أعلن الدكتور أمجد الوكيل رئيس هيئة المحطات النووية، أن الكوادر البشرية من الأمور الهامة جدا في المجال النووي وتمثل أحد أهم الركائز الأساسية لتنفيذ وتشغيل وصيانة وإدارة محطات نووية آمنة، لافتا إلى أن الهيئة تعمل على تأهيل وتكوين عناصر تتمتع بالكفاءة والقدرة المتميزة على تشغيل وصيانة وإدارة المحطة النووية .
وأضاف الوكيل أن عدد الكوادر العاملة في المشروع بالضبعة فهو رقم ديناميكي غير ثابت يعتمد على طبيعة كل مرحلة والهيئة تعمل على دعم كوادرها بصفة مستمرة من خلال الإعلانات التي أعلنت عنها لاستكمال متطلبات هذه المرحلة والإعداد للمراحل القادمة، و قامت مصر بإعداد كوادر فنية متخصصة في مجال محطات الطاقة النووية منذ 1976 والهيئة تبذل جهودًا كبيرة لتأهيل الكوادر البشرية على أعلى مستوى.
وتابع: "هناك حاليا تدريب ميداني بمحطات طاقة نووية وذلك لأطقم الإشراف على أعمال تنفيذ الإنشاءات ومراجعات التصميمات والجودة ليقوموا بأعمال الإشراف على تنفيذ المشروع على أعلى مستوى ، فضلًا عن البرامج التي يتم تنفيذها مع الاستشاري الدولي وورلي، وأيضاً التدريب الداخلي بالهيئة".
واستكمل: "أما بالنسبة لأطقم التشغيل والصيانة يتم ارسال الدفعات تباعاً للتدريب بروسيا على عمليات تشغيل وصيانة وإدارة المحطات النووية وذلك وفقا للجدول الزمنى المحدد للتدريب حيث تم إرسال ثلاث دفعات ومستمرين حالياً بنجاح بالتدريب بروسيا".
وأضاف: "هناك جهود بُذلت ومستمرة لتأهيل وإعداد الكوادر البشرية بالهيئة بالاستفادة من المنح والدورات التدريبية التي تقدمها كل من الوكالة الدولية للطاقة الذرية والهيئة العربية للطاقة الذرية والتي يتم عقدها سواء داخل/ خارج مصر".
جدير بالذكر إنه تم الاستفادة منها من خلال تفعيل اتفاقات التعاون الثنائي مع بعض الدول مثل كوريا الجنوبية (حصول 12 فردا على درجة الماجستير في المفاعلات النووية وحصول 15 فردا على دورات تدريبية في إدارة البنية التحتية لمشروعات المحطة النووية)، اليابان وروسيا الاتحادية (تم إرسال ثلاث مجموعات إلى روسيا الاتحادية كل مجموعة 15 فردا للتدريب على التكنولوجيا النووية وإدارة الوقود النووي والوقود المستنفذ الأمن النووي والحماية المادية، ودراسة مكونات الدائرة الابتدائية و الثانوية) فضلا عن البرامج التدريبية التي تم تنفيذه بالاتفاق مع الاستشاري (وورلي) وأيضا التدريب الداخلي بالهيئة.
أما بالنسبة لأطقم التشغيل والصيانة سوف يتم التدريب بمعرفة المورد الرئيسي للمحطة النووية المصرية، حيث يشمل التعاقد مع شركة روس اتوم الروسية تدريب أكثر من 2000 فرد على التشغيل والصيانة وإدارة المفاعلات النووية.
وأشار إلى أن الاستثمار في العنصر البشري هو حجر الأساس في تنفيذ مثل هذه المشروعات العملاقة، ومن هذا المنطلق فقد أعلنت هيئة المحطات النووية لتوليد الكهرباء عن حاجتها لشغل بعض الوظائف الشاغرة بها بالتعيين وهو ما يزيد عن خمسمائة وثلاثين وظيفة شاغرة ما بين وظائف هندسية وعلمية وذلك من خلال الإعلان رقم (1) لسنة 2022 لاستكمال هيكلها التنظيمي من مختلف الكوادر البشرية المصرية والتي ستسهم في تنفيذ أنشطة المشروع المختلفة وتعزيز توطين تكنولوجيا المحطات النووية، كما ستكون إحدى الخطوات التنفيذية لاختيار الأطقم المصرية لتشغيل وصيانة الوحدات النووية.
وبالنسبة للعدد النهائي المطلوب من الكوادر البشرية فهو مرتبط بخطة الموارد البشرية لدينا والتي اعتمدت على توفير الكوادر البشرية من أكثر من مصدر لسد الاحتياجات اللازمة وتقليل مخاطر الاعتماد على مصدر وحيد.
وافتتحت الحكومة المصرية في 2017 المدرسة الفنية المتقدمة لتكنولوجيا الطاقة النووية بمنطقة الضبعة بمحافظة مرسى مطروح أول مؤسسة تعليمية في المرحلة الثانوية تتخصص في التعليم الفني النووي لتخريج فنيين في المجال النووي، وهو الموقع الذي يشهد إقامة أول محطة نووية في مصر وتشارك الهيئات النووية في تطوير مناهج المدرسة الفنية بالضبعة ويتم مراجعتها من كلية الهندسة من جامعة الإسكندرية.
ويتم اختيار طلاب المدرسة الفنية المتقدمة لتكنولوجيا الطاقة النووية بالضبعة على أعلى مستوى وهناك اختبارات للقبول يجب اجتيازها. فقبل البدء في قبول أي دفعة جديدة تقوم وزارة التربية والتعليم بإعلان شروط قبول والتحاق الطلاب بالمدرسة الثانوية الفنية لتكنولوجيا الطاقة النووية بمدينة الضبعة بمحافظة مطروح حيث يجب أن يكون الطالب مصري الجنسية ويشترط إجادة استخدام الحاسب الآلي، واجتياز الاختبار الإلكتروني والكشف الطبي وأيضا يشترط اجتياز المقابلة الشخصية وكشف الهيئة بنجاح.
وطلاب مدرسة الضبعة من أحد المصادر للعمالة في محطة الضبعة النووية والتعيينات التي تتم بالهيئة مرتبطة بخطة الموارد البشرية لدى الهيئة التي تعتمد على حاجة الهيئة وهذا العام تم تعيين ٧٤ من خريجي المدرسة بالهيئة.
