مصر القديمة صاحبة الفضل في اختراع الكثير من الأشياء في تاريخ البشرية في مجالات الطب والعلوم والفلك والهندسة، حتى بالرغم من مرور آلاف السنين على اقدم حضارة عرفها التاريخ، ويعتقد البشر أن الأطراف الصناعية اختراع حديث لكن أول طرف إصبع اصطناعي لأنثى قام به المصري القديم وعثر عليه في المقبرة TT95 بطيبة (الأقصر)، أوائل الألفية الأولى قبل الميلاد.
ويوجد هذا الطرف في المتحف القومى للحضارة المصرية، ويعود لحوالي ثلاثة آلاف عام، وتمت إزالة إصبع من القدم اليمنى لامرأة من صعيد مصر، اكتشفت مومياءها في عام 1887، مع وجود إصبع خشبي لا يزال مرتبطًا بهيكل القدم، ومن المحتمل أن يكون الإصبع الاصطناعي، المنحوت بسلاسة والمكتمل بأظافر مشذبة بدقة، أحد أقدم الأطراف الاصطناعية على الإطلاق.
وضع الطرف الصناعي في المتحف المصري بالقاهرة منذ أن تم التنقيب عنه من مقبرة صاحبته بالقرب من الأقصر، وخضع منذ عهد قريب لدراسة جديدة من قبل باحثين من المتحف وجامعة بازل وجامعة زيورخ.
وبفضل استخدام الفريق للفحص المجهري وتكنولوجيا الأشعة السينية والتصوير المقطعي بالكمبيوتر، أصبح لدينا الآن رؤية جديدة حول وظائف إصبع القدم والأهمية المادية وعملية التصنيع، ووجد الباحثون أنه مثل الأطراف الاصطناعية اليوم، فقد تم تصميمه بشكل دقيق لمن يرتديه حتى أنه تم تجديده ليناسب قدمها عدة مرات وهو أكثر من مجرد أكسسوار تجميلي.
ويتكون إصبع القدم من ثلاث أقسام قسمان من الخشب وواحد من الجلد وكان من الممكن أن يساعد المرأة على المشي، وهو ما يشهد على مهارات حرفي لديه معرفة وثيقة بعلم وظائف الأعضاء البشرية، ولم يتعرف الفريق الدارس للطرف الصناعي بعد على مالكة الطرف الصناعي، لكن من المعروف أنها كانت ابنة كاهن وتدعى "تا-باكت ن موت" ومن المحتمل أن يكون قد تم بتر إصبعها بسبب مرض.
وتقول الدكتورة سوزان بيكل، عالمة مصريات في جامعة باسل: "حتى الآن لا توجد أجهزة اصطناعية معروفة من هذه الفترة"، ومستوى التطور يجعل هذه القطعة فريدة من نوعها".