حذر حلف شمال الأطلنطي (الناتو) من شتاء قارس البرودة بانتظار أوكرانيا في ظل أزمة الطاقة الحادة التي تعاني منها البلاد جراء القصف الصاروخي المكثف من جانب القوات الروسية على مدار الأسابيع الماضية والذي استهدف البنية التحتية للطاقة في أوكرانيا ما أفقدها ما يربو على 40 بالمائة من محطات الطاقة في جميع أرجاء البلاد.
وأشار تقرير صحفي نشرته صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية وشارك في كتابته كل من: إميلي راوهالا وأندرو جيونج، إلى تعهدات سكرتير عام الناتو ينس ستولتنبرج اليوم /الجمعة/ بتقديم كل الدعم اللازم لأوكرانيا على ضوء الظروف العصيبة التي تمر بها في الوقت الراهن. وألقى التقرير الضوء على تصريحات ستولتنبرج التي أكد فيها أن تقديم المساعدات اللازمة لأوكرانيا في الوقت الراهن سوف يسهم بشكل كبير في إرساء قواعد السلام في المنطقة في المستقبل.
وأوضح سكرتير عام حلف الناتو -في مؤتمر صحفي- أن سير أي مفاوضات بشأن تسوية سلمية في أوكرانيا يتوقف على مجريات الموقف في ساحة القتال بين القوات الروسية والأوكرانية.
وفي الوقت نفسه، كما يشير التقرير، وجه "ستولتنبرج" الاتهام لروسيا بـ"استخدام القوة المفرطة ضد أوكرانيا تمثلت في موجات متتالية من الهجمات الصاروخية" التي استهدفت البنية التحتية المدنية مما أدى إلى حرمان الجانب الأوكراني من وسائل التدفئة والمواد الغذائية، مؤكدًا أن شتاءً قارس البرودة بانتظار أوكرانيا في ظل الظروف الحالية.
وأوضح التقرير الصحفي أن السلطات الأوكرانية تبذل جهودًا حثيثة من أجل استئناف إمدادات الكهرباء والمياه، في الوقت الذي يفتقد فيه ما يقرب من ثلثي سكان العاصمة كييف لوسائل التدفئة كما أن نصف منازل العاصمة يعيش في الظلام.
ولفت التقرير إلى أن الرئيس الأوكراني فلودومير زيلينسكي أعلن أمس الخميس أن 15 منطقة في أوكرانيا تعاني من مشاكل كبيرة في إمدادات المياه بينما يبدو الموقف في العاصمة كييف أكثر صعوبة.
ويشير التقرير إلى أنه في ظل تلك الظروف التي تمر بها أوكرانيا فقد تعهد ستولتنبرج بمناشدة حلفاء الناتو تقديم مساعدات إضافية للجانب الأوكراني خلال اجتماعات وزراء خارجية الحلف الأسبوع القادم في بوخارست برومانيا، مؤكدًا على استمرار دعم حلف شمال الأطلنطي لأوكرانيا مهما كلفه الأمر.
ويوضح التقرير أن الظروف الجوية العصيبة في أوكرانيا عرقلت جهود إصلاح ما دمرته الهجمات الصاروخية الروسية للبنية التحتية خلال الأسابيع الماضية، مشيرًا إلى أن التقديرات الأولية قبل الهجمات الصاروخية الأخيرة أكدت أن تكلفة إصلاح الخسائر في أوكرانيا جراء العملية العسكرية الروسية هناك والتي بدأت في أواخر فبراير الماضي قد تصل إلى ما يقرب من 349 مليار دولار.
ويتناول التقريرفي الختام مناشدة الرئيس الأوكراني الدول الأوروبية بالتمسك بموقفها بشأن وضع حد أقصي لواردات الغاز الروسي لحرمان موسكو من موارد إضافية تستخدمها في تمويل الحرب في أوكرانيا.