يتسبب في التهابات في الجهاز التنفسي عند الأطفال والكبار، مؤكدا أن خبراء الصحة أكدوا أن الفيروس المخلوي التنفسي ينتشر في الفترة بين نوفمبر وحتى شهر مارس، وتستمر الإصابة لمدة أسبوعين وفي بعض الحالات الحادة يضطر المصاب إلى الذهاب للمستشفى.
“شادى زلطة”: امتحان موحد للطلاب المتغيبين
بينما كشف شادي زلطة، المتحدث باسم وزارة التربية والتعليم، أن الدكتور رضا حجازي، وزير التربية والتعليم شدد على الالتزام بالتوجيهات الخاصة بالإجراءات المتعلقة بالطلاب المصابين بالفيروس المخلوي أو الأنفلونزا، وتغيبوا عن الدراسة أو امتحانات شهر نوفمبر.
وأكد "زلطة"، أن الطالب الذي يتغيب لأسباب مرضية عليه إحضار خطاب من الطبيب أو المستشفى التي كانت تتابع حالته تفيد إصابته، أو تماثله للشفاء ليتم حذف الأيام التى تغيبها الطالب.
وأوضح أن الطلاب الذين سيتغيبون عن امتحانات شهر نوفمبر لأسباب مرضية، ستعد المدرسة امتحانا موحدًا لهم تحدد موعده وستعلنهم به، مشيرا إلى أن موجه المادة بالإدارة التعليمية هو من سيضع الأسئلة.
وأضاف أن هناك طبيبا متواجدا بصفة مستمرة في المدارس للكشف على الطلاب الذين يشعرون بحالة إعياء لعزلهم في غرفة الطبيب وأجراء الكشف الطبي عليهم وإبلاغ ولي أمره لاستلامه.
“مجلس النواب”اجتماع طارئ للجنة الأزمات
وتقدم عدد من أعضاء مجلس النواب، بطلبات إحاطة، وأسئلة برلمانية، لمواجهة تلك الأزمة، خاصة أن الفيروس سريع الانتشار، متسائلين عن الإجراءات التي اتخذتها وزارة الصحة تجاه مسح وحصر الإصابات بين الأطفال، خصوصًا في تجمعات الحضانات والمدارس، مطالبين بعقد اجتماع طارئ للجنة الأزمات للنظر في عودة الكمامات مرة أخرى، والمسافات الآمنة والتباعد كي نتغلب على هذا الفيروس ونحد من انتشاره.
وتقدم النائب أحمد مهني، عضو مجلس النواب، بسؤال إلى وزير الصحة والسكان، بشأن تزايد أعداد الإصابات بنزلات البرد الشديدة بين طلاب المدارس، خصوصا في المرحلة الابتدائية وما قبلها، متسائلا إن كان هناك تطعيمات معينة للحد من تزايد أعداد المصابين، مضيفًا: «هناك حالات اشتد عليها المرض وأثر بشكل كبير على الجهاز التنفسي، مما أدى في بعض الأحيان لدخول المستشفيات».
بينما طالب النائب محمود قاسم عضو مجلس النواب، بالاسراع فى مواجهة ما يسمى بـ«الحقنة السحرية» للوقاية من أعراض الاصابة بالفيروس المخلوى، مشيرًا الى خطورة انتشار هذه الظاهرة الصحية الخطيرة.
وتساءل «قاسم» في طلب احاطة قدمه للمستشار الدكتور حنفى جبالى رئيس مجلس النواب، لتوجيهه إلى الدكتور خالد عبدالغفار وزير الصحة والسكان قائلًا: «أين ما يسمى بالتفتيش الصيدلي؟ ولماذا لاتتدخل وزارة الصحة والسكان خاصة أن متحدثها الدكتور حسام عبدالغفار حذر من تناول ما يسمى بـ(الحقنة السحرية) للوقاية من أعراض الإصابة بالفيروس المخولي بل أكد أن حقنة البرد السحرية المنتشرة حاليًا تتضمن تركيبة غير مضمون تأثيرها على جسم الإنسان».