استضافت مصر هذا العام قمة المُناخ بمدينة السلام شرم الشيخ التي أصبحت مركزًا عالميًا بارزًا للمؤتمرات الدولية وسط مٌشاركة كبيرة وفعّالة من مختلف أنحاء العالم، وإحراز العديد من الأهداف والنتائج، وإبراز العديد من نواحي التميز غير المسبوقة، وذلك منذ دخول الاتفاقية الإطارية للمُناخ حيز التنفيذ في مارس 1994، والتي تلاها انعقاد المؤتمر الأول للأطراف (COP1) في برلين وصولًا إلى (COP26) في جلاسجو، وأخيرًا (COP27).
وشهدت القمة العديد من اللقاءات المهمة بين قادة وزعماء العالم ودارت على طاولتها الكثير من المفاوضات بين الدول الأطراف، كما عُقدت سلسلة من الجلسات النقاشية حول قضايا البيئة والمُناخ، وعرضت الكثير من المشروعات والمبادرات والأعمال الفنية الصديقة للبيئة.
وفي ختام القمة، قدمت منظمة الأمم المتحدة وثيقة شكر لدور وجهود الدولة المصرية على الاستضافة والتنظيم المميز لـ(COP27)، كما أعرب الأمين العام لمنظمة الأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش عن سعادته البالغة بنجاح الأعمال التنظيمية التي قام بها الشباب المصري المتطوع، وحرص الأمين العام على التقاط صورة تذكارية جماعية لهم، كما منحتهم سكرتارية الأمم المتحدة شهادات تقدير؛ تكريمًا لهم على دورهم الفاعل في نجاح القمة.
وحظت القمة باهتمام كبير ومشاركة دولية واسعة بحضور نحو 66 ألف شخص من الفئات المشاركة بشكل رسمي بالقمة، كما حرصت الدولة المصرية على قيادة وتعزيز المشاركة الإفريقية في هذه القمة والتي شارك فيها أكبر متوسط أعداد في الوفود الإفريقية في تاريخ قمم (COP)، كما تميزت (COP27) عن القمة السابقة لها (COP26) بأكبر متوسط حجم للوفود المسجلة لكل من الدول الجزرية الصغيرة والنامية (SIDs)، والبلدان الأقل نموًا (LCDs).
وحرصت الدولة المصرية المضيفة لقمة (COP27) على توفير مساحة شاسعة بلغت 30.416 متر مربع، وتضمنت المعارض الدولية في المنطقة الزرقاء بمركز المؤتمرات الدولي في شرم الشيخ ضعف عدد المعارض بالقمة السابقة (COP26) بجلاسكو، لتقدم المنطقة الزرقاء في (COP27) صورة خلابة للتنوع الثقافي والإنساني والدولي من خلال العديد من الفعاليات والمشاركات للوفود من مختلف الدول والجنسيات.
كما عُقدت 627 جلسة وفعالية بالمنطقة الزرقاء التابعة لمنظمة الأمم المتحدة، وأيضًا نظمت مصر كدولة مضيفة لـ(COP27) العديد من الفعاليات تحت إشراف اللجنة المنظمة لمنتدى شباب العالم، حيث عقدت 197 جلسة وفعالية بالمنطقة الخضراء، و118 جلسة في حديقة السلام ومنصة منتدى شباب العالم.
وتميزت قمة المناخ (COP27) عن القمم السابقة لها بالانتقال من مرحلة الوعود إلى التنفيذ، حيث نجحت جهود مصر في التوسط بين الدول الأطراف المشاركة في القمة، للوصول لاتفاق تاريخي بشأن التمويلات المخصصة لمواجهة آثار التغيرات المُناخية، بما يخدم مصالح جميع دول العالم خصوصًا الدول الإفريقية والدول النامية، وقد تم ذلك بعد مفاوضات دامت لأسبوعين واجتماع مطول على مدار يوم وليلة كاملة.
ولأول مرة، جلس الأطفال على مقاعد المنصة في قمة المناخ (COP27) ليعبروا عن رؤيتهم لمستقبل العالم وحقوق الأجيال القادمة في العيش ببيئة طبيعية آمنة وصحية، وكذلك كان للمرأة دورها البارز بالقمة من خلال مشاركة أكبر عدد من الفتيات والسيدات في تاريخ مؤتمرات المُناخ السابقة.
وعلى صعيد المجتمع المدني، شارك بقمة (COP27) في مصر ثاني أكبر عدد من المنظمات غير الحكومية بتاريخ مؤتمرات الدول الأطراف السابقة، والتي بلغ مجموعها 11.711 مشارك من 1.715 منظمة، في حين كانت أكبر مشاركة للمجتمع المدني في (COP15) بقوام 12.048 منظمة، وذلك خلال عام 2009 بمدينة كوبنهاغن في الدنمارك.
وكانت قمة (COP27) بمدينة شرم الشيخ محطًا لأنظار وسائل الإعلام الدولية، حيث سجلت لحضور القمة 3.350 ممثل لحوالي 1.306 مؤسسة إعلامية، ويعد ذلك ثاني أكبر عدد لممثلي الإعلام المشاركين بالمؤتمرات السابقة، حيث كان أكبر تمثيل لوسائل الإعلام بقوام 3.712 شخص بـ(COP3) بمدينة كيوتو في اليابان عام 1997.