المخرج اللبنانى علي شري فى حوار خاص لـ«البوابة»: فكرة الفيلم جاءت عن طريق المصادفة والمشاركة فى مهرجان القاهرة حلم كل مخرج عربى
يأتى الفيلم الروائى الطويل الأول للمخرج اللبنانى على شري، «السد»، كجزء من سلسلة أفلام قصيرة قدمها من قبل، «القلق» عام 2013، و«الحفار» عام 2015، ترصد بشكل شاعرى مميز مدى الدمار الذى يلحقه الإنسان بالطبيعة. تدور أحداث فيلمه، الذى عرض عالميًا لأول مرة فى مسابقة نصف شهر المخرجين بمهرجان كان السينمائى هذا العام، شمال السودان، بالقرب من سد مروى، حول شخصية ماهر، عامل موسمى من دارفور، يعمل فى مصنع للطوب على نهر النيل أسفل السد. تمامًا مثل رفاقه المنفيين، يقضى ماهر أيامه فى الوحل، بعيدًا عن أحبائه فى خضم عمل مرهق. كل ليلة، يعمل سرًا على تشييد هيكل طويل القامة مصنوع من الطين والخشب والبلاستيك. ذات يوم، عندما يعود ماهر من عمله يجد أن بناءه قد اختفى فى ظروف غامضة. سرعان ما تبدأ الأحداث الغريبة فى الظهور، ويبدأ ماهر فى الشعور بعدم الارتياح بأن شخصًا ما أو شيئًا ما يراقبه. وخلال حواره مع «البوابة»، على هامش مهرجان القاهرة السينمائى فى نسخته الـ44، تحدث المخرج اللبنانى على شري، عن دوافعه لعمل فيلم عن السودان، وكذلك كواليس مشاركته فى مهرجان كان السينمائي.
مزيد من التفاصيل فى نص الحوار التالي:
■ كيف وجدت مشاركتك هذا العام فى المسابقة الرسمية لمهرجان القاهرة السينمائي؟
- أعتقد أن العرض العربى الأول فى مهرجان القاهرة السينمائى وفى دار الأوبرا المصرية هو حلم كل مخرج عربي، بالنسبة لي، كنت سعيدا بعد اختيار الفيلم لعرضه فى القاهرة عقب عرضه العالمى الأول فى مهرجان كان السينمائي، فالقاهرة وجمهور المهرجان لديهم شيء مختلف عن أى مهرجان عربى آخر.
■ وكيف وجدت الاختلاف والتفاعل بين عرض الفيلم فى مهرجانى «كان» و«القاهرة"؟
- فى مهرجان كان، يكون العرض موجها لشريحة أكثر احترافية خاصة من صناع الأفلام ومبرمجى المهرجانات حول العالم، وهذا الشيء يختلف تماما عن عرض الفيلم أمام جمهور عربى فى مهرجان مثل القاهرة، حيث يريد المشاهدون الاستمتاع والاحتفاء برؤية الفيلم.
■ وما الذى دفعك كمخرج لبنانى لعمل فيلم فى السودان وعنها؟
- زرت السودان للمرة الأولى عام ٢٠١٧، لأننى كنت مهتما بقصة السد وقمت بلقاء الأشخاص الذين اضطروا لترك قراهم ومنازلهم بسبب بناء ذلك السد، وخلال إحدى جولاتى بالمنطقة هناك قابلت مجموعة من العمال الموجودين فى منطقة السد وبعدها قررت عمل الفيلم. عملية الكتابة لم تكن بناءً على خطة مسبقة قبيل سفرى للسودان، وإنما حدث كل شيء عن طريق المصادفة وقت تواجدى هناك.
■ هناك نسق متبع فى سرد الفيلم يسير فى خطين متوازيين من خلال الدخول فى عوالم العمال اليومية والتعبير عن عزلتهم فى مقابل العالم الخارجى وكذلك ما يحدث فى السودان من حراك شعبي.. فهل كان هذا التوجه مقصودًا أثناء كتابة السيناريو؟
- بالطبع، الإيقاع الموجود فى الفيلم يشبه إلى حد كبير الإيقاع المستخدم فى الأحاديث اليومية لهؤلاء العمال. بالنسبة لي، كنت مهتما أن يكون هناك زمنان؛ زمن الثورة والتغيير الراديكالى الذى يحدث فى الداخل، وزمن آخر قديم لعمال يقومون بممارسة مهنة من آلاف السنين وهى «صناعة الطوب»، فبدا أن هناك زمنا بطيئا وأطول إلى حد كبير.
هناك مقاربة أخرى تسير فى خط متواز داخل السيناريو ما بين عمال يقومون بعملية البناء المادية وآخرين يتطلعون لبناء وطن جديد.
■ وما هى المحطات القادمة لعرض الفيلم؟ وهل هناك أى خطط لعرضه فى السودان؟
- سيكون هناك جولة لعرض الفيلم فى فرنسا، يتبعها جولة عرض عربية فى دبي، وتونس، ثم لبنان، ومن غير المؤكد حتى الآن ما إذا الفيلم سيعرض فى السينمات المصرية أم لا. بالنسبة لي، أتمنى عرض الفيلم فى السودان، لقد وعدت العمال بالفعل بالتوجه لهم وإقامة عرض غير رسمى هناك للاحتفاء معهم بعرض الفيلم.