السينما المجرية متنوعة وأعتمد في إخراجي على المشاهد الطويلة لاستخراج مشاعر الممثلين
الفيلم ليس القصة وبعبر عن علاقات إنسانية وخيال وإيقاع للحياة
كرم مهرجان القاهرة السينمائي الدولي في نسخته الـ44، المخرج المجري الشهير بيلا تار، ومنحه جائزة الإنجاز الإبداعي خلال حفل الافتتاح الذي أقيم في الثالث عشر من الشهر الجاري، تقديرًا لمسيرته السينمائية الممتدة لنحو 4 عقود. كما أقام المهرجان له في اليوم التالي "ماستر كلاس" ليشارك تجربته الفريدة في صناعة الأفلام مع جمهوره.
وكشف "بيلا تار" خلال ندوته كواليس تحضيراته لفيلمه "Harmonies Werckmeister"، قائلًا إن الأفلام لها لغات مختلفة، لا يجوز ترجمتها ولكنك تستطيع أن تغير في الطريقة التي تقدمه بها وتبدع في أعمالك. أما عن سبب عزوفه عن المشاركة في الأعمال الدرامية التليفزيونية، أشار بيلا إلى أنه يعتمد في إخراجه على استخراج المشاعر المطلوبة من الممثلين قدر الإمكان، لذا تكون معظم مشاهده طويلة، وذلك على عكس الأعمال الدرامية التي تعتمد على الاختصار وقول المخرج في لوكيشن التصوير "Action & Cut".
ويعتبر بيلا تار، الذي وُلد عام 1955، واحدًا من أهم صانعي السينما في المجر، حيث تخرج في أكاديمية المسرح والسينما في بودابست عام 1981، وبدأ مسيرته المهنية المليئة بالعديد من النجاحات في سن مبكرة، من خلال سلسلة أفلام وثائقية وروائية وُصفت بأنها كوميديا سوداء.
بدأت مسيرة تار السينمائية في الازدهار عام 1988، حين قدم فيلم "Damnation"، والذي كان بمثابة التأسيس لأسلوبه السينمائي الخاص، والذي اشتهر بعده بتقديم أفلام بالأبيض والأسود. وحاز الفيلم على جائزة في مهرجان كان السينمائي. وفي عام 1994، قدم تار فيلمه الأشهر "Satantango". وقدم فيلم " Werckmeister Harmonies" عام 2000، وفيلم "The Man from London" عام 2007. وكانت آخر أفلامه الروائية الطويلة بعنوان "The Turin Horse" إنتاج عام 2011، وتوج عنه بجائزتي الفيبريسي ولجنة التحكيم الكبرى بمهرجان برلين السينمائي.
"البوابة " التقت المخرج المجري الكبير بيلا تار، حيث تحدث عن رؤيته للأفلام والسينما والحياة، وكذلك سبب اهتمامه الشديد بطرح قضية الكرامة الإنسانية في أفلامه. وإلى نص الحوار:
ذكرت في حوار سابق، أن مجتمع صناعة الأفلام في المجر لا يحبون أعمالك كونك لا تقدم أفلامًا تقليدية.. هل هذه النظرة تغيرت الآن تجاه أعمالك السينمائية؟
لقد بدأوا يعاملونني بشيء من اللطف الآن. كل ما في الأمر أننا لدينا طرق مختلفة لصناعة الأفلام، هم يقومون بعمل أفلام ليست تجارية وإنما تقليدية بعض الشيء، أنا لا أستطيع تقديم أفلام تقليدية فهى ليست مثيرة للاهتمام بالنسبة لي.
ما تعريف القصة في أفلام بيلا تار؟.. وهل صحيح أن الفيلم ليس القصة؟
بالطبع الفيلم ليس القصة إنه شيء أكثر تعقيدًا من ذلك. الفيلم عبارة عن صور متحركة وعلاقات إنسانية، ضوضاء، إيقاع، فضاء. باختصار هو مجموعة من مئات المشاهد يتم جمعها سويا ولا يمكن اختزالها فقط في القصة. وبشكل ما، البشر يخلقون القصص. على سبيل المثال، إذا وضعنا أي شيئين جنبا إلى جنب سيقوم العقل البشري بشكل تلقائي بخلق جسر لتحديد ماهية هذه القصة التي جعلت هذين الشيئين بذلك الشكل. ولكن أتعلم، كل هذا يأتي من مخيلتك فقط وليس من الضروري بالنسبة لي أن أشرح لك العلاقة ما بين هذه الشيئين.
كل أفلامك تفتش بشكل أو آخر عن الكرامة الإنسانية.. لماذا تحب تسليط الضوء على هذه القضية في أعمالك تحديدًا؟
بسبب أن الكرامة الإنسانية هي الشيء الأكثر أهمية على الإطلاق. إن الأمر لا يتعلق فقط بالكرامة الإنسانية، إنه يتمحور حول كرامة الحياة بمنظور أوسع.. دعنا نشير إلى هذه النخلة الموجودة أمامنا أو هذه القطة أو الطيور، القضية معنية بالحياة كاملة، لذا يجب علينا حماية هذه الحياة لأنها في خطر كبير.