قال الدكتور صفوت محمد عمارة، من علماء الأزهر الشريف، إنّ الاحتكار هو حبس السلع وعدم طرحها في الأسواق بالبيع والشراء بهدف رفع اسعارها رغم توفرها لتحقيق أقصي ربحية ممكنة، وفي ذلك كله هلاك للضعفاء والفقراء من الناس.
وتابع «عمارة»، خلال خطبة الجمعة اليوم، أنَّ الإنسان يجب ألا يعيش لنفسه وحسب، بل لابد أن يتعدى نفعه وخيره للآخرين، ويكون الأمر أوجب، والأجر أعظم خاصة في وقت الشدائد والمحن والنكبات خاصة مثل التي تعصف ببلادنا هذه الأيام، من غياب الرقابة على الأسواق، وزيادة المعروض من السلع، ولقد كشفت الأزمة تجار الأزمات، حيث شهدت الأيام الماضية طمع وجشع التجار مما أدى إلى رفع غير مبرر لأسعار بعض السلع والمواد الغذائية، وكل ذلك له أثاره السلبية على المجتمع.
وأشار إلى ما فعله الصحابي عثمان بن عفان رضي اللَّه عنه، في عام الرمادة، عندما اشتد بالمسلمين الفقر والجوع، بسبب القحط، وعندما جاءت تجارته من الشام وكانت ألف بعير محملة بالتمر والزيت، والزبيب، فجاءه تجار المدينة ، وقالوا له: تبيعنا ونزيدك الدرهم درهمين؟ فقال عثمان بن عفان رضي الله عنه لهم: لقد بعتها بأكثر من هذا، فقالوا: نزيدك الدرهم بخمسة؟ فقال لهم عثمان رضي الله عنه: لقد زادني غيركم الدرهم بعشرة، فقالوا له: فمن الذي زادك؟ وليس في المدينة تجار غيرنا؟ فقال لهم عثمان رضي الله عنه: "لقد بعتها لله ولرسوله، فهي لفقراء المسلمين" كانت أمامه الفرصة ليربح أموالا طائلة، ولكنه رفض ابتغاءً لوجه اللَّه؛ فلا يثبت على الأخلاق العظيمة في مختلف الظروف إلا العظماء.
وأضاف «عمارة»: يجب على كل واحدٍ منا أن يقوم بواجبه تجاه الآخرين من حوله، وأن يتنازل عن حظوظ نفسه، ومصالحة الشخصية، من أجل المصلحة العامة؛ فاتقوا اللَّه وتراحموا فيما بينكم.