دعا الأمين العام لمجلس حكماء المسلمين المستشار محمد عبدالسلام لضرورة العمل على الاستفادة من مضامين وثيقة أبوظبي التاريخية للأخوة الإنسانية في صياغة التشريعات والمواثيق الدولية الخاصة بالعلاقات بين الحضارات وتعزيز القيم الأخلاقية والروحية في التعامل مع المشكلات الإنسانية الكبرى.
جاء ذلك في كلمته خلال الجلسة الحوارية، حول دور قادة الأديان في تعزيز التعايش الإنساني؛ التي نظَّمها مجلس حكماء المسلمين بالتعاون مع منظمة الأمم المتحدة لتحالف الحضارات في مدينة فاس المغربية، على هامش أعمال الدورة التاسعة من المنتدى الدولي للأمم المتحدة لتحالف الحضارات والتي عقدت تحت عنوان "نحو تحالف من أجل السلام: لنتعايش جميعًا كإنسانية واحدة"، حسبما ذكرت وكالة الأنباء الإماراتية "وام" اليوم /الخميس/.
وقال الأمين العام إنَّ وثيقة الأخوة الإنسانية التي وقعها فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر الشريف رئيس مجلس حكماء المسلمين الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، وقداسة البابا فرنسيس، بابا الكنيسة الكاثوليكية، في أبوظبي 2019، تعد واحدةً من أهم ثمار الحوار الديني في العصر الحديث.
وأضاف أن هذه الوثيقة التاريخية، التي تعد الأبرز في التاريخ الإنساني الحديث، مثَّلت نداءً لكافة أفراد العائلة الإنسانية من أجل تعزيز السلام والاحترام المتبادل، والوئام الاجتماعي القائم على احترام كافة الفئات وصيانة حقوقها.
ودعا مجلس حكماء المسلمين إلى مزيد من إيلاء الأهمية لدور قادة الأديان في التعامل مع مشكلات انعدام السلم، والاحترام المتبادل؛ مشيرًا إلى أن تجربة مرحلة انتشار جائحة كورونا عالميًّا أكَّدت ما يمكن لهؤلاء القادة على المستويين الدولي والمحلي على السواء من القيام به في هذا المجال.
وبيَّنَ أن مجلس حكماء المسلمين- الذي يتَّخذ من أبوظبي مقرًّا له- يعمل منذ إنشائه في عام 2014 من أجل التركيز على أهمية معاني الحكمة في تجلياتها الواقعيَّة، وعلى الأدوار التي لا غنى عنها لمَن يمثلونها من القادة الدينيين والمجتمعيين في أي مجتمع، مؤمنًا بأن الخبرات القيمية والثقافية للشعوب مصدرًا عظيمًا للحكمة في تدبير النزاعات، وملهمًا لتحسين مستوى العلاقات الإنسانية؛ التي تركِّز على استلهام رصيد الخبرات الكامن في الثقافات، وعلى احترام الذكاء الجماعي لكافة المجتمعات والشعوب، الذي يتجلَّى في تجاربها الحضارية المتنوعة.