نظم منتدى المستقبل للفكر والإبداع، أمسية شعرية في مكتبة خالد محيي الدين بحزب التجمع الوطني، شارك فيها الشعراء: عاطف عبدالعزيز، بهية طلب، حمدي عابدين، أحمد المريخي، جورج ضرغام، ويقدم الأمسية الشاعر جمال القصاص.
وقال الدكتور يسري عبدالله: إن فكرة إقامة أمسية شعرية ترتكز في جانب منها على التفاعل النِدي بين المشاركين وليس على التراتبية بينهم، رغم وجود تنوع كبير بينهم، والرابط الذي يربط بينهم اشتراكهم في نظم قصيدة النثر.
وأضاف عبدالله: للأسف ننظر إلى الأمسيات الشعرية بقدر كبير من الخفة، ولكننا اليوم أمام تنوع خلاق في إطار الرؤية الشعرية، وسوف أشير إلى المشاريع الشعرية خلال كلمات بسيطة.
وأكمل عبدالله: الشاعر عاطف عبد العزيز في نص مديح القسوة يراكم تجربة جمالية تخصه ترتكز على فكرة الفونيم وهو يتنامى داخل مشروعه، الذي يعتمد على مزاوجة القسوة والرهافة.
وأضاف عبدالله: أما جورج ضرغام، فهو شاعر مخاتل وابن التدفق الشعري وتستطيع أن تسمع أشعاره باعتبارها دفقة شعرية واحدة، وخلف هذا الوعي يخذله دائما طريقة إلقائه للشعر ، فالأشجار دائما تيمة مركزية في أعماله، التي لا تعتمد على الخروجا الكلي على فكرة اللاهوت وانما تعامل
وتابع عبدالله: تأتي الشاعرة بهية طلب، من الشاعرات الحقيقيات اللاتي يتكورن داخل النصوص الشعرية بشكل ملحوظ، وتعتمد من بدايات أعمالها على فكرة مقاربة فكرة الفقد وحتى ديوان نساء التفاح، وقد تناولت انجلينا جولي وهي معروفة لدى القارئ النوعي والعام، ولذا فإن البناء على متعين وفكرة صنع موازاة شعرية من أهم ما يميز هذا الديوان الأخير.
وواصل عبدالله: أما عن الشاعر أحمد المريخي، فثمة نزوع فلسفي بارز في نصه به طابع حكمي، لكنها الحكمة المغايرة عن التراث السائد، هي عتبة للشك والتساؤل بالأساس في كتابة شعرية تحتفي بكسر أفق التوقع جماليا لدى المتلقي، وكسر نمطية اللغة الشعرية ذاتها، عبر مراوحات ممتدة بين الذات والعالم، النص والواقع والأشياء.
ولفت عبدالله إلى أن الشاعر حمدي عابدين، هو ابن الاستهلال الشعري الصادم، وكسر أفق المتوقع للمتلقي، لأن الكتابة عنده تبدأ طوباوية سماوية وجزء منها حضور الأسطورة في أعماله، وجزء من نصوصه انتقاله من المجازات الخشنة إلى المجازات الناعمة.
وختم عبدالله بقوله: هذه الأمسية بها تنوع شعري مائز، وأهم ما بها عدم وجود تراتبية شعرية لأننا لابد أن نتخلص من التراتبية الوهمية، كما أن النصوص متخلصة من الحمولات الأيديولوجية رغم مستويات العمق الموجود بالنصوص لأن العمق هنا مصنوع من الفن نفسه.
ويعد منتدى المستقبل للفكر والإبداع أحد أهم الحلقات النقدية في الثقافة المصرية والعربية، وتعضيد الثقافة الوطنية.
ويطمح المنتدى كما جاء في بيانه التأسيسي"إلى أن يكون أعلى تمثيلات الموضوعية عبر إعادة الاعتبار لمفهوم القيمة من خلال تقديم النماذج الإبداعية المعبرة عن القيم الطليعية المتجددة".