تدس رأسها في الرمال بين الحين والآخر من أجل التصنت على الذبذبات التي ينتشر صداها في الأرض من مسافات بعيدة لوقع خطوات الحيوانات الخطرة وتميز أيضاً الاتجاه الذي تأتي من ناحيته تلك الأصوات، فتكون حافزا لها على الهرب في الاتجاه الذي يضمن سلامتها وأمنها، ويتميز النعام عن غيره من الطيور أنه يتمتع بخصائص تمييز الصوت بدقة، لكنه لا يرى الأشياء البعيدة جيداً لذلك يدفن رأسه في التراب لكي يسمع خطوات عدوه القادم لافتراسه.
وهناك 3 أسباب تدفع النعام لدفن رأسه في الرمال على الرغم أن الصوت ينتقل عن طريق الهواء ولكن القاعدة الفيزيائية التي يعرفها النعام ولا يعرفها كثير غيرها هي أن الصوت ينتقل في الأجسام الصلبة مثل التربة أسرع من انتقاله في الهواء لذلك هي تدفن رأسها من حين إلى آخر للتنصت على الذبذبات المختلفة في باطن الأرض.
ويحتوي النعام على ساقان قويتان لدرجة أنها إذا أصابت بهما إنساناً لكان من الممكن أن تقتله ولتحمي النعامة نفسها وأولادها الصغار تُلقي بنفسها على الأرض، لتظهر للصائد أو للمطارد كالمصابة، وهي تقصد بذلك أن تتجه إليها أنظار الصائد فيتمكن صغارها من الهرب، فإذا نجح الصغار حاولت هي أيضاً، وحينما تضع رأسها في الرمال إنما تقصد أن تستمع لدبيب الأقدام على الأرض وأتجاهها مما يُسهل لها الهرب من المطاردين والصيادين والوحوش، والنعامة تضع اثنتي عشرة بيضة تزن الواحدة منها أكثر من كيلو جرام، ويتناوب كل من الذكر والأنثى الرقاد على هذا البيض، وترقد عليه الأنثى ليلاً والذكر نهاراً حتى يفقس.
ويدفن النعام رأسه في الرمال لثلاث أسباب الأول هو أنها تقوم بحفر حفرة في الأرض لتضع بيضها بداخلها، ثم تقوم من الحين للآخر بإدخال رأسها في تلك الحفرة للاطمئنان على سلامة بيضها، أما السبب الثاني، فهو حماية نفسها من الخطر، وذلك عن طريق استماعها للذبذبات التي ينتشر صداها في الأرض من مسافات بعيدة لوقع خطوات الحيوانات الخطيرة وذلك لأنها تعلم جيدًا أن انتقال الصوت في المواد الصلبة أسرع كثيرًا من انتقاله في الهواء.
وكما تستطيع أن تميز الاتجاه الذي تأتي من ناحيته تلك الأصوات، فذلك يدفعها للهرب في الاتجاه الذي يضمن سلامتها، أو تقوم بمد جسمها ورقبتها على الأرض ليصبح مثل كومة من التراب أو شجيرة لتموه وتحمي نفسها، بينما السبب الثالث الذي يدفع النعامة لوضع رأسها في الأرض هو بحثها عن الماء، حيث أن قدرتها على سماع الأشياء تمكنها من معرفة أقرب مكان يوجد به ماء.