نشرت بوليتيكو أن مئات الطائرات المسيرة صينية الصنع باتت تشاهد بكثافة خلال الأشهر الأخيرة، وهي تحلق في مناطق حظر الطيران بواشنطن.
وكتبت بوليتيكو أن السلطات والأجهزة الأمنية الأمريكية تخشى من أن تصبح هذه الأجهزة وسيلة جديدة من وسائل التجسس الأجنبي.
طائرات الهواة المسيرة DJI لديها قيود برمجية تمنعها من التحليق فوق المنشآت الحكومية في العاصمة الأمريكية، مثل البيت الأبيض والكابيتول والبنتاجون. لكن الواقع يظهر أن المستخدمين بأمكانهم بسهولة التحايل على هذه المحظورات.
تلفت بوليتيكو الانتباه إلى أن هذه المسألة تثير قلق المشرعين الأمريكيين. وبناء عليه جرى تنظيم العديد من الجلسات المغلقة في مجلس الشيوخ بمشاركة مسؤولين وخبراء في تصنيع الطائرات المسيرة. ومع ذلك، لم يتضح بعد ما إذا كان الكونغرس سيفعل شيئأ ما لمواجهة هذا التهديد.
تقول راشيل تابل، ممثلة مركز ستيمسون التحليلي للصحيفة: هناك ميل لاستخدام الطائرات المسيرة لأغراض خبيثة، إذ من الملاحظ بكثرة استخدام طائرات مسيرة في مناطق الصراع، وفي ميادين العمليات العسكرية في مناطق أخرى.
بالطبع يمكن أن يكون الأمر مقتصرا على جمع بيانات بريئة، وغير نظامية أو لمجرد اكتشاف العالم المحيط، ومراقبة ما يحدث هنا وهناك. لكن في المقابل يبقى هناك احتمال أن تشكل الطائرات المسيرة خطرا حقيقيا.
كما أن السهولة التي يتحايل بها المستخدمون الهواة على قيود الطيران تعني أن بالإمكان التحايل لاختراق الكاميرات عالية الدقة أو أجهزة الاستشعار الأخرى بهدف جمع معلومات استخبارية. وهذا بدوره يتيح للمخابرات الأجنبية جمع بيانات ليس فقط عن المواطنين العاديين، وإنما عن البنية التحتية الحيوية للولايات المتحدة.
إن علاقة DJI، التي تنكرها الشركة نفسها، مع القيادة الصينية تثير الشكوك لدى نائب رئيس لجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ، ماركو روبيو، الذي قال خلال مقابلة مع الصحيفة: "أي منتج تكنولوجي يتم إنتاجه في الصين على المستوى الحكومي أو لدى الشركات الصينية ينطوي على مخاطر حقيقية ويمكنه استغلال نقاط ضعف محتملة لدينا، يمكن استخدامها الآن أو في حال نشوب صراع.
البنتاغون كان قد حظر شراء الطائرات المسيرة الصينية الصنع قبل 5 سنوات، ولكن، وفقا لدراسة أجريت عام 2020، تبين أن الآلاف من مراكز الأمن الفدرالية والإقليمية تعتمد بشكل كبير على طائرات DJI المسيرة.
وفقا لإدارة الطيران الفدرالية، تبلغ أعداد الطائرات المسيرة المسجلة حاليا في الولايات المتحدة أكثر من 870 ألف طائرة. ومن المتوقع أن يصل هذا العدد إلى 2.3 بحلول عام 2024.
هذه الطائرات التي يفترض أنها للهواة تحلق بشكل متزايد في مناطق محظورة. توضح مساعدة وزير الأمن الداخلي سامانثا فينوغراد لأعضاء مجلس الشيوخ إن الخدمة السرية الأمريكية، تصدت منذ عام 2018 لمئات الطائرات المسيرة التي انتهكت قيود الطيران المصممة لحماية الرئيس.
كما حذرت فينوغراد من أن الطائرات بدون طيار المتاحة للبيع يمكن "استخدامها من قبل أجهزة المخابرات الأجنبية المعادية أو المجرمين لجمع معلومات استخبارية والتجسس وسرقة التقنيات السرية والملكية الفكرية، وكذلك لشن هجمات إلكترونية على الشبكات اللاسلكية. وفقا لها، كل هذا سيكون له عواقب وخيمة على المنشآت السرية، ومؤسسات صناعة الدفاع وشركات التكنولوجيا في الولايات المتحدة.
أصبح ظهور عدد كبير من الطائرات المسيرة صينية الصنع في مناطق حظر الطيران في واشنطن مشكلة أخرى. وفقا للبيانات الحكومية، على مدار الـ 45 يوما الماضية، قامت الطائرات المسيرة بأكثر من 100 "توغل" في مناطق محظورة.
بحسب الصحيفة، مجلس الشيوخ الأميركي يروج لمشروع قانون مقدم من الحزبين يطالب بتوسيع صلاحيات أجهزة الأمن للكشف عن الطائرات المسيرة التي تشكل تهديدا أمنيا محتملا. تتضمن المبادرة أيضا تشكيل قاعدة بيانات تحتوي على معلومات حول حوادث الطائرات المسيرة في الولايات المتحدة.