أصدر مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء، تقريراً تحت عنوان "الذكاء الاصطناعي وآفاق المستقبل"، تم خلاله التطرق إلى تعريف مفهوم وتصنيفات الذكاء الاصطناعي، وأبرز الحقائق والإحصائيات حوله، وأنواعه وأهم مميزات ومخاطر استخدامه، وأبرز الاتجاهات المستقبلية لتقنياته.
وأكد المركز خلال تقريره أن استخدام تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي قد نما في أماكن العمل من 10% عام 2015 إلى 37% عام 2021، كما نما الاعتماد عليه في القطاع المالي بنسبة 37%، وفي قطاع التجزئة بنسبة 27%، وفي قطاع تكنولوجيا المعلومات بنسبة 20%، إضافة إلى أن 44% من الشركات التي طبقت تقنيات الذكاء الاصطناعي شهدت انخفاضاً في تكاليف التشغيل، كما تمكن 51% من المصنعين الأوروبيين، و30% من المصنعين اليابانيين، و28% من المصنعين الأمريكيين من دمج تقنيات الذكاء الاصطناعي في أعمالهم خلال عام 2022.
وذكـر التقرير أنه يمكن للذكاء الاصطناعي تقليل أوقات المكالمة بنسبة 70% في مجالات خدمة العملاء، مما يؤدي إلى توفير التكاليف بنسبة تتراوح من 40% إلى 60%، كما يمكن أن يؤدي استخدام تطبيقات الذكاء الاصطناعي في أقسام المبيعات إلى زيادة العملاء المحتملين بأكثـر من 50%، ومن المتوقع أن تبلغ دقة روبوتات الذكاء الاصطناعي في التعامل مع معظم المهام 90% في القطاعات المصرفية بنهاية عام 2022، كما أنه من المتوقع أن يصل حجم سوق الذكاء الاصطناعي إلى 270 مليار دولار بحلول عام 2027، و15.7 تريليون دولار بحلول عام 2030.
أما فيما يتعلق بالمركبات ذاتية القيادة، فقد أوضح التقرير أنها تنمو بمعدل سنوي 36% وقد يصل عددها إلى 800 ألف سيارة بحلول عام 2030، ومن المتوقع أن تصبح الصين أكبر سوق لتصنيعها بحلول عام 2040، مضيفاً أن هناك حالياً 25 دولة تقوم بتطوير سيارات ذاتية القيادة، وأن قيمة صناعة المركبات ذاتية القيادة قد بلغت أكثر من 54 مليار دولار على مستوى العالم وذلك عام 2021، كما من المتوقع أن تسهم في تقليل حوادث الطرق بنسبة 90% بحلول عام 2050.
وأفاد التقرير أن 42% من الروبوتات على مستوى العالم تعمل في صناعة السيارات، كما يعد قطاع الصناعات الدوائية من أكثر القطاعات التي تتبني تقنيات الروبوت، حيث نمت بنسبة 70% من عام 2020 إلى عام 2021، ومن المرجح أن تصل قيمة صناعات الروبوتات إلى 33.8 مليار دولار بحلول عام 2025، بزيادة قدرها 61% مقارنة بعام 2016، إضافة إلى أن 35% من الروبوتات الصناعية سيتم تصميمها للتعاون مع البشر في إنجاز مهامهم بحلول عام 2025.
وفى مجال الأمن السيبراني أشار مركز المعلومات إلى التقديرات العالمية في هذا الشأن، موضحاً أن 64% من الشركات تعتقد أن نشر الأمن السيبراني القائم على تقنيات الذكاء الاصطناعي سيقلل من التكلفة والوقت لاكتشاف التهديدات المحتملة، كما ترى 61% من الشركات أنه من المستحيل اكتشاف انتهاكات الأمن السيبراني دون استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي، ومن المرجح وصول قيمة استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي في الأمن السيبراني إلى 64.3 مليار دولار بحلول عام 2027 بنسبة زيادة 23.6% مقارنة بعام 2020.
وقد أبرز التقرير أنواع الذكاء الاصطناعي والتي تشمل 4 أنواع وهي؛ الآلات التفاعلية "آلات رد الفعل"، والذاكرة المحدودة، ونظرية العقل، والوعي الذاتي، كما أبرز أهم التطبيقات والمجالات التي باتت تعتمد عليه ومنها؛ التجارة الإلكترونية، والتعليم، والقطاع الطبي، والقطاع الزراعي، والمعاملات البنكية.
كذلك سلط تقرير مركز المعلومات الضوء على مميزات ومخاطر تقنيات الذكاء الاصطناعي التي يفرضها التوسع في استخدامه، أو الاعتماد عليه عوضاً عن العنصر البشري، ومن أبرز المميزات تقليل معدلات الأخطاء البشرية، وتقليل الوقت اللازم لتحليل البيانات، والقيام بمهام بالغة الخطورة، واتخاذ قرارات منطقية وسليمة وبشكل أسرع، واستمرار العمل طوال الوقت، أما أبرز المخاطر فتمثلت في ارتفاع التكلفة، وافتقاد الإبداع والابتكار، وزيادة معدلات البطالة، وغياب المشاعر والمعايير الأخلاقية.
وعن أبرز التطورات المتوقعة بشأن مستقبل الذكاء الاصطناعي، فمن المتوقع أن يتيح الذكاء القدرة على تحليل البيانات الضخمة، واكتشاف العلاقات والأنماط المعقدة، وهو ما سيهيئ للتوصل إلى مزيد من الاكتشافات العلمية، كما من المحتمل زيادة الاستثمارات الحكومية في هذا المجال، وسيكون الذكاء الاصطناعي ركيزة أساسية للميتافيرس والتقنيات المشابهة لها مثل العملات المشفرة.
وسلط تقرير المركز الضوء على ما نشرته صحيفة "واشنطن بوست" حول تأثير تقنية الذكاء الاصطناعي على اقتصادات دول العالم المختلفة، لاسيما الولايات المتحدة الأمريكية، مشيرة إلى أنه تم استخدام تقنية "إم أر إن إيه" (MRNA) في تصنيع اللقاحات في عام 2021، بينما شهد عام 2022 دخول تقنية الذكاء الاصطناعي في العديد من المجالات، وأضافت الصحيفة أن الولايات المتحدة الأمريكية واليابان من أكثر دول العالم تقدمًا فيما يتعلق بتقنيات الذكاء الاصطناعي.
كما أشار المركز إلى تقرير صحيفة بوليتيكو الأمريكية عن دور الذكاء الاصطناعي في تطوير القطاع الصحي، حيث سلَّط الضوء على ارتباط مستقبل الرعاية الصحية ارتباطًا وثيقًا بتقنيات الذكاء الاصطناعي، وهو ما تجلّى في التمويل المتدفق إلى الشركات الناشئة في مجال الصحة الرقمية التي تدعم تقنيات الذكاء الاصطناعي؛ حيث حصلت على دعم وصل إلى أكثر من 3 مليارات دولار في النصف الأول من عام 2022، هذا بالإضافة إلى ما يقرب من 10 مليارات دولار في عام 2021، وأضاف أن استخدام تطبيقات الذكاء الاصطناعي في مجال الرعاية الصحية لا يرقى إلى المستوى المأمول حتى الآن، لاسيما وأن البنية التحتية للأنظمة الصحية في كثير من دول العالم ليست جاهزة في الوقت الحالي للتعامل مع هذا النوع من التطور التكنولوجي.
وأوضح التقرير أهمية تبني تقنيات الذكاء الاصطناعي على نطاق واسع داخل القطاع الصحي؛ لرفع كفاءة الأطقم الطبية، فضلًا عن تقديم المساعدة لهم في التوصل إلى التشخيص السليم للأمراض، مما يضع تحديًا كبيرًا أمام الأنظمة الصحية لتطوير الخوارزميات اللازمة؛ بحيث تكون قادرة على تقديم الرعاية الصحية المناسبة لجميع المرضى.