ضمن فعاليات "أيام القاهرة لصناعة السينما"، والتي أقيمت على هامش الدورة 44 من مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، شارك عدد من صناع السينما الأمريكيين، لتقديم عروض خاصة لأفلام Exposure وThe Story of Plastic، وهي أفلام وثائقية تحكي قصة تأثير تغير المناخ ودور النشاط الشعبي في هذا الأمر. مع حلقات نقاش مع صناع الأفلام والمنتجين حول صناعة الأفلام الصديقة للبيئة والوعي البيئي في صناعة السينما، والتي أقامتها السفارة الأمريكية بالقاهرة، بالتعاون مع مؤسسة Film Independent، وهي منظمة أفلام غير ربحية.
وفي تقديمها للمشاركين القادمين ضمن برنامج التبادل الثقافي بين مصر والولايات المتحدة، أعربت لورين لوفليس، مستشارة الشئون العامة بالسفارة الأمريكية بالقاهرة، عن سعادتها لمشاركة السفارة الأمريكية مرة أخري مع مهرجان القاهرة السينمائي الدولي في دعم صناعة السينما، من خلال مؤسسة الأفلام الشهيرة في لوس أنجلوس "فيلم إندبندنت– Film Independent"، التي تشارك المهرجان ببرامج وورش عمل يقودها صانعو أفلام أمريكيون.
ولفتت إلى أنه في إطار دعم صناعة السينما، عرض مهرجان القاهرة هذا العام، ثلاثة أفلام أمريكية، تلتها حلقات نقاش مع صانعي الأفلام الأمريكيين حول تأثير تغير المناخ على المجتمعات المحلية، تزامنا مع استضافة مصر لقمة المناخ السابعة والعشرين في مدينة شرم الشبخ.
وتابعت: "نتطلع للمشاركة قريبا في مهرجان القاهرة لموسيقى الجاز، كما نقوم بعمل مشروع سينمائي مع المخرجة ماريان خوري، بالإضافة إلى تجهيز برنامج جديد يسمى "السينما في كل مكان" حيث نقوم بإحضار شاشات سينما في أماكن متعددة في مصر، والتي ليس متاح لديها رؤية الأفلام العالمية. فمصر ليست فقط أم الدنيا، بل هي رائدة في مجال صناعة السينما أيضا".
شراكة ممتدة
في بداية اللقاء، أعرب لؤي خريش، مدير البرامج الدولية في مؤسة فيلم إندبندنت، عن سعادته باستئناف التعاون بين مهرجان القاهرة ومؤسسته وسفارة الولايات المتحدة، بعد الانقطاع بسبب جائحة كورونا. قال: نفخر دوما بالشراكة مع إدارة مهرجان القاهرة، وأن نكون جزءا من برنامج أيام القاهرة ومنصة القاهرة السينمائية.
وتحدث عن المخرجة والمنتجة والكاتبة هولي موريس، الحائزة على العديد من الجوائز والمنح من شركات السينما الأمريكية المتميزة مثل National Endowment for the Arts وSan Francisco Film Society وغيرهم، وأيضا مايكل كوفنات، وهو المنتج التنفيذي السابق في قناة ناشيونال جيوجرافيك، الذي أشرف على الأفلام الوثائقية والمسلسلات العالمية مثل StarTalk مع Neil deGrasse Tyson وBrain Games، وتم ترشيحه ثلاث مرات لجائزة إيمي وفاز بجائزة إيمي لمرة واحدة. واللذان شاركا في "أيام القاهرة لصناعة السينما"، في حلقة نقاش حول صناعة الأفلام الصديقة للبيئة.
كما أدار المصور السينمائي إيرفين ليو ورشة عمل لمدة خمسة أيام مع 15 مشاركًا مصريًا، حول فن سرد القصص والتصوير السينمائي ودور التصوير السينمائي في تسليط الضوء على القضايا الاجتماعية. وشملت الورشة مناقشات حول دور التصوير السينمائي في إلقاء الضوء على القضايا الاجتماعية مثل التنوع والاندماج. وشاركت ديا شلوسبرج، وهي مخرجة ومنتجة أفلام وثائقية أمريكية. حصلت على ثلاث جوائز إيمي، في النقاش حول الأفلام المتعلقة بالمرأة والبيئة.
مدير تصوير مميز
وأشار إيرفين ليو إلى أن ورشة العمل التي جمعته بعدد من صناع الأفلام المصريين الشباب أثارت اهتمامه، لما يملك هؤلاء من حس عالٍ ورغبة في تطوير أنفسهم وأعمالهم "أسئلتهم كانت مُلهمة للغاية، خاصة المتعلقة بمراحل الإعداد للتصور أو المعوقات المحتملة". موضحا، من وجهة نظره، أن مدير التصوير الموهوب يستطيع الصمود وإخراج ما يريد، حتى لو لم تساعده التقنيات المتاحة.
وأضاف: هذا هو ما كنت أقوله للشباب المصري في آخر محاضرات الورشة. مدير التصوير الناجح يستخدم عواطفه وخبرته الحياتية من أجل اتخاذ قرارات سليمة وإنجاح ما يقوم به في موقع التصوير. هذا هو ما يميز مدير تصوير موهوب عن آخر.
وتابع: هناك الكثير من المعلومات المتاحة عن التصوير السينمائي ومهاراته متوفرة على الانترنت وعبر فيديوهات يوتيوب. لكن ليس هذا ما كنت أتحدث عنه في الورشة. ما قلته هو كيف تطور من نفسك وقدراتك وتستغل موهبتك لتكون مميزا. أن تعرف ما الذي يمكنك صنعه من النص الذي في يدك، أن تتعامل معه بأمانة، وأن تستطيع اتخاذ القرار المناسب في موقع التصوير.
معاناة صناعة الفيلم
وأوضحت صانعة الأفلام ديا شلوسبرج، أن هناك العديد من العوائق التي تظهر خلال عملية إنتاج الأفلام غير التجارية أو التي لا تعتمد على قصة خيالية. منها ضعف التمويل وقلة عدد المؤمنين بالفكرة. ضاربة مثالا بفكرة فيلمها حول خطورة النفايات البلاستيكية على الكوكب، والتأثير الذي تقوم به مع طيلة فترة تراكمها.
ولفتت شلوسبرج إلى أن صناعة فيلم مثل هذا يعتبر تحديا، ومؤلما أيضا بالنسبة لسكان الشمال العالمي، وهم يتحملون النسبة الأكبر من إفساد المناخ طيلة العقود السابقة "ومن الصعب أن تجد من هو متحمسا لتنقية المحيط حولك من مثل هذه التصرفات إذا كان قد اعتمد عليها للربح لسنوات طويلة".
وأكدت أن الأفلام ذات المنظور الخاص، مثل الأفلام المتعلقة بالبيئة أو بقضايا النوع الاجتماعي، غالبا ما تجد صعوبات في التمويل والتنفيذ، تتأرجح بوضع البلدان نفسها ومنظورها لهذه القضايا.
سينما الجائحة
قالت المخرجة والكاتبة مولي موريس أنها بدأت في صناعة السينما منذ كتابة السيناريو، وكان اهتمامها في البداية نسويًا فقط، ولكن بعد ذلك زاد اهتمامها بالبيئة في صناعة السينما، وكيف يتم تطبيق الرموز في صناعة السينما، مؤكدين عدم توفر التمويل الكافي لذلك.
وأوضحت هولي أن فيلمها الأخير، الذي صنعته بالاشتراك مع مايكل كوفنات كانت قد انتهت منه قبل الجائحة "لكن تبقت بعض مراحل ما بعد التصوير. أعطتنا الجائحة أياما طويلة للعمل على هذا. كنا قد فرغنا من الفيلم ثم بقينا في حالة الانتظار. وكنا نتساءل: متى سوف نستطيع عرض الفيلم؟
وأضاف المنتج مايكل كوفنات، الذي عمل في بداية حياته في مجال الصحافة ثم التصوير الفوتوغرافي، وتطرق في العديد من الثقافات في حياته، ولذلك قرر تطبيق شيء مفيد من خلال صناعة السينما تجاه البيئة. أنه كان يجلس في بيته وينتظر.
وقال: بالطبع هناك الشاشات المنزلية والمنصات التي يمكن مشاهدة الفيلم عليها. لكن متعة مشاهدة الفيلم في دار عرض، هذا هو السحر الحقيقي الذي يمكنك الانتظار من أجله.