أكد الأنبا إرميا الأسقف العام رئيس المركز الثقافي القبطي الأرثوذكسي، أن المجتمعات التي تعيش في سلام ازدهرت وتقدمت، وهذا هو المطلوب للبشرية، وأما التي عاشت في حروب فقد عرفت الخوف والدمار وتأخرت عن كل الأمم، مؤكدًا على أن الأديان تسعى دائما للسلام والمحبة والمودة والتعاون بين بني البشر جميعًا.
أشاد “إرميا” خلال زيارته لجامعة الأزهر، اليوم الثلاثاء، بجهود الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، في نشر السلام محليًّا وإقليميًّا ودوليًّا.
من جانبه رحب الدكتور سلامة داود، رئيس جامعة الأزهر، بالأنبا إرميا في رحاب جامعة الأزهر، مؤكدا على أن الجامعة تفتح قلبها وعقلها للتعاون مع كل إنسان وطني محب للسلام، وساعٍ في طريق الخير بين بني البشر على اختلاف أجناسهم ومعتقداتهم .
ولفت إلى أن أهداف التنمية المستدامة وتحقيق رؤية مصر 2030م في الجمهورية الجديدة تتطلب من جميع المصريين “مسلمين ومسيحيين” العمل بتجرد؛ إخلاصًا لله تعالى والوطن.
جاء ذلك بحضور الدكتور محمد أبو زيد الأمير، نائب رئيس الجامعة لشئون الوجه البحري بطنطا منسق عام بيت العائلة المصرية، والدكتور محمود صديق، نائب رئيس الجامعة للدراسات العليا والبحوث.
وفي سياق أخر، شارك قداسة البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، اليوم الثلاثاء، في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر الدولي "التعايش والتسامح وقبول الآخر.. نحو مستقبل أفضل" الذي ينظمه مركز الدراسات القبطية بمكتبة الإسكندرية، في القاعة الكبرى بمركز المؤتمرات في مكتبة الإسكندرية.
وأشار قداسة البابا في كلمته بافتتاح المؤتمر، إلى أن التعايش حياة، والتسامح أسلوب حياة، وقبول الآخر جودة حياة.
وعن التعايش ألمح قداسته إلى أن الإنسان يعطي قيمة كبرى لفكرة التعايش، وأننا لدينا كمصريين تعبير يترجم فكرة التعايش وهو تعبير "العيش والملح" حيث إن من أكلت معه عيش وملح أصبح بيني وبينه تعايش دون النظر لأية اختلافات قد تكون موجودة لدى كل منا.
أما عن التسامح، أشار قداسته إلى أن الإنسان يمكنه أن يتسامح مع المخطئين في حقه، طالما كان هذا الإنسان لديه سلام مع النفس، وسلام الله، وسلام مع الآخرين.
وبخصوص قبول الآخر، أكد البابا تواضروس، أننا نصل إليه من خلال المحبة، واتساع القلب بالحب للكل.
ودلل قداسة البابا بعادة مسيحية قديمة وهي استخدام ثمرة الرمان كعلامة على المحبة للآخرين، حيث إن داخل هذه الثمرة العديد من الحبات على شكل قلب تحويها القشرة الخارجية وكانوا يعلمون بأن هذه الحبات الكثيرة هي قلوب الآخرين التي تضمها القشرة الخارجية (قلب الإنسان).
شارك بالكلمات في الجلسة الافتتاحية أيضًا عدد من الشخصيات الأكاديمية والقادة الدينيين المسيحيين والمسلمين.
المؤتمر يقام برعاية الأزهر الشريف بالتعاون مع الاتحاد الدولي للمؤرخين ومشاركة مطرانية الشرقية والعاشر من رمضان وعدد من الكيانات الأكاديمية من مصر ودول عربية أخرى، ويقام على مدار ثلاثة أيام تتضمن تقديم عدد من الأبحاث في التاريخ والمخطوطات لتقديم أشكال ونماذج التعايش وقبول الآخر والتسامح في المنطقة.