يواجه العالم الآن جملة من التحديات، لعل أهمها ما يتعلق بمدى القدرة على التصدى للإرهاب وزحف أفكار التطرف والتعصب الأعمى، الذى تنشره جماعات الإسلام الحركى فى العالم أجمع بشكل منظم وممول ومخطط ودقيق.
ولعل انكسار شوكة تلك الحركات فى دول عديدة بالعالم العربي، فى السنوات الأخيرة، كمصر والإمارات والسعودية والكويت والبحرين وغيرها من البلدان جعلها تتطلع لغزو أوروبا أملًا فى إيجاد أرضية سانحة للانتشار والتمدد ونشر أفكارها بشكل واسع عبر تكثيف عمليات التجنيد للجيل الثالث والرابع من المهاجرين، يساعدها فى ذلك تمويل سخى تتلقاه من دول عدة لها مصلحة فى انتشار وقوة هذه التنظيمات فى أوروبا.
ولعل انتشار أفكار مغلوطة حول تلك الجماعات فى الغرب باعتبارها مؤسسات ديمقراطية تم اضطهادها فى بلادها بواسطة حكومات ديكتاتورية قد ساعد كثيرًا فى تغلغل تلك الحركات المتطرفة فى أوروبا، الأمر الذى آن له أن يتوقف أو على الأقل يجد من يفسر ويحلل من وجهة نظر أخرى عايشت تلك التنظيمات وعاينت أفكارها بدقة واشتبكت معها ومع قادتها وكوادرها ومناصريها فى سجالات عديدة.
وقد تأكد لنا خلال ثلث قرن من المتابعة الدقيقة لتلك الجماعات أن امتلاك ناصية المعرفة هو الجسر القادر على الوصول بنا نحو فهم صحيح لأفكارها ومخططاتها، سواء فى بلادنا العربية والإسلامية أو فى أوروبا وأمريكا، ذلك أن ندرة البيانات لم تعد مشكلتنا مثلما كان الحال فى عصور سابقة، بل على العكس، فقد أصبحت الإشكالية المطروحة الآن هى تحليل هذا الفيض الهائل من البيانات وطرحه على أرضية الحوار المشترك بيننا وبين نظرائنا فى الغرب.
لقد دفع المجتمع الدولى كلفة كبيرة نتيجة اعتماد معالجات تستند إلى انطباعات سطحية، تتناول، أو بالأحرى تنتهك، قضايا الإرهاب ومشكلات الشرق الأوسط وعلاقتنا بالآخر المختلف حضاريا، بخفة، وصولًا إلى نتائج وهمية وصور مغلوطة أدت، فى بعض الأحيان، إلى نتائج كارثية.
لهذا كان هذا الموقع "ديالوج"، ضمن مشروع كبير يفتح قنوات حوار جاد بين الشرق والغرب على أرضية المعرفة والحوار المتكافئ واحترام الذات وتقدير الآخر المختلف معنا.
آراء حرة
لماذا موقع ديالوج؟
تابع أحدث الأخبار
عبر تطبيق