ذكرت صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية، في عددها الصادر اليوم الأربعاء، أن التقلبات في سياسات مكافحة فيروس كورونا في الصين أثارت الإحباط بشكل كبير بين السكان.
وأوضحت الصحيفة - في سياق تقرير نشرته عبر موقعها الإلكتروني في هذا الشأن - أن مدينة شيجياتشوانج، على سبيل المثال، خضعت للإغلاق والفتح والإغلاق مرة أخرى في تسعة أيام من قبل السلطات الحاكمة للسيطرة على تفشي المرض، ما زاد من انزعاج السكان وحيرتهم إزاء السياسيات التي تتبعها البلاد في هذا الملف.
وقالت الصحيفة "كان المحللون والمستثمرون يأملون في أن تكون مجموعة إجراءات مكافحة كوفيد الأكثر اعتدالًا التي أعلنها مجلس الوزراء الصيني في 11 نوفمبر الجاري بمثابة بداية تحول نحو التعايش مع الفيروس داخل البلاد، ولكن بدلا من ذلك، أدت السياسات المتساهلة والإشارات المربكة من بكين إلى إذكاء تفشي كوفيد بشكل متزايد، حيث اقتربت الحالات الجديدة من رقم قياسي يبلغ 30 ألف حالة يوميا، ما دفع السلطات إلى عزل عدد كبير من السكان مرة أخرى في محاولة لخفض انتقال العدوى".
وقال المحلل في مجموعة جافيكال للأبحاث إرنان كوي، في تصريح خاص للصحيفة، "بعض الحكومات المحلية كانت مرتبكة، لكن الحكومة المركزية أوضحت الآن خطتها، وهي أن الصين لن تتخلى عن سياسة الاحتواء في الوقت الحالي".. مضيفا أن تشديد الضوابط على مكافحة كوفيد في المناطق التي تفشى فيها المرض يبدو الآن الخيار الوحيد أمام السلطات رغم احتمالية أن يعاني الاقتصاد الصيني من مزيد من الضغوط من جراء ذلك.
ففي العاصمة الصينية، تباطأت الحياة حيث أُغلقت أكبر منطقة، وهي تشاويانج، وأصبح سكان مدينة تشونجتشينج الجنوبية الغربية محاصرين في منازلهم، في حين أن تفشي المرض في مدينة تشنجتشو بالقرب من مصنع ضخم ينتج أجهزة آيفون من شركة آبل يتفاقم، كما توسعت عمليات الإغلاق في مركز التصنيع الجنوبي في مدينة قوانجتشو، حسبما أبرزت الصحيفة.
وأشارت "فاينانشيال تايمز"، في تقريرها، إلى أن تداعيات تفشي موجات كوفيد المتكررة في الصين وعمليات الإغلاق في مدنها لا تؤثر فقط على حدودها؛ حيث أدى تباطؤ الطلب إلى تراجع مبيعات الشركات العالمية، مثل نايك، وساهم في زيادة التوترات في سلاسل التوريد العالمية.
وفي هذا، أكد محللون أن الصين بحاجة إلى زيادة تطعيمات المسنين وتعزيز نظام الرعاية الصحية لتقليل الوفيات حال اتباع سيناريوهات إعادة الفتح، مع الإشارة إلى تلقى 66 في المائة فقط من الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 80 عاما لجرعتين من لقاحات كوفيد.