أكد الدكتور مجدي علام، مستشار برنامج المناخ العالمي وأمين عام خبراء الاتحاد العرب، أن انتهاء قمة المناخ "cop 27" بقرار الدول في جميع أنحاء العالم بتأسيس صندوق للخسائر والأضرار، من أجل مساعدة البلدان الفقيرة المتضررة بشدة من ارتفاع درجة حرارة كوكب الأرض، أحد أهم القرارات التي صدرت عن محادثات الأمم المتحدة بشأن المناخ منذ بدايتها قبل 30 عامًا، مشيرا إلى أن هذا الصندوق سيعيد التوازن بين الدول النامية، والدول الصناعية المتقدمة التي استفادت من الوقود الأحفوري، ولكن سببت أضراراَ للمناخ شديدة العمق والضرر، حيث إن الانبعاثات الكربونية لإفريقيا، لا تزيد عن 4%، وهي أشد القارات تضررًا.
وقال علام، في تصريحات خاصة لوكالة أنباء الشرق الأوسط أ ش أ اليوم الأربعاء، إنه لأول مرة توافق الـ189 دولة بشكل رسمي على إعداد وتشكيل صندوق خاص لإدارة التمويل لما يطلق عليها الخسائر والمفقودات وأن يكون منفصلا عن الصندوق الأخضر وحتى صندوق المناخ، بحيث يكون هناك صندوق خاص بتعويض الدول والمناطق التي تضررت من الجفاف أو الأعاصير أو السيول أو الاحترار، مضيفا أن هذا القرار كان من أهم الخطوات الإيجابية في التوصيات وكان هناك سعى كذلك أن يتم تحديد حجم معين للوقود الأحفوري ويقل تدريجيا حتى نتخلص منه ونتحول إلى الطاقة الجديدة والمتجددة لكن يبدو أن هذا الاقتراح لم يجد تصويت كاف يتخطى الـ50% وبالتالي تم تأجيله للمناقشة في النسخة القادمة "cop 28" المقرر عقدها في الإمارات.
وحول أهم آليات عمل صندوق الخسائر والأضرار، أضاف علام أن تمويل الصندوق سيكون مسؤولية من الدول الصناعية الـ20 وسيكون هناك برامج تقنية لمحاولة إصلاح الضرر الذي وقع بالبلدان النامية مثل إعادة زراعة المناطق التي تضررت نتيجة التغيرات المناخية أو توصيل المياه لبعض المناطق أو إصلاح الآبار والمناطق التي زادت فيها نسبة الملوحة أو المناطق التي وقع فيها فيضانات وسيول وحرائق للغابات فهناك تفاصيل كثيرة حدثت من التطورات السلبية بسبب تغير المناخ.
وأوضح علام أنه سيكون هناك قائمة فنية من التحديات المطلوب حلها وقائمة إدارية للنظم التي ستدير منظومة إعادة الإصلاح إلى ما كان عليه ثم صندوق مالي لتنفيذ خطط إعادة إصلاح الضرر، مشيرا إلى إجراء اجتماعات من قبل السكرتارية الخاصة بالاتفاقية الإطارية لتغير المناخ لاختيار الدول التي سترشح ممثليها في إدارة هذا الصندوق وستختار الدول الجوانب الفنية التي يطلق عليها طرق الإصلاح وعلاج الضرر ثم سيكون هناك خطة معلنة من كل الدول تعرض في المؤتمر القادم في الإمارات.
وأكد علام أن نتائج قمة المناخ جاءت خطوة مهمة ومتقدمة تحسب للرئاسة المصرية للقمة فجميع المؤتمرات كان هناك حالة من عدم التوافق بين المشاركين كعادة مؤتمرات الأطراف بين الدول المتقدمة والنامية، فالدول المتقدمة لا تريد دفع تكلفة الأضرار التي تعرضت لها الدول النامية بسبب التغيرات المناخية، والأخيرة تريد أن تلتزم الدول الكبرى بتعويض جزء من الخسائر سواء بالتمويل المالي أو بالتكنولوجيا أو تأهيل الكوادر البشرية ولكن الجديد هذا العام هو إدراج مبدأ الخسائر والأضرار أو تعويض الخسارة والفقدان التي حدثت للنظم البيئية وهو الإنجاز الذي حققته قمة المناخ، ونتمنى أن تنجح قمة المناخ في الإمارات المرتقب عقدها العام المقبل في أن تكمل المسيرة.
وكانت قمة المناخ cop 27، التي استضافتها مدينة شرم الشيخ وشهدت مشاركة كبيرة جدا، حيث فاقت الأعداد 66 ألف مشارك، أنهت أعمالها منذ يومين معلنة قرار الدول في جميع أنحاء العالم بتأسيس صندوق للخسائر والأضرار، وهو القرار الذي وصفته الدول ووسائل الإعلام العالمية بأنه من أحد أهم القرارات التي صدرت عن محادثات الأمم المتحدة بشأن المناخ.