عند ملامسة أصابعنا لسطح أي شيء موجود نعتقد أنه حصل اتصال مباشر باللمس من الجسد لسطح هذا الشيء لكن حقيقة الأمر أن الفيزياء تؤكد أننا لا نلمس الأشياء، فإذا اتفقنا جميعاً على أن المادة هي ذرات منتظمة جنب بعضها البعض، وأن عملية "اللمس" تتضمن تماساً بين ذرات جسمنا وذرات الجسم الملموس، فإن عملية "اللمس" فعلياً لا تحصل، لأن الذرات من المستحيل أن تلمس بعضها البعض، بسبب قوى التنافر الكهربائي بين الغمامات الإلكترونية لهذه الذرات، وبالتالي، نحن فعلياً لا نلمس الأشياء.
وعندما تدفع شيئًا ما أو تكسره فإنك لم تلمس مادته على الإطلاق كل ما في الأمر أن قوة دفعك زادت من حدة التنافر بين إلكترونات جسمك، وإلكترونات هذا الشيء، ونفس الأمر عندما تحتضن ابنك الصغير فإنك في حقيقة الأمر لم تلمس مادة جسمه مطلقًا لكن هذا الشعور الذي يجتاحك سببه قوة تنافر إلكترونات جسدكما وفي حقيقة الأمر أنه عندما تجلس على كرسي ما فأنت تطفو فوقه على المستوى الذري من وجهة نظر الفيزياء.
وإن جميع المواد تتكون من ذرات، والذرة تتكون من نواة وهي محاطة بمجال خارجي من الالكترونات التي تدور حولها، وحينما تتقارب نواتان من بعضهما البعض بدون أن يكون بينهما رابط وتفاعل كيميائي لن تتلامسا مطلقا وتحمل الإلكترونات شحنات سالبة، بالتالي عند ملامسة شيء ما فإن كل من إلكترونات الجسمين المتلامسين ولأنهما يحملان نفس الشحنة تتنافر محدثة مسافة ضئيلة جدًا بين الجسمين لا ترى بالعين المجردة، لكنها موجودة بالفعل وهذا من وجهة نظر الفيزياء.