عاش السريان في مصر منذ القرون الأولى وكان لهم عدَّة كنائس وثمانية عشر ديرًا باقي منها دير السيدة العذراء بوادي النطرون، واعتلى بعضهم السدة المرقسية مثل الأنبا إبرآم الملقب بأبو زرعة رقم (62) الذي في عهده نقل سمعان الخراز جبل المقطم حسب طلب المعز لدين الله الفاطمي لإثبات صحة ما جاء بالإنجيل، وأحب المصريون القديسين السريان مثل مار أفرام السرياني الملقب بقيثارة الروح القدس، ومار يعقوب السروجي، والقديس مار إسحق السرياني وغيرهم، والكنيسة السريانية لها ألحانها الرائعة الطقسية على مدار السنة، وقد بدأ حديثًا ترجمتها إلى العربية.
أما عن نشأة الطائفة السريانية الكاثوليكية في مصر فقد بدأت في القرن السابع عشر بواسطة المهاجرين من سوريا والعراق، وفي سنة 1850م شيَّدوا كنيسة " القديس إيليا " في الموسكي بالقاهرة، وأقاموا أول مطران لهم سنة 1895م باسم باسيليوس قندلفت، وقد تعاقب بعده حتى الآن ثمانية مطارنة آخرهم يوسف حنوش.الذي توفي في أبريل 2020، والآن المطران إيلي وردة وتم تنصيبه في أكتوبر2022.
الأصل والتسمية
السريان هم الأراميون الذين يسكنون بلاد حاران وآرام ما بين النهرين في القرن السادس عشر قبل الميلاد، وفي القرن التاسع قبل الميلاد انتشرت لغتهم السامية في بلاد الشام وفارس والهند والجزيرة العربية، أما كلمة سريان فقد جاءت نسبة إلى "سورس" الذي قتل أخاه وملك ما بين النهرين فسميت مملكته سورية وأُطلق على أهلها سوريان في القرن الخامس قبل الميلاد، وآمن السريان بالمسيحية منذ القرن الأول الميلادي حيث كرز بطرس الرسول في أنطاكية، وتوما الرسول وتلميذاه كرزوا في الرها.
أما اللغة السريانية فهي اللغة الفصحى الآرامية التي تكلَّم بها الرب يسوع والتلاميذ الأطهار وكُتبت بها بعض أسفار العهدين القديم والجديد.
وقد رفض السريان مجمع خلقيدونية وتمسكوا بعقيدة الطبيعة الواحدة لله الكلمة المتجسد مثل الأقباط والأرمن، فكانوا جميعهم أرثوذكس، ووفق ما جاء في موقع الأنبا تكلا هيمانوت. ولكن جرت محاولات منذ عام سنة 1237م من فريق منهم للانضمام إلى كرسي روما بدعوة من الرهبان الكبوشيّين واليسوعيّين وكان ذلك على يد البطريرك السرياني "اغناطيوس داود"، وفي سنة 1590م ذهب إلى روما البطريرك أغناطيوس نعمة الأول حيث التقى مع البابا غريغوريوس الثالث عشر وأعلن اتحاده معه، وقد ضمه بابا روما "إلى اللجنة الحبرية التي أصلحت التقويم اليولياني وأدخلت مكانه التقويم الجديد المعروف إلى أيامنا الحاضرة بالتقويم الغريغوري وهذا التقويم هو الذي تسير بموجبه البلاد المسيحية في الغرب".
ويتبع الطائفة السريانية الكاثوليكية إيبارشيات في لبنان وسوريا والعراق ومصر وفلسطين وتركيا، وفي المهجر باريس والسويد ونيوجيرسي ومونتريال وفنزويلا والبرازيل وسيدني وديترويت وماكسونفيل وفلوريدا ولوس أنجلوس، ويصل عدد السريان الكاثوليك إلى نحو نصف مليون.
أما الكنيسة السريانية الأرثوذكسية، فهي كنيسة أنطاكية أرثوذكسية مشرقية، ومقرها دمشق تتمركز في منطقة الشرق الأوسط وينتشر أفرادها في مختلف بقاع العالم، وهي كنيسة مستقلة. مرتبطة بباقي الكنائس الأرثوذكسية بوحدة الإيمان والأسرار والتقليد الكنسي. تمتد ولاية البطريركية الأنطاكية إلى سوريا ولبنان والعراق والكويت وتركيا والهند وإيران والجزيرة العربية وأوروبا وأمريكا الشمالية وأمريكا الجنوبية والوسطى وأستراليا ونيوزيلندا.
أما الكنيسة السريانية الأرثوذكسية في أنطاكية وعموم المشرق فكبير الأساقفة هو إغناطيوس أفرام الثاني كريم، والمقرات توجد في الهند، سوريا، لبنان، إسرائيل، العراق، الكويت، إيران، جنوب شرق تركيا، والممتلكات في شرق المتوسط، الولايات المتحدة، كندا، بريطانيا العظمى، شرق أوروپا، أمريكا الجنوبية وأستراليا.
اللغة
السريانية (اللغة الطقسية)، واللغات المحلية: المالاوية، التورية-الأرامية، العربية، التركية، العبرية، الإنجليزية، الهولندية، السويدية، التاميلية، الهندية والألمانية.
السريان حول العالم
يربو عدد أبناء الكنيسة السريانية الأرثوذكسية اليوم على 7 ملايين نسمة، حوالي 6 ملايين منهم في الهند، والبقية منتشرون في سوريا، لبنان، العراق، الأردن، الأراضي الفلسطينية المحتلة، تركيا، مصر وأوروبا وأمريكا الشمالية وأمريكا الجنوبية والوسطى وأستراليا ونيوزيلندا وتتألف الكنيسة في الوقت الحالي من 24 أبرشية.
الموقع الرسمي
يطلق على هذه الكنيسة تسميات أخرى كالمونوفيزية واليعقوبية نسبة ليعقوب البرادعي، ولكن الكنيسة السريانية اليوم ترفض تلك التسميات، لغة الكنيسة الرسمية هي السريانية وتستخدم الكتابة السريانية في مخطوطاتها الدينية. تتشارك هذه الكنيسة عقيدتها مع كل من الكنيسة القبطية الأرثوذكسية والكنيسة الأرمنية الأرثوذكسية والكنيسة الإثيوبية والكنيسة الإريترية. ترجع جذور هذه الكنيسة إلى بدايات المسيحية وتعتبر الكنيسة نفسها إحدى أقدم الكنائس وأن تسمية أو مصطلح مسيحي أطلقت لأول مرة على تلاميذ المسيح في هذه الكنيسة في أنطاكية/ سورية لأسباب وتطورات سياسية نتجت عن انقسام الإمبراطورية الرومانية إلى الإمبراطورية الرومانية الشرقية والإمبراطورية الرومانية الغربية انقسمت الكنيسة المسيحية بدورها إلى كنيسة شرقية وغربية وتمركزت الغربية في روما، بينما تمحورت الكنيسة الشرقية حول الإمبراطورية البيزنطية الشرقية وعاصمتها القسطنطينية، وانقسمت الكنيسة الشرقية بدورها إلى العديد من الكنائس منها:
أرثوذكسية مشرقية (أصحاب مصطلح الطبيعة الواحدة) مثل الكنيسة القبطية وكنيسة أنطاكية (الكنيسة السريانية الأرثوذكسية) والكنيسة الأرمنية والكنيسة الإثيوبية أرثوذكسية شرقية مثل كنيسة اليونان وقبرص وكنيسة روسيا ومعظم كنائس أوروبا الشرقية وكنيسة سيناء وغيرها
كنيسة المشرق (سموا كذلك بالنسطورية وهم أصحاب مصطلح الطبيعة المنفصلة للمسيح) وعرفت لاحقا بكنيسة المشرق الآشورية أو السريان المشارقة والتي منها انشقت الكنيسة الكلدانية الكاثوليكية وغيرها.
الآشوريون والسريان والكلدان السوريون
الآشوريون والسريان والكلدان في سوريا: هم السوريون أتباع العرقيّة الآشوريّة والذين ينتمون للمسيحية السريانية. يشكل الآشوريون حوالي ثلث مسيحيي سوريا و4٪ من إجمالي سكان البلاد، وتنتمي غالبيتهم لأربع كنائس مختلفة هي الكنيسة السريانية الأرثوذكسية، الكنيسة السريانية الكاثوليكية، كنيسة المشرق الآشورية والكنيسة الكلدانية الكاثوليكية. يتركز الآشوريون بشكل أساسي في شمال شرق سوريا في منطقة الجزيرة السورية، خصوصاً في مدن وبلدات الحسكة، القامشلي، رأس العين، المالكية، عامودا وتل تمر. كما يتواجد بعضهم أيضاً في المدن الكبرى مثل حمص وحلب ودمشق.
سريان العراق
هم العراقيون من أتباع الكنيستين السريانية الأرثوذكسية والسريانية الكاثوليكية. يتحدث عدد من السريان العراقيين اللغة السريانية كلغة أم في حين أن نسبة كبيرة منهم تتحدث العربية كلغة رئيسية دون غيرها. يجدر الذكر أن اللغة السريانية هي اللغة الطقسية للكنيسة السريانية. وتعتبر الكنيسة السريانية الأرثوذكسية إحدى الكنائس الرئيسية في العراق من حيث عدد أتباعها حيث يعتبرها البعض ثاني أكبر كنيسة من حيث عدد الأتباع في العراق بعد الكنيسة الكلدانية الكاثوليكية. ويتواجد السريان من الأرثوذكس والكاثوليك في الموصل وسهل نينوى (بغديده قره قوش) وهي أكبر تجمع لهم إضافة إلى بغداد وكركوك والبصرة وسنجار وأربيل والعمارة.
السريان في لبنان
الآشوريون والسريان والكلدان في لبنان هم مواطنون لبنانيون من أصل آشوري وسرياني وكلداني في لبنان، جاء معظم الآشوريين والسريان والكلدان في لبنان كلاجئين من شمال العراق وشمال شرق سوريا، وهم من المواقع الأربعة للوطن الآشوري، ويوجد ما بين 40 إلى 80 ألف لاجئ عراقي آشوري في لبنان، غالبيتهم جاءوا عن طريق الهجرة غير الشرعية، وتم ترحيل عدد كبير منهم .
السريان في فلسطين
منذ عام 1471م توجد في القدس أسقفية للسريان الأرثوذكس، وأما طلائع مسيحيي هذه الطائفة فقد نزحوا إلى بيت لحم حوالي سنة 1838م، ومعظمهم أتوا إليها في بدايات القرن العشرين من تركيا، وخاصة من منطقة طورعابدين، وذلك في أعقاب الحرب العالمية الأولى، في حين كان قد توافد سريان آخرون إلى فلسطين حجاجاً واستقروا فيها بالقرب من الأماكن المقدسة لاسيما في القدس وبيت لحم.
وفي فلسطين يعتبر السريان ثالث طائفة من حيث العدد بعد الروم واللاتين حيث يمثلون 10% من مسيحيي الديار المقدسة، فهناك 300 عائلة في القدس و500 عائلة في بيت لحم، ويربو عددهم جميعا عن 4000 نسمة، حسب إحصاء رسمي مسيحي.
اتجاهات السريان
السريان ينقسمون لعدة اتجاهات. كما هو موضح بالشكل الآتي
السريان الأنطاكيون
----------------------------------------------------------------------------
↓
سريان ملكيون
↓
سريان يعاقبة
↓
سريان نساطرة
------------------- ------------------- -------------------
↓ ↓ ↓ ↓ ↓ ↓
روم كاثوليك روم أرثوذكس سريان كاثوليك سريان أرثوذكس
(منهم ملنكار بالهند) كلدان آشوريون
سليمان شفيق