ذكر مقال نشرته صحيفة "الجارديان" البريطانية أن السلطات الأوكرانية بدأت في إخلاء جميع السكان من مناطق "خيرسون" و"ميكولايف" في جنوب البلاد تحسبا لشتاء قارس البرودة في ظل أزمة الطاقة الحادة التي تعاني منها أوكرانيا جراء القصف الروسي المكثف الذي استهدف البنية التحتية للطاقة خلال الشهر الماضي، وتسبب في إعطاب ما يقرب من 40 في المئة من محطات الطاقة في جميع أرجاء البلاد.
وأضاف المقال، الذي شارك في كتابته كل من الصحفيين "لورينزو توندو" و"بيتر بيمونت"، أن تلك الإجراءات من جانب السلطات الأوكرانية تهدف إلى حماية حياة سكان تلك المناطق التي تعاني من نقص حاد في موارد الطاقة في ظل أجواء شتوية قارسة البرودة.
وأردف المقال موضحا أن السلطات الأوكرانية، طبقا لما أعلنته نائبة رئيس الوزراء "إيرينا فيرشوك"، ناشدت سكان تلك المناطق، الانتقال إلى مناطق آمنة في وسط وغرب البلاد بينما أعلنت الحكومة عن توفيرها لوسائل الانتقال والرعاية الطبية اللازمة للسكان المرحلين إلى تلك المناطق.
ونوه المقال إلى أن الحرب بين الطرفين ما زالت مستعرة في ظل حشد روسيا لمزيد من القوات ولاسيما في منطقة "دونباس" جنوب شرق البلاد حيث تشتعل المواجهة مع القوات الأوكرانية للسيطرة على مدينة "باخموت" الحيوية.
ويضيف المقال أن موسكو بدأت في إرسال تعزيزات إضافية للمنطقة إلى جانب القوات التي تمركزت في المناطق الجنوبية؛ ما يوحي بتصميم الجانب الروسي على كسر حالة الجمود الحالية في أرض المعركة.
وكانت القوات الروسية، كما يشير المقال، قد قامت خلال الشهر الماضي بشن هجمات صاروخية مكثفة على البنية التحتية للطاقة في جميع أرجاء أوكرانيا؛ ما تسبب في أزمة طاقة خطيرة وغير مسبوقة تركت ملايين من الأوكرانيين بدون وسائل تدفئة أو إنارة في وقت حرج تعاني فيه البلاد من شتاء قارس البرودة تصل فيه درجات الحرارة إلى ما دون الصفر.
ويوضح المقال أنه نتيجة لتلك الظروف العصيبة فقد اتخذت السلطات الأوكرانية، طبقًا لما ذكره رئيس شركة الكهرباء القومية "فلودومير كودريتسكي"، إجراءات طارئة لقطع التيار الكهربائي لمدة قد تزيد على أربعة ساعات يوميًا في 15 منطقة في البلاد.
وأشار المقال إلى أن الوضع في العاصمة كييف ومناطق حيوية أخرى في البلاد يزداد سوءا يوما بعد يوم في ظل استمرار القصف الروسي المكثف للبنية التحتية للطاقة؛ ما أدى إلى تعريض ما يقرب من 40 في المئة من السكان في أوكرانيا إلى فقدان موارد الطاقة والمياه.
ويلفت المقال إلى تحذير الشركة القومية للطاقة أنه من المتوقع زيادة ساعات انقطاع الكهرباء في الفترة القادمة، مناشدة السكان التحلي بالصبر والشجاعة وتحمل الشتاء القادم.
ويوضح المقال في الختام أنه ليس هناك بارقة أمل تلوح في الأفق عن تحسن الأوضاع أو خفوت صوت المعركة في أوكرانيا في ظل استمرار روسيا في تعزيز دفاعاتها على الضفة الشرقية من نهر دينبرو إلى جانب نشر قوات إضافية على الحدود الدفاعية في العمق داخل الأراضي الروسية.